الديمقراطية ليست بلا ثمن.. عبد المحسن المشاري مؤكداً
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2013, 12:39 ص 689 مشاهدات 0
الشاهد
الديمقراطية والعالم العربي
عبد المحسن المشاري
ان ما يشهده عالمنا العربي من انتفاضات وثورات شعبية اجتاحت كلاً من تونس ومصر واليمن وليبيا واخيراً سورية يشبه الى حد كبير ما جرى في ثمانينات القرن الماضي في دول اوروبا الشرقية والغرض من هذه الثورات والانتفاضات واحد في الحالتين وهو التخلص من الانظمة المستبدة المتحجرة واقامة انظمة ديمقراطية تحترم التعددية وحق الاختلاف والتداول السلمي للسلطة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتفكير وحرية الفرد وتشكيل منظمات المجتمع المدني.. الخ، وقد نجحت شعوب أوروبا الشرقية في نضالها والآن تتمتع بأنظمة ديمقراطية لا تختلف كثيراً عن تلك التي في اوروبا الغربية التي سبقتها في هذا المضمار لمئات السنين ولكن الديمقراطية ليست بلا ثمن ولم تحقق بسرعة وبسهولة وسلاسة في اي بلد في العالم بل ولدت عبر مخاض عسير وعمليات جراحية قيصرية، فالديمقراطية لا تولد متكاملة ولن تكتمل بل هي صيرورة تراكمية تبدأ بحقوق بسيطة بـ10٪ ثم 20٪ وهكذا تنمو مع الزمن وعبر نضال الشعوب ووفق نمو وعيها بحقوقها وتطورها الحضاري كذلك يجب التأكيد على ان الديمقراطية تنشأ في كل بلد بطريقة مختلفة، فظروف دول اوروبا الشرقية تختلف عن ظروف البلاد العربية، ففي الأخيرة توجد معوقات كثيرة للديمقراطية لم تكن موجودة في غيرها من البلدان مثل المنظومة الفكرية والموروث الاجتماعي والصراعات بين مكونات شعوبها الدينية والطائفية كذلك هناك حركات اسلامية وسلفية واصولية دينية ممانعة للعلمانية ودولة المواطنة التي هي شرط اساسي لقيام النظام الديمقراطي الحقيقي، على أية حال رغم هذه الاختلافات هناك مقاربة وتشابه ايضاً فالشعوب الأوروبية التي سبقتنا في الديمقراطية هي الأخرى مرت بصعوبات ومعاناة في مرحلة محاكم التفتيش وعصر النهضة والتنوير، فالانتقال الى الديمقراطية لم يكن سهلاً ولا سلساً، نرى ان مطالبة الإنسان بالديمقراطية والليبرالية تأتي بعد تحقيق احتياجاته الاساسية ويبدو ان الشعوب العربية قد اقتربت من هذه المرحلة لا لانها حققت الحدود الدنيا في اشباع الاحتياجات الاساسية فحسب بل ولتنامي الوعي السياسي والاجتماعي لدى الجيل الجديد وذلك بفضل الثورة المعلوماتية والتقنية المتطورة في المواصلات والاتصالات حيث الاحتكاك المتزايد بين الشعوب بسبب الهجرات الجماعية والسياحية المليونية والانترنت والفضائيات وغيرها من وسائل الاتصال التي حولت العالم الى قرية كونية صغيرة ربطت بين مصالح الشعوب الاقتصادية والثقافية في منظومة العولمة وجعلتها متشابكة لا فكاك بينها وساعدت في تعجيل تطور الوعي لدى الشباب ومن المعوقات التي تواجه عملية الانتقال للديمقراطية في العالم العربي كثيرة ونذكر منها منظومة القيم التقليدية الموروثة والاسلام السياسي والصراعات والفتن الدينية والطائفية وغياب منظمات المجتمع المدني وتفشي الأمية والجهل واضطهادالمرأة وأزمة احزاب المعارضة والصراعات بين قوى الثورة وتشرذمها والانفجار السكاني واتباع النظام المستبد والفتنة الطائفية والفتنة القبلية، كتبت هذه الاسطر باختصار لما قرأته للاستاذ عبدالخالق حسين.
تعليقات