الخليج كعكة مغرية يطمح الجميع الى تذوقها.. هذا ما تراه سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2013, 12:34 ص 694 مشاهدات 0
القبس
أمن الخليج!
سعاد فهد المعجل
متغيّرات كبيرة حولنا هي أكبر من قدراتنا، كما نبه د. أحمد الخطيب، لكن الأمل في وعينا لهذه المخاطر والعمل على مواجهتها.
ما ذكره د. أحمد الخطيب في ندوته في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مخيف، لكنه واقع.. وحقيقة، اننا دخلنا في صراع اقليمي اكبر منا، يقوده الكبار في منطقتنا وفي العالم، واننا أصبحنا الحلقة الأكثر ضعفاً فيه.. وهذا أمر تؤكده تداعيات الأحداث من حولنا، وانعكاسها على شؤوننا الداخلية بشكل واضح!
لقد شكّل الخليج بدوله - ولا يزال - الكعكة المغرية التي يطمح الجميع الى تذوقها.
قبل النفط كان موقع الخليج الاستراتيجي محور الاهمية، فقد كانت هذه البقعة من العالم تشكّل معبر الشرق الى الغرب، وحلقة وصل تجارية مهمة، ثم جاء الذهب الأسود فتعززت أهمية الخليج أكثر، وأصبح هدفاً للدول الصناعية الكبرى. وذلك قبل أن تقوم دولة إسرائيل التي شكّل قيامها واستمرارها تغييراً جذرياً في جغرافية المنطقة السياسية، وبما في ذلك دول الخليج!
«أمن الخليج» كانت الكلمة التي عرّفها وفسّرها كلٌّ وفق برنامجه السياسي. فأميركا لها تعريف، وإيران هي الاخرى لها تعريفها الخاص، والاتحاد الأوروبي وروسيا ودول الشرق الأوسط، كلٌّ يرى أمن الخليج وفقاً لصيغة محددة وخاصة! وتطورت أهمية منطقة الخليج لكونها حلقة وصل سياسية وتجارية بين الشرق والغرب الى منطقة حيوية للاستراتيجيات العسكرية الغربية والأميركية!
ثم جاءت الثورة الايرانية لتطرح مفهوماً جديداً لأمن الخليج، وعادت الى الواجهة قضايا، مثل: الصراع حول جزر الخليج، ومطالبات ايران في البحرين، والتخوف من تصدير الثورة الخمينية، والتبعية التاريخية لمنطقة الخليج وبحره وغير ذلك من قضايا، تصب مباشرة في مفهوم أمن الخليج ومغزاه!
اليوم، وكما ذكر د. أحمد الخطيب في محاضرته تلك، يخرج صراع الكبار في الخليج الى العلن، وتكاد التوازنات الاقليمية - التي حفظت امن الخليج - تنفرط، وهي التوازنات التي كانت توفر حدّاً أدنى من الأمن.
دخلت الازمة السورية على خط التوازنات الاقليمية هذه.. ولم تعد اقطاب النزاع في منطقة الخليج تخفي جذور خلافاتها وصراعها. وامتدت محاولات الاستقطاب الى مصر واليمن وليبيا، والعراق. وقد كان ذلك واضحاً من خلال تصريح الرئيس المصري الشهير حول التزام مصر بأمن الخليج!
أسئلة كثيرة يتعين طرحها على دول الخليج - وليس الكويت وحسب - في ظل براكين التغيير والحراك من حولها. أهمها - على الاطلاق - ما يتعلق بإجراءات مجلس التعاون اذا ما عقدت الولايات المتحدة صفقة مع ايران، لا تشترط أمناً خليجياً، وفقا للمنظور الخليجي! كما أن الاحداث في المنطقة تشير الى انه من السذاجة الاطمئنان فقط للسياسة الاميركية، خصوصا ما يتعلق منها بمعاهدات الحماية والتسليح!
نحن - بلا شك - حلقة ضعيفة، كما قال د. الخطيب، في متاهة اضلع الصراع الثلاثة في المنطقة. والمتغيرات من حولنا هي - حتماً - اكبر من قدراتنا، لكن الامل يبقى في وعي شبابنا وادراكهم حقيقة هذه المخاطر، والعمل على الاستفادة من مثل هذه التحديات، وليس اليأس! فالواقع لا تغيّره الاستكانة، وانما العمل والتصميم والعلم.
تعليقات