هل ائتلاف المعارضة تعايش سياسي أم ثوب جديد؟.. فوزية أبل متسائلة
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2013, 1:19 ص 642 مشاهدات 0
القبس
'ائتلاف المعارضة'.. تعايش سياسي أم ثوب جديد؟
فوزية أبل
نرحب بائتلاف المعارضة لعله يفتح منفذاً في الجدار نحو حوار وطني عقلاني اساسه احترام الآخر وهدفه استقرار البلد.
يتردد على مسامعنا بكثرة الحديث عن الائتلافات، وبشكل خاص مع قيام ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك، ووصول عدد الائتلافات إلى أكثر من 100 ائتلاف! سابقا كنا نسمع بالتحالفات التي فيها نوع من الالتزام بهدف وآلية عمل واحدة. أما الائتلاف فقد يكون نشاطا «مشتركا» (فرضته ظروف معينة) بين جماعتين أو أكثر، أو تحالفاً لخوض معركة انتخابية أو ما شابه، أو تجمعاً بين قوى متعددة مرتبطة بقائد واحد، أو ناطق باسمها.
الائتلافات يراها البعض صورة من صور المجتمع المدني، وآخرون يرونها غير إيجابية، لأن ما يجمعها الحسابات السياسية ولا مكان للمؤهلات والإصلاح الفعلي، وآخرون يرون أن كثرة التحركات المطلبية من شأنها إحداث نوع من الفوضى وتشويه لمفاهيم الحرية والديموقراطية وهيبة القانون. والملاحظ ان الائتلافات (المعارضة أو الموالاة) غالبا ما تكون غير مستقرة لفترات طويلة لوجود اختلافات فكرية، أو تتغلب الأهواء الشخصية على المنطلقات والمبادئ. وفي استقرار المناخ السياسي العام يتراجع دور الائتلافات وحضورها.
«ائتلاف المعارضة» - الذي أُعلن عن ولادته في ديوان النائب السابق مسلم البراك - يعتبر المسمى الأحدث الذي أُطلق من قبل أعضاء كتلة الغالبية في المجلس المبطل، أو بالأحرى مجموعة من النواب اتحدوا ضد رئيس مجلس الوزراء السابق في مجلس 2009 عقب أحداث رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم المتعلقة بقضية الشيكات تحت اسم «إلا الدستور»، وبعدها، ظهرت مسميات مختلفة منها كتلة المعارضة وجبهة الإنقاذ (كما أطلق عليها البعض)، والجبهة الوطنية لحماية الدستور وتحقيق الإصلاحات السياسية، وجبهة المعارضة - التي عارضت إجراء الانتخابات الأخيرة -، وأخيرا ائتلاف المعارضة.
في الكويت، من الطبيعي أن يكون لنشوء الائتلاف الجديد للمعارضة مؤيدون ورافضون، وذلك بحسب النظرة إلى قدرات هذا التجمع. أصحاب الرأي الإيجابي يقولون إنه كلما توحدت المعارضة انفتح باب الحوار الحقيقي وتم إرساء دعائم الرقابة الشعبية. في المقابل، يرى آخرون أن توحيد المعارضة على هذا النحو، وبرعاية قائد سياسي ذي نهج تصعيدي، سيزيد الأزمات اشتعالاً ولن يفتح الباب لمراقبة الحكومات وإنما لشلّ المؤسسات.
ولا ننسى أن هناك كتلاً سياسية وشخصيات برلمانية لم تشارك في الائتلاف. هؤلاء قد يكون لهم نشاط سياسي وقد تظهر من خلالهم تجمعات أو ائتلافات أخرى، تتداخل مع الحراك الشبابي وسواه.
ومن المعروف أنه دائما ما يكتب لمثل تلك التجمعات العودة مرة أخرى باسم وثوب جديدين لوجود مآخذ كثيرة: أولا، سيطرة عدد قليل من النواب السابقين في كتلة المعارضة على مجريات الأحداث بشكل كامل، وتهميش الأطراف الأخرى المشاركة، لا سيما في ما يتعلق بالبيانات الصحفية أو تسليط الضوء عليهم. ثانيا، غالبا ما ينسحب بعض الأشخاص والأطراف السياسية بسبب وجود بعض الأطراف والقوى السياسية المعروفة بميلها إلى عدم الإيمان الكامل بالدستور والديموقراطية، كونها تميل أكثر إلى الفكر الواحد. ثالثا، وجود بعض الشخصيات - غير معروفين للعامة - الذين يريدون التكسب الإعلامي والانتخابي على حساب القضية. رابعا، رفع سقف الخطاب ومحاولة تصفية الحسابات من قبل أعضاء الكتلة والشخصيات السياسية. خامسا، فشل التكتلات بجميع مسمياتها في تلبية طموحات الحراك الشعبي الشبابي والذي دائما ما يعلن الشباب اختلافهم حول أجندة السياسيين في الأساليب التي تؤدي إلى تحقيق تلك الطموحات.
ولا يسعنا إلا أن نقول: أهلا بائتلاف المعارضة وغيره، المهم أن يكون هناك حوار راق مبني على احترام الآخر، وعلى التسامح والتعايش السياسي، وأن يأخذ الجميع حقه في التعبير عن فكره، وفي طرح مطالبه، فهذا في حد ذاته من مقومات الاستقرار بعيدا عن مخاطر الاهتزاز في كل لحظة.
تعليقات