مدارسنا أصبحت حقل تجارب لبعض القياديين.. تركي العازمي مستنكراً
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2013, 1:14 ص 695 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / الوزير الحجرف والمسؤولية السياسية والأدبية
د. تركي العازمي
الدكتور نايف الحجرف وزير التربية وزير التعليم العالي رفع استقالته إلى سمو رئيس مجلس الوزراء استشعارا منه بالمسؤولية السياسية والأدبية بعد حادثة وفاة تلميذة في مدرسة بمنطقة صباح الناصر.... هكذا تكون المواقف وكل الشكر له.
اللهم ارحم طفلتنا الفقيدة وألهم ذويها الصبر والسلوان هذا ما نشعر به نحن كأولياء أمور والحمد لله على كل حال!
فكم من قرار يقتل (لا يموت موتة طبيعية) ولم نجد مسؤولا واحدا ترجل وقدم استقالته؟
وكم من ضربة قاتلة للمال العام حصلت في القطاعين العام والخاص ولم نجد من يحاسب المتسبب فيها؟
عبدالله بوفتين تحدث نيابة عن الشباب عن القضايا التي يعاني منها كل فرد كويتي أمام سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.... وتلك القضايا تسبب بوجودها قياديون دون المستوى: فهل من حساب آنٍ لهم؟
وعودة لاستقالة الوزير الحجرف... أنا لا أريد التحدث عن نايف فهو إنسان على خلق طيب ابتلاه الله بوزارة فيها من «البلاوي» ما لا يمكن حصرها وشهادتي فيه مجروحة ولذلك سأبعد عن الجانب العاطفي وآخذ الموضوع من الجانب الرقابي، فإنني أرى أن القيادي الذي لا يستشعر المسؤولية الأدبية لا يستحق البقاء في منصبه! ونعلم نحن بأن ما حصل للتلميذة قضاء وقدر والوزير بينه وبين المدرسة جيش عرمرم من القياديين ووظيفة المدرسة أسمى بكثير مما نشاهده في مدارسنا... لقد أصبحت مدارسنا حقل تجارب لبعض القياديين وكم من قرار اتخذه بعض قياديي وزارة التربية دون اتباع الوسائل العلمية السليمة وبعض المدرسين والمدرسات بحاجة إلى تقييم فوري ومتابعة لصيقة لسلوكيات من يتقدم بعض أولياء الأمور بشكاوى بحقهم!
إنني أذكر حادثة غريبة حصلت من مديرة مدرسة ابتدائية... تقول الناظرة لولي الأمر «ولدك مشاغب... ما أبيه عندي بالمدرسة.. شوف له مدرسة أخرى» ولي الأمر حاول رفع الموضوع لكن يظهر أن «الناظرة» صاحبة نفوذ... واضطر ولي الأمر لنقل ابنه!
نحن نعلم أن الأطفال في المرحلة الابتدائية خصوصا يتصفون بـ «الشقاوة» وهذا لا يعني أنهم سيئون ولو كل طفل مشاغب تم نقله لأصبحت مدارسنا مليئة بسجلات النقل لكن لو «خليت خربت» ففي المقابل تجد بعض المدرسين والمدرسات يتعاملون مع الطلاب والطالبات من جانب إنساني وكأن الطفل أحد أفراد عائلتهم!
لذلك نجد أن الوزير الحجرف اتخذ خطوة طيبة تجاه حادثة مؤلمة حصلت في مرفق تابع له.... ونتمنى من كل قيادي أن يفهم الرسالة التي تركتها لنا خطوة الوزير الحجرف! المناصب لا تدوم والقيادي الذي أسرف في اتباع هوى نفسه، عليه أن يعلم أنه وإن كان «مسنوداً» فلن يجد من يقف بجانبه يوم لا ينفع مال ولا بنون... هذا من جانب ومن جانب آخر نتمنى أن نرى محاسبة لكل قيادي تسبب في معاناتنا التي نعيش فصولها في كل مرفق من مرافق الدولة!
حاسبوا المسيء... حاسبوا المقصر.. حاسبوا كل من تعدى على المال العام قبل أن تقفوا أمام رب العباد والله المستعان!
تعليقات