العراق لن يحسم القضية الحدودية.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0


الوطن أزمة الحدود..!! حسن علي كرم ينشغل العراق في هذه الايام بعدة امور وقضايا ساخنة، لعلها قد يفضي بعضها الى اتجاهات غير مأمونة، من ذلك التصعيد الطائفي والامني لاسيما في المناطق ذات الاغلبية السنية المنقلبة على الحكومة المركزية في بغداد، وتحديدا على رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تتوالى الضغوط عليه للاستقالة واعلان حكومة جديدة. وفي ذات الوقت يستعد العراق لانتخابات برلمانية مقبلة، وانتخابات مجالس المحافظات، من هنا نستطيع القول ان العراق راهنا في حالة اشبه بحالة ضعف وانفلات وغياب القيادة أو انعدام القيادة، في هذه الاجواء الانفلاتية يحدث شغب من قبل شرذمة خارجة على القانون على الحدود بين الكويت والعراق، هذا الشغب وما رافقه من تحطيم الحاجز الحديدي واطلاق نار وتحطيم السيارات التابعة للامن الكويتي في تصوري كان متوقعا حدوثه، بل هو حادث متكرر من هؤلاء المشاغبين الغوغاء الواقعين تحت المؤثرات التحريضية والعصبية والجهل بحقوق الجيرة.. فقبل حادثة الشغب بيومين كان نواب عراقيون يطالبون بخروج العراقيين في تظاهرات ضد الكويت على خلفية القضية الحدودية..!! العراق لن يحسم القضية الحدودية لا حكومة المالكي الراهنة ولا حكومة المالكي المقبلة، ولا حكومة قبلها أو بعدها، ما نستطيع قوله ان القضية الحدودية يريدونها مسمار جحا حتى يستمروا بإيذاء الكويت. لذلك فلا حسم للحدود الا تحت القوة الامنية وبرعاية الامم المتحدة وعلى الكويت ان تطالب مجلس الامن بتوفير الحماية الامنية من القوات الدولية على الحدود بين البلدين، فلا نريد ان نعود الى نقطة الصفر في مشاكلنا مع العراق الجار بعد الخطوات الايجابية التي حدثت بين البلدين.. يبقى هناك الخلاف المصطنع على وضع ميناء مبارك، وهو خلاف سياسي لا فني يقوده وزير النقل العراقي هادي العامري الذي يطالب بزحزحة الميناء عن مكانه أو اللجوء للتحكيم الدولي، وكل ذلك هدفه معروف وهو حرمان الكويت من استغلال مواقعها الحدودية في المشاريع التنموية. العامري معروف بخضوعه العقدي الفقهي للامام علي خامنئي، والعامري خبرته بالموانئ والحدود البحرية كعلاقة بائع الفحم بالمجوهرات، لذلك فمواقفه الخارجية الكويتية وفقا لتصريحات اخيرة من وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ووكيل الوزارة خالد الجار الله هو انجرار لمزاج الوزير العامري. ذلك اننا لم نسمع من الحكومة العراقية مطالبتها بالتحكيم الدولي لموقع ميناء مبارك الا من وزير النقل، وهو المطلب الذي نفاه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في زيارته الاخيرة على رأس وفد وزاري بمناسبة تشغيل رحلات الخطوط العراقية الاعتيادية الى الكويت. ميناء مبارك ينشأ على اراضٍ كويتية وداخل الحدود الكويتية وفي المياه الكويتية، والخضوع للتحكيم الدولي هو تنازل من الكويت على السيادة الكويتية، وتدخل في حق الكويت باستغلال اراضيها.. نريد ان تنشأ علاقة جيرة واخوة مع العراق الجديد ونريد ازالة كل الحساسيات السابقة ولكن لا ينبغي ان يكون كل ذلك على حساب الكويت وهضم حقوقها والتنقيص بسيادتها..
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك