وليد الغانم لـ'العبد الله': 'إذا أنت متشائم الناس شتقول عيل؟!'

القبس

يا شيخ محمد.. 'إحنا شنقول عيل'؟!

وليد عبد الله الغانم

 

«وأنا خايف، ولدي سيتخرج بعد 3 سنوات ولن يجد له وظيفة في الحكومة، وأعترف بأن سياستنا في التوظيف غير سليمة، والعلة فينا كمجتمع وحكومة، وبالشكل الحالي أنا غير متفائل نهائيا». (وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله متحلطما - القبس 2013/3/13).

نغمة الاعتراف بالعجز والتقصير في الاداء الحكومي اصبحت متكررة أخيرا من قيادات متعددة ومن مختلف المناصب، ويبدو ان هذا النوع من الخطاب الاعلامي ينفع في التخدير المؤقت لصرف النظر عن مواقع الازمات الادارية الحقيقية التي تصيب مرافق الدولة، ويحول احاديثنا لحلها الى مجرد «سوالف» لــ «شاي الضحى» و«اشكي لي وابكي لك» من دون اي مبادرة جدية لتصحيح مسار العمل في اي موقع.

وزير، شيخ.. ويقول انه غير متفائل وخايف على مستقبل ابنه! يا ترى، ماذا يقول عامة افراد الشعب اذاً؟! من يلومنا اذا قلنا إن مؤسسات الدولة تنحدر في ادائها العام، وان مسيرة البناء منحرفة تماما، وقد تصل الى مرحلة الإيال الى السقوط، بسبب عدم قيام الحكومة - ولعقود متتالية - بتغيير نهجها في ادارة السلطة التنفيذية.

لا ادري، لم استبعد الوزير في تحلطمه ذكر مجلس الامة عن الشراكة في هذا التقهقر؟! ولا ادري - ايضا - لمَ يقول ان العلة فينا كمجتمع وحكومة؟ فكيف يجعلنا نحن كمواطنين في كفة واحدة مع الحكومة في المسؤولية عن ازمة التوظيف؟ هل نحن ندير ديوان الخدمة المدنية، ونعين قياداته، وهل نحن نضع السياسة التعليمية، وهل نحن مسؤولون عن اصدار الكوادر المالية العشوائية وعن اغلاق الوظائف المهنية الحقيقية في وجه الشباب وعن التأخير في بناء الجامعات، او دعم المعاهد التطبيقية بشكل جدي ومدروس؟!

لنعد الى صلب المشكلة الرئيسية في كل معاناة الكويت في إكمال مسيرتها التنموية واستثمار فوائضها المالية وبناء دولة قادرة على الاستمرار والديمومة بشكل ذاتي وسليم ومتطور انها الادارة العامة للسلطة التنفيذية بشكل اساسي وصريح.

كيف تتشكل الحكومات المتتالية؟ وما وسائل اختيار القيادات بها وطريقة تحديد ميزانيات الدولة ووضع برنامج الحكومة السنوي وتنفيذ الخطط الخمسية؟ مَن المسؤول عن تطبيق القوانين، ومن يملك متابعة مسؤولي الدولة ومحاسبتهم عن اي تقصير او تلاعب او هدر، من المعني بالحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه، ومن يفترض به تحقيق العدالة الاجتماعية؟!.. يا شيخ «اذا انت متشائم الناس شتقول عيل؟!».. والله الموفِّق.