صيانة الوطن صارت خيانة!!.. خالد طعمة متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 755 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  صيانة الوطن

خالد طعمة

 

تعرف الصيانة بأنها المحافظة والوقاية على الشيء، ويُعرف الوطن بأنه المكان الذي يَعيش عليه الإنسان وينتمي له، وبالتالي فإن واجب المحافظة على المكان المُنتمين له يعدُ واجباً ضرورياً يجب أن يلتزم به المواطن.

كثيرةٌ هي الطُرُق والأساليب التي يعبر الإنسان من خلالها عن عمق انتمائه للوطن ولكن لا نستطيع أن نجزم بأنها لابد وأن تكون وفق قالبٍ معين نجبر الناس عليه، لذلك فإن مسألة الطعن والدخول في نوايا الناس غير متقبلة وفق قواعد الأخلاق الرصينة فكيف يمكن أن يُرَّحبُ بها وتجد المجال واسعاً.

يحتار العُقلاء حول تفسير الظواهِر السلبية وكيف أنها تتزايد وبكثرة كي تنزوي الإيجابية وتُقابل بالتشكيك والتخوين وطائفةٍ لا يُستَهانُ بها من أبشَعِ الألفاظ، ويلاحظُ المحتارون أن قرناءهم أصبحوا غرباء على الرغم من مصداقية نواياهم وأفعالهم ولكن يتم تقدير واحترام السلبيين بطريقة تتنافى مع المنطق السليم.
يحضر إلى الساحة تساؤل عن أسباب ومنابع المشكلة فنجد أنها تكمن في الفرد وفي تعاطي بقية الأفراد في المجتمع معه تغيب روح الإيثار والتعاون فلا تجد تنازلا ممن يملك الحق بالتنازل ولا تجد العالم بشأن معين يغدق على الناس بعلمه بل تتنامى المشاعر السلبية وتجد الطريق أمامها فسيحاً حتى تضمحل الأخلاق وتغيب رويداً ويوهم الغالب الأعم أن الإصلاح يكون للفرد بإعطائه القشور إذا جاع حتى يوهم بأنه شبع، والقطرات إذا عطش حتى يتوهم بأنه ارتوى، وإن أراد طلب العلم يدرس من المذكرات لا الكتب وإن أراد أن يعمل فإنه لا يقوم بالعمل لأنه إن عمل يُعمّل عليه وهكذا ينهار الفرد أمام نفسه وبشكل غير مباشر حتى تنهار علاقاته الشخصية الداخلية الأسرية والخارجية المتمثلة بصداقاته فلا مجتمع ولا أوطان، وتكون المحصلة انهيارا وسقوطا مدويا لا يمكن لأحد إسعافه لأن كل شيء اهتموا بصيانته من الخارج لا الداخل، ففي الظاهر يعتنى بالتلميع والتزيين والباطن مجرد جوف فارغ ليكون أمامنا الخارج الذي لا يتحمل المواجهة البسيطة فهو قابل للكسر.
حزن عميق يعتري الصدور فمن يريد أن يصون قد يشكك به لأن الفروع أهملت حتى جفت والأساسات دكت حتى خلت وصرنا نحاول أن نمارس الصيانة فوصمنا بالخيانة وننادي بالأمانة وكل واحد فينا يستغرب هل هو في زمانه؟ ينظر أحدنا في فؤاده يجد حب بلاده ويلتفت ليبحث عن لون من ألوان أوطانه فيجدها إما سرقت أو خلا بينها وبين شعاراته وصار كل واحد يدعو إلى علو شأنه ولا يدري بأنه للذل راح يكتب عنوانه، أصبح الكل غريب بلا قريب ولا صديق أو حتى حبيب يهتف بحب بلاده ولكن السراق خلو بين الحبيب وحبه يبحثون وينهمكون في النهاية يجدون السارق سرق القشور وترك لهم المضمون هكذا اعتاد وتعلم خسر المعلم وسقط ولم يحقق مراده بقي المخلصون على ما هم عليه وبقي حبهم يرتوي بصدق قلوبهم وهكذا كانت وستكون صيانة الوطن.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك