وائل الحساوي ساخراً: وزعوا ميزانية التنمية على كل مواطن (كاش)

الراي

نسمات  /  اضحك مع أرقام خطة التنمية!

د. وائل الحساوي

 

الحديث بلغة الأرقام جميل ويدغدغ النفوس لاسيما ما يتعلق بالأموال، تحدث رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك قبل أيام عن خطة خمسية طموحة للتنمية تبلغ 125 مليار دولار داعيا الصين الى المشاركة في تنمية البلد.
لقد وعدنا وزير التنمية الاسبق الشيخ احمد الفهد بخطة مشابهة قبل أربع سنوات وحدد فيها جوانب الانفاق الضخمة التي تشمل بناء مدينة الحرير بـ77 مليار دولار وميناء للحاويات وطريق سريع وشبكة سكك حديد ومترو وتنفيذ مشاريع الاسكان والمطار الجديد ومستشفى جابر مع خمس مستشفيات اخرى و4 جامعات ومشاريع كثيرة.
وقد اضافت الخطة الخمسية رؤية لدولة الكويت في عام 2035 حيث ستتحول الى مركز تجاري ومالي وستعطي القطاع الخاص حق قيادة التنمية وتهدف الى تحسين التركيبة السكانية واحداث نقلة نوعية في تركيبة سوق العمل وتدريب قوة العمل.
لا اريد ان اتوسع في الحديث عن نتائج تلك الخطة بعد مرور 4 سنوات عليها، فجلد الذات احيانا يكون مدمرا على نفوس الناس، ولكن انظروا حولكم. ماذا تحقق من تلك الخطة؟! وهل كان واضعوها يعيشون في احلام ام انهم يعتقدون بأن شعبنا ذاكرته ضعيفة وسريعا ما ينسى؟
وهل يمكن ألا يكون هنالك شيء واحد قد تحقق مما ذكر بالرغم من ان الأموال تسيل تحت ارجلنا ونحتار في كيفية صرفها؟! ام ان الزمن قد توقف بنا في حالة تجمد؟!
وهل يعقل ان يرتفع عدد طلبات الاسكان بحسب ما هو مقدر الى 174 الف طلب في عام 2020 كما صرح وزير الاسكان وان يقفز عدد العاطلين عن العمل الى اكثر من عشرين ألفا، منهم كثير من خريجي الجامعات، وان تصل فترة الانتظار للتوظيف لدى الحكومة الى الثلاث سنوات او اكثر؟!
ولكي اخاطبكم بتلك اللغة الجميلة حول صرف ميزانية التنمية، فإن ابسط شيء هو توزيعها على كل مواطن كويتي (كاش)، حيث يحصل كل فرد على 120 الف دولار في جيبه، وبذلك تحصل اسرتي على ما لا يقل عن مليون ونصف المليون تكفينا للسفر الى بلد سياحي جميل وقضاء الخمس سنوات (سنوات الخطة) فيه متنقلين بين الفنادق والحدائق والاسواق، اما بناء المشاريع فتكفي ميزانية الخطة لبناء 10 جامعات بمبلغ عشر مليارات دولار وعشر مستشفيات بمبلغ عشر مليارات دولار وشبكة قطارات ومترو بقيمة 10 مليارات، ومدن تتسع لمئتي الف مواطن بسعر 20 مليار دولار، ومطار جديد بسعر مليار دولار، وبناء طرق بتكلفة 30 مليار دولار، ويتبقى في هذه الحالة 44 مليارا نوزعها على الناس وكل خطة تنمية وانتم بخير!!