عن وحدة المعارضة!!.. يكتب ظاري الشمالي

زاوية الكتاب

كتب 585 مشاهدات 0


النهار

الدروازة  /  وحدة المعارضة

ظاري جاسم الشمالي

 

الوحدة لا تعني إلغاء التنوع، بل تعني الاتفاق على برنامج موحد تخوض فيه المعارضة معركتها الانتخابية المقبلة، واذا تحقق هذا الأمر فنحن أمام انجاز سياسي غير مسبوق في تاريخ الكويت يمهد لحياة برلمانية حزبية على أساس البرامج وليس على أساس الأشخاص أو الطوائف.
الشرط الأول هو أن تمارس المعارضة ديموقراطيتها بين صفوفها، فتحاور وتقبل بالحلول الوسط التي تجمع صفوفها وتوحد كلمتها وتزرع الأمل في صفوف أنصارها الكثر الذين أصيبوا بالاحباط من تشتت الآراء وغياب الرؤية الواضحة والخطاب السياسي الجامع، والشرط الثاني هو الحفاظ على هذا التماسك في الاستحقاقات الكبيرة، لتشكيل جبهة وطنية متماسكة بوجوه مخضرمة وجديدة مؤمنة بالعمل لكل الكويت بلا أي تمييز عنصري أو طائفي أو مناطقي، أما الشرط الثالث فهو الاستفادة العميقة مما يجري حولنا وتحصين الساحة الداخلية من الحروب الأمنية والأهلية التي انتشرت في المنطقة، وهذا يعني تأجيل العناوين التي تثير النعرات، والكف عن استدعاء التاريخ الذي يعيق صناعة المستقبل.
ان التزامنا بهذه الشروط يعكس وعينا العميق بأن الكويت هي ثروتنا ومستقبلنا والإرث الجميل لأولادنا، وليست مجرد ساحة لتصفية الحسابات أو ممر لمشاريع مشبوهة أو كيان يمكن شطبه بتسويات الكبار تحت الطاولة.
من هنا أجدني متعاطفا مع الطروحات التقدمية التي تبحث عن البرنامج والرؤية قبل الخوض في المعركة الانتخابية، فما نكتبه اليوم يجب أن يكون برنامجنا غدا، ويجب أن يجد كل منا مكانا له في هذا البرنامج، ليعمل له بكل اخلاص.
ان تطور العقل السياسي العربي في عصر النكسات وانقلاب الثورات على نفسها، يمكن أن يجد مكانا له هنا لتنطلق تجربة الكويت كمنارة ترشد التجارب الأخرى بدل أن تتأثر بسلبياتها، والقائمين على المعارضة اليوم لا تنقصهم الخبرة في هذا المجال وإنما المطلوب هو الارادة وجرأة الانفتاح على كل شرائح المجتمع السياسي، بدون هواجس أو مخاوف، فليكن واضحا من الآن أن هناك جبهتين فقط هما جبهة الموالاة التي تتستر على كل اخفاقات الحكومة، وجبهة المعارضة التي تعلمت الدروس والعبر وشكلت برنامجا للنهوض بالكل حتى أولئك الذين خدعتهم المقاعد الخضراء.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك