عواطف العلوي تكتب: هكذا يُذَلَّ البدون وتُسحَق كرامتهم من أجل الزواج!

زاوية الكتاب

كتب 2325 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  مشايخ الدين.. أينكم من هذا؟!

عواطف العلوي

 

ربما لا يعلم الكثير منكم الطريقة التي يتزوج فيها البدون في الكويت، أو بالأصح الطريقة التي دفعته إليها حكومتنا (الشهمة جدًا) واضطرته إليها حين لم يجد سواها سبيلا ليكمل دينه، وأي دين ذلك الذي يبدأ بـ «زنا»؟! تصوروا!!
فصاحبة الجلالة، اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية، تجبر المقبل على الزواج بالتوقيع على ورقة عقد، مكتوب فيها أنه يحمل الجنسية الفلانية! هكذا! إما أن يُوَقِّع وإما لا زواج! وحين يرفض لأنه لا يحمل تلك الجنسية التي يدَّعون أنه يحملها يُطرَد ويقال له: إذن لا تحلم بأنك تتزوج!
هذا الأمر اضطر الكثيرين من البدون أن يسلكوا سبيلا آخر لم يُبْقِ الظالمون لهم غيره، سبيلا مزروعا بالمهانة وانحطاط الكرامة في أدنى صورها، حيث يضطر الرجل إلى عقد زواجه أمام شيخ وشهود، ثم يتوجه إلى المخفر و«يعترف» له بأنه أخطأ وارتكب الفاحشة بصورة غير شرعية مع من يرغب بالزواج منها، وأنه يرغب بإصلاح هذا الخطأ، ويبلغه بأن البنت موافقة على الزواج منه وكذلك ولي أمرها، ويرغب باستصدار حكم من المحكمة بتوثيق هذا الزواج، كي تتوافر لديه ورقة صادرة من المحكمة تثبت أنهما زوجان، ويستمر مسلسل الإهانة بقيام المحقق بأخذ أقوال جميع الأطراف حول واقعة «الزنا» لإثباتها، ومن ثم يحيلهم إلى المحكمة حيث يَستدعي القاضي الرجل والمرأة وولي أمرها، ويسألهم بالتوالي هل تمَّ هذا فعلا؟ والمرأة يجب أن تجيب بنعم، وولي الأمر يجب أن يجيب بنعم! أي مهانة تلك التي شعر بها أبوها وهو يثبت على ابنته واقعة «زنا» لم تحدث، ويجيب عن سؤال القاضي حين يسأله بنعم!
هكذا يتم زواج البدون وهكذا يُذَلَّون وتُسحَق كرامتهم وإنسانيتهم، فقط لأجل ورقة إثبات زواج رسمية!
عقود زواج لا تُمنح إلا بقضية زنا وخطيئة في أول يوم من الزواج، تلك هي الطقوس لزواج البدون، بدلا من الطقوس التي شرعها الله للمسلمين!
لو كان لدينا مسؤول يملك ذرّة من مروءة أو نخوة عربية لما رضي ضميره بهذا المنكر الذي يقع يوميا تحت سمعه وبصره ولا يحرك ساكنا!
أيها المسؤول.. إن كنت ترضاها لأختك أو ابنتك.. فدَع ضميرك «يخمد» ببلادة!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك