كيف نجحت اسرائيل؟؟ سؤال يجيب عليه عمر الطبطبائي
زاوية الكتابكتب فبراير 25, 2013, 7:59 ص 1440 مشاهدات 0
عمر الطبطبائي / من بين الآراء / على كف إسرائيل (1)
Immigrants are not averse to starting over. They are، by definition، risk takers. A nation of immigrants is a nation of entrepreneurs. Gidi Grinstein
«المهاجرون لا يخشون من اعادة المحاولة، هم بطبيعتهم مخاطرون. الأمة المكونة من مهاجرين هي أمة رواد أعمال»... غدي غرنستاين.
عندما تبحر بكتب السياسة الأجنبية ستصل لحقائق عدة أولها أن لا وجود لسياسيين حقيقيين في الكويت الا القليل (معارضة وحكومة)، وان المجتمعات العربية مجتمعات تافهة! وقبل أن ندخل في صلب المقال علي تحصين نفسي من فئة المؤولين وتحريف الأفكار وعشاق الاتهامات لذلك نقول لعن الله غزاة فلسطين دنيا وآخرة.
هل سألت نفسك لمرة واحدة كيف استطاع ذلك الكيان الصغير المدعو اسرائيل في تسيير العالم كله على كفه؟ هل حاولت أن تفهم كيف استطاعت إسرائيل تحقيق كل هذه النجاحات على جميع المستويات بدلا من الاستمرار في لعنهم والدعاء عليهم فقط؟
لقد سخرت اسرائيل كل امكاناتها لتُكون «دولة» على جغرافية الأرض رغم أنف الـ22 دولة عربية والـ57 دولة اسلامية من خلال فهم كل معاني كواليس السياسة والاقتصاد، بل وسخرت الاقتصاد لخدمة سياستها الداخلية والخارجية عن طريق غزو الاسواق العالمية بشركاتها لا سيما تلك الشركات المتعلقة بالتقنية وتطوير برامج الكمبيوتر، ما أغرى كثير من رجال الأعمال والمستثمرين في العالم بالاستثمار في شركاتها الأمر الذي ساهم في ربط مستقبل المستثمرين العالميين بمستقبل اسرائيل، وذلك ما أدى الى انتشار منتجاتها في الأسواق العالمية بما فيها أسواقنا العربية بطريقة غير مباشرة!... لا تستغرب عزيزي القارئ فجهاز الكمبيوتر الذي تستخدمه يحتوي على برنامج سنترينو Centrino الاسرائيلي، والله سبحانه وحده أعلم بما تحتويه كمبيوتراتنا وسماؤنا من أجهزة صهيونية أخرى، فنحن اكتفينا بالدعاء عليهم فقط!
لقد ميزت اسرائيل شركاتها الاقتصادية في التسعينات من خلال انشاء شركات ابتكارية جديدة عندما قامت وزارة المالية الإسرائيلية بوضع استراتيجية جديدة تساعد في خلق رواد أعمال اسرائيليين عبر دعم مبادراتهم ومشاريعهم الصغيرة من خلال برنامج يسمى «يوزما» وتعني بالعبرية «المبادرة»، وهذا ما يبين مدى فهم حكومتهم بأهمية دعم المشاريع الصغيرة ودورها في التنمية الاقتصادية، فهناك من يفهم ويؤمن بالفكرة ويسخر لها كل الامكانات كإسرائيل، وهناك من يعلم بأن هذه النوعية من المشاريع مهمه لكنهم غير مؤمنين بها فنرى صعوبة تخليص كل الأوراق والرخص الرسمية لإنشائها كالكويت!
لقد مرت اسرائيل بنهضتين اقتصاديتين، الأولى كانت في سنة 1948 الى 1970 ومن بعدها مرت بحالة ركود وتضخم في الأسعار، والثانية بدأت في سنة 1990 الى اليوم وهذا بسبب نجاح الحكومة في سياسة خلق رواد الأعمال والشركات الخاصة التي نجحت في تحدي تسويق منتجاتها عالميا بسبب المقاطعة العربية.
ان المجتمع الاسرائيلي قائم على استقطاب العقليات اليهودية من كل بقاع الأرض للاستفادة منها وهذه الاستراتيجية تسمى بـ «Brain Drain» والتي اشتهرت بها كذلك أميركا وبريطانيا في استقطاب واستنزاف عقول المبدعين لصالحهما، بل وقامت اسرائيل بأكثر من ذلك فباتت تغري اليهود المميزين لترك أميركا وبريطانيا والعودة الى اسرائيل حتى يستفيد المجتمع من خبراتهم التي اكتسبوها هناك «Reverse Brain Drain»!
والآن اسأل نفسك عزيزي القارئ ماذا فعلت دولنا العربية لمبدعيها وعقلياتها؟ لا شك بأن من يرى حال أمتنا العربية سيدرك بأن حكوماتنا قامت بعكس ما قامت به الحكومة الاسرائيلية.
لقد نجح هذا الكيان بتكتيف جميع دولنا العربية والاسلامية سياسيا واقتصاديا، وأنا على يقين بأنها تملك من المنتجات والصناعات والأفكار ما لا يستوعبه العقل العربي!
لابد من هذه المقدمة البسيطة قبل شرح عوامل وأسباب نجاح إسرائيل في المقال المقبل. «الجيش، التعليم، المقاطعة العربية وفرنسا!».
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة
«واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
طلب النصر لا يعني اننا نكتفي بالدعاء فقط، انما لابد من الاستعداد والتجهز والتخطيط والعمل كما فعل الكيان الصهيوني.
تعليقات