الحكومة هي التي تصنع المعارضة.. فيصل المزين يشرح الطريقة
زاوية الكتابكتب فبراير 25, 2013, 4:16 ص 1197 مشاهدات 0
المعارضة الجديدة
بقلم: فيصل حمد ابراهيم المزين
فكرة تطرح نفسها ويفرضها واقعنا، بلد صغير بمساحته الجغرافية، كبير في عطائه، غني بموارده الطبيعية، مليء بكفاءات وطنية على جميع الأصعدة، لكننا في الوقت نفسه جامدون غير منجزين، لدينا رؤية وهدف، لكننا ضللنا الطريق، فخطواتنا ليست للوصول إلى أهدافنا، بل العكس هو الصحيح، نبتعد ونرجع إلى الخلف كل يوم ألف خطوة، لدينا قدرة جبارة على حل تحديات ومشاكل الآخرين، لكننا عاجزون عن حل مشاكلنا، صرف مليارات على الدول الأخرى، وللديرة وأهلها عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب.
سبقتنا دول المنطقة في ترجمة عاداتنا وتقالدينا الكويتية في تنظيم حقوقي اسمه الدستور، كما سبقنا الآخرون بفترة طويلة بالعمران بالمعنى الشمولي، فكان الجميع يتغنى بالكويت، قال أحد الإخوة المصريين ـ أعتقد انه الممثل الراحل إسماعيل ياسين عندما أتى للكويت ـ قال: «إن الكويت بلد يسابق الزمن في التطور والازدهار، ينافس في ذلك الدول الأوروبية». لكن هذا كان قبل أربعين سنة، ولا نريد أن نكون تراثيين، نمجد الماضي، ونهمل الحاضر، وننسى المستقبل، بل علينا تشخيص وضعنا والنهوض مرة أخرى، فليس عيبا أن تسقط، لكن العيب أن تستمر فيه.
ما يريده الناس هو أن تكون القوانين والمشاريع والخدمات العامة تخدم المواطنين وتريحهم، وإذا كانت غير ذلك فستكون غير مريحة للدولة وبتكلفة سياسية واقتصادية واجتماعية باهظة الثمن، ستعجز الدولة عن دفع قيمتها، لذلك على الحكومة أن تكون حكومة مبادرات وإنجازات، الكويت بحاجة إلى إعادة إعمار وليست تنمية، ولن أتطرق للملفات الرئيسية التي يعلمها الجميع، فقد ذكرناها كثيرا، وأول مؤشر على جدية الدولة في ذلك، هو اختفاء بعض المناشدات التي نراها في وسائل الإعلام المختلفة. وأيضا مكافحة الفساد التشريعي الذي يجير بعض القوانين لمصالح الشركات والتيارات والمتنفذين على حساب المواطن، بل يجب أن تكون التشريعات كالسدرة يستظل بها ويستفيد منها الجميع. والقانون يطبق على الجميع وبيد من حديد.
في رأيي المتواضع، على الدولة تصحيح مفهوم المواطنة، في ظل هذا العالم المفتوح، فاستيراد الثقافات أصبح واضحا، وسوف تنصهر الهوية الكويتية وتضيع، إن لم تستيقظ الحكومة وتضع الحلول المناسبة لذلك، فكل ما حصل في الفترة السابقة دق جرس الخطر، وإذا لم نتدارك الأمر فسوف تكون المرحلة المقبلة هي صراع من أجل البقاء، والأكيد ان هناك ذئابا تريد النيل منا ومن الوطن.
قلناها كثيرا ان الحكومة هي التي تصنع المعارضة بسبب بعدها عن واقع حياة المواطن واحتياجاته، وتوفيرها هذه البيئة بالمجان لهم، والآن وبعد بداية تفكك المعارضة، لا تفرحوا كثيرا، لأن هذه المعارضة كانت من غير مشروع إصلاحي وطني واضح، بل خطؤها القاتل هو هدفها الانتخابي، من أجل ذلك فشلوا، لكن إذا استمرت الحكومة في الأداء نفسه، فسوف تكون هناك معارضة جديدة وقوية من الأغلبية الصامتة، وعلى أسس وطنية صلبة لا تخرج عن الثوابت الوطنية، ليس حبا في المعارضة بل بسبب سوء الأداء الحكومي. صحيح أن أهل الكويت «إذا شافوا شق يخيطونه ما يشقونه»، لكن إلى متى؟
تعليقات