المعارضة السياسية في تطور ورقي، هذا مايراه مرزوق الحربي

زاوية الكتاب

كتب 659 مشاهدات 0


هل بلغت المعارضة الكويتية مرحلة النضج؟

في صيف عام 2011 تجمع عدة مئات من المواطنين بساحة الارادة يطالبون برحيل حكومة الشيخ ناصر المحمد كان العدد محدوداً جداً والتفاعل لا يكاد يذكر وفي نفس العام في شهر نوفمبر دعت نهج وهي قوى سياسية وشبابية للتجمع بنفس المكان شارك فيه 90 الف مواطن ومواطنة يطالبون برحيل حكومة ناصر المحمد وتم لهم ما طالبوا به وتم حل الحكومة والمجلس واجريت انتخابات فبراير 2012 وفازت الاغلبية البرلمانية المعارضة وبدأت بخطة عمل وبرنامج رقابي للحكومة ولكن لم يستمر المجلس الا لعدة اشهر وتم حل مجلس فبراير 2012 بحكم المحكمة الدستورية ثم صدر مرسوم بحل مجلس 2009 الذي اعاد حكم المحكمة الدستورية وتم استبدال النظام الانتخابي من اربعة اصوات الى صوت واحد مما جعل المعارضة او تجمع نهج يقاطع الانتخابات وينجح فيه ويبدأ بتحرك ما يطلق عليه مسيرات كرامة وطن والتي تطالب بحل مجلس الصوت الواحد واعادة النظام الانتخابي السابق وشارك في هذه التجمعات اعداد قدرت بمئتي الف مواطن ومواطنة.
سيناريو الحكومة في التعامل مع المعارضة زاد من شعبية المعارضة بشكل كبير وعدم قدرة السلطة على فتح قنوات حوار رفع شعبية المعارضة اكثر وعدم تنازل الحكومة عن بعض المطالبات السياسية رفع عدد المشاركين بمسيرات كرامة الى مئتي ألف مشارك والتي تعتبر أعلى نسبة مشاركة عالمية بالنسبة لعدد مواطني دولة الكويت وزاد من شعبية المعارضة كذلك كثرة الاعتقالات والمحاكمات وضرب المواطنين واعتقالهم في المسيرات بل وصل الامر إلى ان الحكومة تسعي لتشريع الغمز واللمز ومحاكمة من يتحدث بتويتر ووصل بنا الحال ان خبر أعتقال اي شخص امر عادي جداً ومحاكمة اي نائب سابق امر طبيعي ومع شدة وقسوة الحكومة مع المعارضة السياسية ألا أنها لم تقدم أي بوادر تلطف فيها الاجواء وتكسب المواطنن لصفها فقد كان من المتوقع ان تسقط القروض او يمنح المواطنون منحاً مالية او على الاقل نرى خطة عمل للحكومة على ارض الواقع ولكن كل هذا لم يحدث.
حتى بوادر الحوار التي كانت تسعي اطراف محايدة لرأب الصدع بين الحكومة والمعارضة قتلته الحكومة برفع القضايا ضد النواب الداهوم والصواغ والطاحوس ومن بعدهم احكام ضد بعض المغردين وراهنت الحكومة على شق الصف في تجمع نهج واصبح فيه تياران تيار يسعي للمصالحة السياسية وتيار متشبث برأيه وهو اسقاط مرسوم الصوت الواحد واعادة انتخابات مجلس الامة وفق النظام السابق وحدث الانشقاق بخروج حدس والتكتل الشعبي من تجمع نهج ولكنه خروج لطيف وودي مع ضمان خطوط الرجعة في المستقبل.
السيناريو القادم للمعارضة يمثل مرحلة نضج سياسي كبير ويضمن استمرارية المعارضة حتى مع تغيير الانظمة الانتخابية والعودة لنظام الاربع اصوات فمنذ الايام الاولى للمطالبة باسقاط حكومة الشيخ ناصرالمحمد منذ عدة اعوام والتي حملت شعار ارحل والمعارضة السياسية في تطور ورقي ونشأة المشاريع السياسية الشبابية وتطورت واصبح لها امانة ومجالس ادارة وصوت ومواقع وحسابات في تويتر واصبحت مؤثرة الى ان وصلنا اليوم الى تشكيل ائتلاف المعارضة وهو ائتلاف يسعى الى تشكيل جبهة معارضة ليس الهدف منها تغير النظام الانتخابي بل معالجة الممارسات الديموقراطية الخاطئة والعمل على الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة مما يعطي بعداً كبيراً بأن المعارضة وجدت لها موقع قدم على المدى الطويل من شأنه ان يحدث تأثيرات جذرية في واقع السياسية في الكويت.
وهنا يجب ادراك ان حركات المعارضة تنمو وتتطور وفق السياسات الخاطئة للحكومات وترتفع وتعلو شعبيتها وفق المنهج القمعي لها فلا محاكمات ولا اعتقالات ولا سجون ولا تشكيل جبهات دينية وسياسية موالية للحكومة تمنع صوت المعارضة بل تزيد من شعبيتها والحل هو بالعمل على الاستماع لمطالب المعارضة والحوار معها والموافقة على مطالبها الدستورية الصحيحة وذلك لمصلحة الكويت.


مرزوق فليج الحربي

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك