عن الفساد وريموت الحكومة يكتب فالح بن حجري

ريموت لله يا حكومة!

بقلم: فالح بن حجري

قبل فترة توفي الأميركي يوجين بولي عن عمر يناهز القرن (100 عام)، والباش مهندس يوجين المأسوف على قرنه هو من اخترع الريموت كنترول، جزاه الله عنا وعن كل المشاهدين خير الجزاء، فاختراعه يعتبر فاكهة مائدة المشاهدة التلفزيونية ومن دونه سيصاب المشاهد حتما بعسر هضم مزاجي عند محاولته قضم أطراف البرامج يدويا في كل مرة يريد فيها الاستمتاع بما ملكت يمينه من قنوات الشرق والغرب المتلفزة والتي تقدر هذه الأيام بالمئات، وليت يوجين بولي اخترع لنا قبل أن يرحل ريموتا مشفرا لا تعلم أرقامه السرية إلا ذاكرة مشاكلنا الحياتية عوضا عن اعتمادنا على ريموت الحكومة الذي تحمل أزراره كل أوزار عدم معالجة المشكلات وفق نظرية اقطع عرق الفساد وسيح.

نقول للحكومة ان معدتنا صارت بيتا لداء «فطائس» الحمير والقطط ورواتبنا صارت معرضة لـ«الاقتراض» حين تحولت قطعان دنانيرنا فرائس محببة لوحش الغلاء فتهز الحكومة فنجان ريموتها لترينا برنامجا يعرض أوبريتا عن التنمية، فنقول لها ان الزحمة لم يعد في قلبها رحمة لفوح أكبادنا وان «شقة» الإيجار قصمت ظهر بعير مأوانا حتى صار البعير مجرد «حوار» صغير تجارى بين مفيد ومستفيد.

وان أولادنا صاروا يتعلمون بنكهة الجهل ومن دون مواد حافظة للعقول وان أجسادنا صارت حقل تجارب للمستشفيات حتى صار الفار لا يجيد اللعب في «عبنا» بل في علاجنا وإن وحدتنا الوطنية صارت «مو خوش» وحدة لأننا لم نعد نحب وطننا كما ينبغي بل كما تبتغى مصالحنا فلا يزيدها قولنا إلا هزا لريموتها وبعد الهز وضغط الزر ترينا برنامجا وثائقيا عن صراع البقاء نشاهده لنخرج من بعده ونحن نوقن بأن البقاء فعلا لـ«الأصمخ».

تقول دراسة حديثة ان البحث عن الريموت كنترول قد يكلف الإنسان أسبوعين من عمره وفق متوسط العمر الافتراضي، ويقول واقعنا ان بحثنا عن «ريموت» يلامس هوى مشاكلنا الحقيقية قد يكلفنا عمرنا كله.. والله المستعان وريموت واقع لله يا حكومة!