'صاروخ ذاتي التدمير'.. نايف العدواني مشبهاً مجلس الأمة الحالي

الشاهد

المجلس والتدمير الذاتي

د. نايف العدواني

مجلس الأمة الحالي كالصاروخ ذاتي التدمير، الذي ينفجر ذاتياً اذا لم يصب الهدف، وهذه النوعية من الأسلحة تصمم لأداء اغراض خاصة ومحددة أو لأداء مهمات سرية، واذا قررت القيادة انهاء المهمة أو ان احتمال اصابة الهدف صعبة لأية ظروف جوية أو سياسية، يتم الايعاز لجهاز القيادة في الصاروخ فيقوم بتدمير نفسه، هذا ما نشاهده ونحن نرى خط سير المجلس الحالي، رغم كل التسويق والبهرجة السياسية التي رافقت انطلاقه منذ الاعلان عن دعوة الناخبين الى حين اغلاق صناديق الاقتراع واعلان النتائج الهزيلة لبعض نوابه الذين لم تصل ارقامهم الى نصف نتائج بعض اعضاء مجالس ادارة الجمعيات التعاونية، ورغم الكم الهائل من الحملات التنظيرية لبعض متمنطقي السياسية واساطين الكلام والترويج السياسي، لمدى شرعية ودستورية هذا المجلس وانه سيكون مجلس الخلاص والتنمية والتهدئة، إلا أن بوادر التدمير الذاتي بدت واضحة في عدم تعامل الحكومة معه بشكل جدي وشفافية تليق حتى بكيانه الشكلي والقانوني كمجلس امة من مهامه الرقابة والتشريع وكل ما قام به المجلس هو الانصياع وراء رغبات الحكومة في الموافقة على تغليظ العقوبات على كل من يكدر صفو الحكومة ويساهم في الاضطرابات او الاعتصامات او العصيان المدني، وتمرير قوانين الهمز واللمز والوحدة الوطنية وتكريس سياسة الترهيب والعصا، دون اعطاء فرصة لسياسة الترغيب والجزرة مع الفئة المعارضة، ورغم محاولات بعض اعضائه في الخروج بمشاريع او اقتراحات، تحفظ ماء الوجه امام ناخبيه وأمام الرأي العام وتحقيق بعض طموحات المواطنين في الرخاء والتنمية، إلا أن الحكومة بدت واثقة من قدرتها على القبض على مقود المجلس وتحريكه وفق رغباتها ووفق ما يتفق مع اجندتها الخاصة، وبدا ذلك واضحاً في قدرة الحكومة على تأجيل استجوابات الاعضاء لدورة الانعقاد المقبل رغم انف الاعضاء مقدمي الاستجواب وباغلبية حكومية مطلقة ولسان الحكومة يقول »وصلناهم المجلس ومصدقين انهم اعضاء«.