أنور الرشيد يكتب عن التطرف بسوريا
زاوية الكتابحذر دول الخليج من مغبة 'السقوط': تجار الفساد هم السبب
كتب فبراير 19, 2013, 11:50 ص 2048 مشاهدات 0
بين ' سوريستان ' و ' خليجستان '
أنور الرشيد
اقتربنا بالكويت والبحرين والخليج عموما من الواقع المر الذي خلقته أنظمة لا تبحث عن مستقبل دولها أو شعوبها ، بقدر ما تبحث عن مصالحها ومصالح تجار الفساد المسيطرين على القرار بها ، على قاعدة الزواج الكاثوليكي بين الأنظمة والفساد الذي أصبح سمة وأيقونة من أيقونات واقعنا ، فاليوم دول الخليج عموما تعيش أسوأ أيام حياتها الأخيرة ، أقول الأخيرة لأن مؤشرات إنتهاء عمرها الافتراضي اصبحت واضحة جدا لكل مراقب ، فهي تقوم بدور البطولة على شعوبها التي تطالبها بالإصلاح ، وهي تماطل لا بل ترفض الإصلاح بضغوط متتالية من تجار الفساد الذين يدركون بأنهم في حالة ما إذ تم التجديد والتطوير سيفقدون كنز ' علي بابا ' الذي يرتعون منه ليل نهار بمليارات الدولارات بعد أن كانوا ينهبون بالملايين.
لا أقول ذلك جزافا وإنما الوقائع تؤكد ذلك من تقارير ديوان المحاسبة وغيرها من تقارير الفساد الذي ترتفع وتيرته سنة بعد أخرى . طيب ما علاقة البحرين ودول الخليج وسوريا في ذلك؟ هناك علاقة طردية ما بين الذي يحصل في المنطقة بمجمله ، وما بين ما يحدث سواء في الكويت أو البحرين أو كل دول الخليج من حراك لم يعد خافيا على أحد ، ألم يقل الممثل الكوميدي السوري الراحل ' حسني برزان ' : ' إذا أردت أن تعرف ما يحدث بالصين راقب ما يحدث في البرازيل ' ! هذا هو واقعنا ، فسوريا تتحول شيئاً فشيئاً لسوريستان ، وجبهة النصرة التي قطعت رأس تمثال الأديب العربي الخالد أبوالعلاء المعري في معرة النعمان يؤكد لنا بأن سوريا ستتحول لسوريستان ، وهذا يعني أن التطرف أمتد من باميان ( والذي لا يعرف باميان فهي منطقة من مناطق أفغانستان كان بها تماثيل عملاقة لبوذا وهي مصنفة من التراث الإنساني في اليونسكو حتى أن القرضاوي ذهب أليهم ليردهم عن تدميرها لكنهم رفضوا ذلك وقصفوها بالمدافع وبالتالي قصفوا في ألبي 52 ومن ثم تمددوا وانتشروا في بقاع الأرض بعد تشريدهم ليعيثوا في الأرض فسادا باسم الدين وارتكبوا المجازر وكل الموبقات باسم الدين.
المهم اليوم أن منطقتنا تواجه تحدي حقيقي مع اقتراب الفكر المتطرف في ظل صراع لا تريد أنظمتنا الخليجية أن تستوعبه و تتواكب معه ، مما سيخلق نوافذ لدخول المتطرفين لدولنا وممارسة الإرهاب باسم الدين ، فهم اليوم في سوريا وقد حولوها لسوريستان ، والوضع السوري ليس كالوضع في العراق الذي واجههم هناك الأمريكان ، فسوريا ستتحول بلاشك لسوريستان بعد إنهيار أو انهزام النظام البعثي ، وسيخلوا للمتطرفين الجو وسيلتفتون بلاشك لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم الإسلامية المزعومة التي ستمتد من حدود الصين حتى موريتانيا ، وهم في الحقيقة موجودين بطول وعرض هذا الامتداد ، لذلك لنكن حريصين جدا ولنراقب الوضع عن كثب لكي نحاول تجنيب دولنا الخليجية من تحولها لكويتستان وبحرينستان وخليجستان في ظل هذه التحولات التاريخية التي تحصل ، من خلال الاستجابة لنداءات و مطالب شعوبنا المستحقة ، حيث أصبح المستحق على الأسر الخليجية الحاكمة - ولا أفضل و أحسن - تحولها لأسر مالكة يضمنون به القادم بدلا من معاندة الواقع و تحديه .
أخر مطاف التغريد :
أنا مع حرية الشعب السوري الشقيق بكل جوارحي ، وأتمنى أن يسقط النظام بهذه اللحظة وليس بعدها ، ولكن هؤلاء السوريستانيون يجب أن يغادروا المشهد ، وأطالب الدعاة الذي يحثون الشباب على الذهاب لمقاتلة النظام أن يحثوا أبنائهم وبناتهم وأنفسهم أولاً ، عملاً بقاعدة الأقربون أولى بالجنة التي يوعدون بها الشباب ، وإلا اصمتوا ولا ترمون الشباب في التهلكة باسم الدين .
تعليقات