إخفاقات الكويت تحتاج فقط الى تطبيق القانون.. فاطمة الشايجي مؤكدة

زاوية الكتاب

كتب 870 مشاهدات 0


الشاهد

متى ترحل؟

د. فاطمة الشايجي

 

كتبت في السابق مقالة بعنوان »ارحل« وكنت اقصد بها السياسي الذي يطلق تصريحات تثير العقول الشابة وطلبت منه بشكل مباشر أن يوضح عندما يقول إصلاح فساد وسط الظروف التي تعيشها المنطقة أن يوضح و يشير الى مواطن الفساد وأن يعرض لكيفية اصلاحه بما يتناسب مع ظروف المجتمع لبقاء الدولة.
وبالفعل ظهرت تصريحات تؤكد أن الحراك الشبابي الكويتي ليس ثورياً هدفه اصلاح الفساد لا تغيير النظام، ولكن الغريب في الموضوع أنه يرى أن المظاهرات غير المرخصة أمر طبيعي في غياب التوافق الشبابي مع البرلمان وفي رفضهم الشديد لتحركات الحكومة، واللجوء الى الشارع هو الملجأ الوحيد لايصال رسالتهم، ولا اعلم اذا كان هذا المنهج يساعد على تطبيق فكرة استيعاب القديم للجديد التي يؤمن بها. وكأنه يساعد على نشر مبدأ احترمونا نحترمكم، ولا يساعد على نشر مبدأ احترموهم يحترمونكم الذي يسهل من عملية التفاهم والمواءمة والاستيعاب والتعاون بين جميع الأطراف.
نود أن نعرف متى ترحل؟ لسبب أنك تضع الشباب في موقف محرج فأين هي المصالحة السياسية التي يجب أن تبدأ الآن ليترتب عليها بعد ذلك الاصلاح؟ فبداية الاصلاح هي في المواجهة الموضوعية وليس المواجهة الثورية والمظاهرات التي تستنفد قوى الطرفين، كما أن الاصلاح والتغيير لا يظهر بين ليلة وضحاها فكما ذكرت هناك فترة زمنية محددة تقع بين خمس الى عشر سنوات، فمتى اذا يبدأ تاريخ التغيير الفعلي؟ ومن يعتقد أن هذه المرحلة التي نمر بها هي من ضمن المدة المحددة فهو مخطئ ، فنحن لانزال في وقت المطالبة التي يتمنى السياسي أن تمتد أكثر وأكثر لأنه يتغذى عليها فكريا. يفترض أن الموضوعية أن تلتقي المعارضة مع الطرف الآخر لكي يتوصلا الى حل مرضى، ويفترض بالسياسي أن يقوم هو بترتيب اللقاء ولكن المصالحة والهدوء ليس من أهداف السياسي المخضرم.
متى ترحل؟ لأن وجهة نظرك اختلفت فأنت الآن تشير الى أن الربيع العربي أثر في الكويت وذكرت سابقا أن ما يحدث في الكويت من حراك ليس مستوردا من الخارج وانما هو ظاهرة محلية، وهي فكرة اسمح لي لا تجد لها صدى عند شريحة كبيرة من الشعب الكويتي والتي تفوق الأغلبية. حيث يؤكد الشعب أن ما يحدث ما هو الا مؤامرة على دولة الكويت لذلك تجد أن هذه الشريحة رغم علمها بأخطاء الحكومة ونواقصها وتناقضاتها وعيوبها الا أنها لم تنضم للمعارضة بل أخذت موقف المصلح وهي تطالب الحكومات القادمة بالعمل الجاد لكي يلتئم الجرح الذي سببته المعارضة المستوردة. وقد يكون انشقاق المعارضة هو أكبر دليل على أن جزءاً منها استوعب أن ما حدث ليس مرادهم وليس هدفهم، وبناء عليه نجد أن الحراك الشبابي الآن له مطالب حقيقية يمكن تحقيقها ولكن تحتاج الى سياسي يساعد على بناء فكر واعطاء منهج وتدخل سلمي منه وليس بناء سد منيع بين الشباب والدولة.
متى ترحل؟ لسبب آخر أيضا. لأنك تضع الشباب في تناقض كبير. واني أتساءل ألا يوجد في قاموسك السياسي أن أمن الوطن هو أساس الوجود السياسي أم أن السياسة تبنى على هدم الدول؟ التغيير الذي يحدث يا أعزائي أن السياسة في السابق كانت تبنى على هدم الرأي الآخر أو احتكار السلطة لحزب معين أما الآن أصبحت تقوم على هدم الدول. اذا كيف هي الحرب؟ من الغريب أن الساسة المخضرمين يؤكدون ويقفون مع الشباب ويؤيدون أن التغيير هدفه اصلاح الفساد الذي أصاب مؤسسات الدولة من الأجيال السابقة، ويطالبون بتطبيق القانون، ولكنهم يتغاضون عن قانون مهم جدا ألا وهو قانون المظاهرات الذي لا يمنع المظاهرات المصرح بها ولكنه يمنع المظاهرات غير المصرح بها خصوصا التي تستخدم العنف وتقع في الأماكن العامة أو السكنية. ورغم أنهم لم يصرحوا بذلك بشكل مباشر الا أن اشارتهم الى تاريخ مظاهرات الملونين بأميركا غير المصرحة التي رفضت العنصرية وطالبت اعتبارهم مواطنين لهو دليل على موافقتهم على مخالفة القانون، وهو توظيف في غير محله من الأساس، فنحن لسنا بثورة لاعلان المواطنة لكي يتم استخدام هذا المثل كتبرير للظهور في مظاهرات غير مصرحة.
متى ترحل؟ لأنك الى الآن لم تتمسك بوجهة نظر واحدة لذلك لم تستطع الاجابة عن تساؤلات الشباب بشكل واضح، فمرة تعيب بالمجلس ومرة تعيب بالاعلام ومرة تعيب بشباب المستقبل ولم تضع طريقة ومنهجا واضحا لتحقيق النتائج التي يحتاج لها الوضع الحالي الذي يؤدي الى المصالحة السياسية. فأنت الى الآن لم تجب عن سؤال: كيف الانتقال الى الديمقراطية الكاملة في الكويت؟ نحن نحتاج الى الانتقال بأقل الخسائر بعيدا عن التقليد والتنظير.
متى ترحل؟ كي تبقى الدولة، فمشروع الدولة الذي تطرحه يتنافى أصلا مع وجود الدولة فهل نحن بصدد بناء دولة داخل دولة؟ هناك اختلاف كبير بين مشروع دولة، وبين بناء دولة، وبين وجود دولة، وبين الدولة الديمقراطية. والحمد لله الكويت دولة وسط منظومة دولية ومعترف فيها وما يحدث من اخفاقات فيها يحتاج فقط الى تطبيق القانون. ومتى أيقنت أن الشباب يجب أن يحترموا القانون ولا يخرجوا بمظاهرات غير مصرحة وان يبدأوا هم بتطبيق القانون وأن يفهموا ثقافة المواطنة، ويحترموا العهد القديم لتبقى الدولة نرحب بك في الدولة، غير ذلك نسأل متى ترحل؟

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك