الوطن أغلى من الدستور والديموقراطية.. بنظر سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب فبراير 18, 2013, 12:13 ص 890 مشاهدات 0
الأنباء
لمن يهمه الأمر / الآن.. نقولها مدوية.. 'لن نشارك'
سالم إبراهيم السبيعي
في الانتخابات الماضية رفعوا شعار «لن نشارك» فاحترم الشعب رأيهم، لأنه لم يخرج عن حدود الحرية الشخصية وحق المواطنة، كان سبب المقاطعة الاختلاف بتفسير كلمة «الضرورة» بأحد مواد الدستور، ذلك الدستور الذي يحتوي على آلاف الكلمات المطاطة، التي تحتمل معاني وتفاسير كثيرة، فهو ليس بقرآن كريم، إنه تأليف بشر يأتيه الباطل من كل جوانبه، أكلما اختلفنا في تفسير كلمة أو نص نتعصب لرأي، ونحجر على الرأي الآخر، ولا نرده لأصحاب الاختصاص (أو ترجيح كفة الرئيس) ونلجأ للشارع واستثارة سفهاء القوم والقصر والأحداث، وخلق عداوات بينهم وبين من يؤدي واجبه الوطني في العدالة أو في حفظ الأمن، الاختلاف في الآراء نعمة فهو دليل حيوية العقول، أما التظاهر والغوغائية فهو دليل لفقدان العقول والحجة، وكما يقال يختبئ الشيطان في ثنايا التفاصيل، لقد ظهرت علينا تلك الشياطين حين اختلفنا في التفاصيل، فتحول الاختلاف بالرأي الى خلاف بين طرفين، أما نحن «الطرف الثالث» غالبية الشعب فكنا ندعو الله أن يهدي الطرفين لما فيه خير الوطن وأمنه واستقراره، كنا صامتين صابرين نتجرع المر، لعل وعسى تنتصر الحكمة وتنزل السكينة والروح الوطنية على القلوب، ولكن طفح الكيل، وظهرت شعارات شيطانية هدامة تدعو «للمشاركة» في زعزعة أركان الوطن، وهيكله التنظيمي، وتعطيل مصالح الناس، وضياع الحقوق، ووقف عجلة الحياة وذلك بالدعوة للعصيان المدني، من خلال خطابات بعض القيادات في بعض النقابات أو الاتحادات.. هنا نقول: قفوا «لن نشارك» ونعلنها مدوية «لن نشارك» في هدم الوطن، وزعزعة أركانه، لن نكون «كالتي نقضت غزلها من بعد قوة».
نقول لهذا الطرف لا تتمادى.. ونقول للطرف الآخر لا تتهاون.. فالكل يعرف حدوده ومسؤولياته، اختلفوا كما شئتم، ولكن الوطن بمؤسساته وترتيبه المنتظم ومصالح الناس خط ناري أحمر سيحرق من يمسه.
هذا الوطن الذي أسسه الأجداد، وقوى أركانه ومؤسساته الآباء.. قهر الغاصبين، وهب لنصرته العالم أجمع (ولأول مرة بالتاريخ) لن نترك نسيجه ينسل خيطا خيطا، أو يهدم صرحه، لبنة لبنة، لمجرد اختلافهم بتفسير كلمة، أو لعيون أفراد مهما يكونوا.
«بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام»
الوطن.. ترابه، وأمنه، واستقراره، أغلى ما نملك في الحياة وتحديدا أغلى من الدستور والديموقراطية وغيرهما، جربنا الوطن، قبل الديموقراطية والدستور، فعشنا وتمتعنا وبنينا، وبالمقابل كنا لاجئين بلا وطن سبعة شهور في بلدان الديموقراطيات والدساتير، فلم تعوضنا كل ديموقراطيات ودساتير الدنيا عن الوطن الآمن المستقر، والذي نشعر بأننا نملك كل حبة رمل فيه، نعشقه مهما قست علينا شمسه، ونحبه مهما شح علينا بخيره، ننصره في ظلمه وعدله. فالوطن أمانة.. تسلمناه، وطنا آمنا، مطمئنا، سخاء رخاء، فيجب علينا تسليمه كما تسلمناه أو أفضل، فلا تخونوا أماناتكم، ولا تقلقوا أمنه، ولا تخدشوا استقراره، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
اللهم لك الحمد والشكر على نعمتك بوطني «الكويت» الآمن المطمئن الذي يأتيه رزقه رغدا من كل مكان. اللهم اهد بعض قومي وأوزعهم ان يشكروا نعمتك.
تعليقات