كوادر شيعية لمفاوضة المعارضة

زاوية الكتاب

الشمالي : على الشيعة اعتبار دعوات المعارضة ضد الفساد والدعوة لاحترام حقوق الإنسان

كتب 2543 مشاهدات 0


كتب ظاري الشمالي مقالاً حول تفكير كوادر شيعية بمفاوضة المعارضة سببه الاستخفاف الحكومي بالثقل الشيعي في المجلس خاصة أن المعارضة تخوض معركة ضد الفساد ومطالبتها بحقوق الإنسان  - حسب ما كتب  - في مقاله والذي استحق أن يكون مقال اليوم :

بكل أسف تشير الخارطة السياسية الحالية الى خلل غير محمود العواقب، فالثقل الشيعي موجود في المجلس المتهم بأنه مجلس الحكومة لدرجة أن رئيسها لم يكن يتوقع أي استجواب من هذا المجلس. وبعض النواب استفزهم هذا الاستخفاف من قبل بعض الوزراء فعمدوا الى استخدام سلاح الاستجواب للتذكير بأنهم قادرون على ابتكار مسافة بينهم وبين الحكومة. ولكن في المحصلة يبقى الأمر راجحا لمصلحة الحكومة في معسكر الموالاة فكلا الطرفين محكوم بالتحالف في مواجهة معارضة متحفزة ومتحركة على اكثر من صعيد.
هذا الاستخفاف الذي يستغل ما دأب عليه الشيعة من التعبير الواضح والصادق عن ولائهم للدولة ورموزها من منطلق وطني لا طائفي... دفع بجمع من الكوادر الشيعية للتفكير جديا بمفاوضة المعارضة بغية الوصول الى قواسم مشتركة معها خاصة أن معركة المعارضة ضد الفساد، ومطالبتها بحقوق الانسان، ومآخذها على مراسيم الضرورة، تستحق من المنصف أن يقف وقفة احترام وأن ينظر بعين التقدير لهذه العناوين التي تعد اساس التنمية السياسية اليوم.
ولكن هل تنظر المعارضة الى كوادر الشيعة الذين عبروا عن رغبتهم في مفاوضتها وتاييد حراكها بنفس العين؟ أم أن هذه النظرة يشوبها شيء من العصبية المذهبية التي تريد أن تبقي الشيعة في تلك الزاوية المهمشة من معسكر الموالاة؟ ولذلك لابد من تحديد نقاط الفصل والوصل في جبهة المعارضة التي تحتوي على الليبرالي العلماني والسلفي المتشدد وما بينهما.
1- إن وجود كوادر شيعية في صفوف المعارضة يؤكد الطابع الوطني للحراك ويعززه، وبالمقابل على المعارضة أن تتفادى أي استفزاز لمشاعر الشيعة يحرج من هم معها، وأن تؤكد على مصداقية الطابع الوطني لشعاراتها.
2- الوقوف في صفوف المعارضة في لحظة أزمة وطنية لا يعني الموافقة على كل ما يصدر من رموزها خاصة ما يمس الثوابت الوطنية ورموز الدولة، بل يعني المطالبة بالاصلاح من اجل الجميع وتصويب المسار الحكومي الذي انحرف بشكل خطير باتجاه الاحتكار والاستئثار وحول كل مطلب وطني الى مشكلة امنية.
3- المشاريع القادمة تنبئ بحركة مالية ضخمة في جسم الدولة بدون اي انجاز ملموس في مواجهة الفساد، وفي هذه القضية بالذات التي تمس المال العام والمصلحة العامة نقف بقوة الى جانب الحراك ضد الفساد، مطالبين بأعلى درجات الشفافية التي تطالب بها المواثيق الدولية ونظم الحوكمة، حفظا لثروات الأجيال في ظل أزمة اقتصادية عالمية تمكنت من هز اقتصاديات عظمى، فالتهاون في موضوع المال العام قد يؤدي الى كوارث تزيح الكويت عن مكانتها المالية في الاقتصاد الاقليمي والعالمي هذا فضلا عن العجز عن المضي في خطط التنمية التي ما زالت حتى الآن حبرا على ورق.

ظاري جاسم الشمالي

يذكر أن دعوات لنشطاء شيعة يطالبون من خلالها باستقلالية القرار الشيعي السياسي الوطني من الارتهان بيد الحكومة وأتباعها - روابط متصلة :

- النقي يكشف عن شخصية 'كوهين'
- النقي يواصل هجومه على 'كوهين' وعلاقاته
- 'الشيعة ليسوا بجيب أحد'

النهار - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك