الذكرى الثامنة لاغتيال الحريري

عربي و دولي

اللبنانيون يحيون ذكراه اليوم يراودهم حلمه نحو 'التغيير'

1135 مشاهدات 0


يحيي الشعب اللبناني اليوم الخميس الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ، اليوم الذي يعد عطلة وطنية بمناسبة ذكراه  ، وبالرغم من مرور ثمان سنوات على اغتياله ، مازال حلمه بولادة جيل لبناني جديد آمن بقدرة اللبنانيين على التغيير 'قيد التنفيذ' نتيجة الأحداث الجارية بالبلاد.

واغتيل الحريري في انفجار ضخم وقع في 14 فبراير 2005 وذلك أثناء مرور موكبه أمام فندق 'سان جورج' بالقرب من وسط بيروت، وأسفر الانفجار حينها عن مقتل 22 شخصاً، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان وعدد من مرافقي الحريري.

وأنشئت محكمة دولية بفضل جهود فرنسية ودولية للقبض على مرتكبي الحادث، ومنذ ذلك الاغتيال لحقت سلسلة من الاغتيالات لصحافيين وسياسيين من سمير قصير إلى جبران تويني إلى بيار الجميل إلى جورج حاوي إلى وليد عيدو، وأسماء الشهداء عديدة ولم يتم توقيف احد.

انقسام

ومن وقت استشهاد رفيق الحريري ومعه باسل فليحان، ازداد الانقسام في لبنان بين قوى '8 آذار' الموالين للنظام السوري والإيراني من جهة ،وقوى ' 14 آذار' والذين يطالبون باستقلال القرار اللبناني وعدم خضوعه لمتطلبات نظامين يحكمان شعبيهما بالقتل والتعذيب.

ومن جانبها أكدت  قوى وأحزاب 14 آذار، أن الاختلافات لا تؤثّر على تحالفها لا سيما توافقها على الثوابت والمبادئ الوطنية، وهذا ما سينعكس بشكل واضح كما تقول من خلال مشاركة الجميع في هذه الذكرى.

وسينظم في قاعة 'بيال' في وسط بيروت، مهرجاناً لإحياء ذكرى الحريري اليوم الخميس، لكن ونظرا لعدم وضوح صورة برنامج هذا العام لغاية الآن فإن هذه القوى لم تحدد بعد مستوى الحضور والتمثيل الذي سيتشارك فيه خاصة مع غياب رئيس الوزراء السابق زعيم حزب المستقبل سعد الحريري الذي تردّد عن إمكانية عودته إلى لبنان.

 لكن يبدو أنّ هذا الاحتمال بات ضئيلاً بحسب ما قاله مصدر سياسي لبناني لـ'الشرق الأوسط'، إنه 'كانت قد وصلتنا معلومات عن مصادر دبلوماسية عربية وغربية رفيعة المستوى، حول إمكانية عودة الحريري إلى لبنان والمشاركة في إحياء ذكرى اغتيال والده، لكن يبدو أنّ الوضع قد تغيّر الآن'.

ونحو هذا الصدد ذكرت مصادر لبنانية أن سعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق لن يحضر إلى بيروت هذا الأسبوع للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى اغتيال والده ، لأن المخاطر الأمنية ما زالت كما هي بل تصاعدت في الفترة الأخيرة. 

وعلى جانب آخر ذكرت معلومات أن كلا من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل لن يلقيا كلمة في المناسبة، أكّد المصدر أنّ الكلمات ستقتصر على ثلاث شخصيات أساسية، وهي النائب بطرس حرب، والمنسق العام للأمانة العامة لقوى 14 آذار، والنائب السابق فارس سعيد.

في المقابل، قال راشد فايد، عضو المكتب السياسي في 'تيار المستقبل'، لـ'الشرق الأوسط'، 'الأكيد لغاية الآن هو أنّ الحريري سيلقي كلمة عبر شاشة، فيما الإعلان عن مشاركة قيادات الأحزاب أو عدمها هو قرار يعود إليهم، لا سيما أن الأمر يتعلّق بالأوضاع الأمنية في لبنان'.

 ويشير فايد إلى أنّ عدم إلقاء هذه القيادات خطابات في المناسبة لا يعني ذلك عدم التوافق على المواقف والإستراتيجية السياسية، لافتا إلى أنّ الأمر سيكون مختلفا في 14 آذار، ذكرى انطلاق ثورة الأرز التي ستشهد مشاركة حزبية وسياسية واسعة، الأمر الذي يضعه فايد في خانة 'التكتيك السياسي'.

وعما إذا كانت الخلافات حول قانون الانتخاب هي التي انعكست على المشاركة في ذكرى هذا العام، يشدّد فايد على أنّه ليس هناك خلاف سياسي بين قوى 14 آذار، إنما هو تمايز في وجهات النظر لا يؤثر على وحدتها.

 مضيفا 'هي حركة ديمقراطية لا يقودها قائد واحد أو يملي عليها أوامره، وهذا أمر طبيعي وصحي، والأمور باتت في خواتيمها الإيجابية فيما يتعلّق بقانون الانتخاب فيما الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول إلى عنوان أساسي وهو إعادة بناء الدولة'.

حلم الحريري

ومن جانبها قالت النائبة بهية الحريري أن تاريخ 14 شباط محطة وطنية بامتياز لأنه ثبت الوحدة الوطنية وإرادة العيش معاً مسلمين ومسيحيين وإرادة تحرير البلد والحفاظ على استقلاله.

 ورأت الحريري أن جريمة الاغتيال لم تنه حلم رفيق الحريري بل كان 14 شباط ولادة جديدة لجيل جديد آمنا به ويجب أن نعطيه المجال كي يحلم كما كان يحلم رفيق الحريري الذي آمن بقدرة اللبنانيين على التغيير .

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك