نريد شباباً مستقلاً بلا أجندة.. تركي العازمي متمنياً

زاوية الكتاب

كتب 534 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  محمد الصباح والشباب

د. تركي العازمي

 

تصريح وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد الصباح لـ «الراي»: «الشباب هم الذين يقودون الحراك السياسي في البلاد، وبالتالي لابد من الاستماع لهم بجدية» على هامش مشاركته في افتتاح مؤتمر «المهندسين الشباب قادة المستقبل »( «الراي» عدد الاثنين 11 فبراير 2013 )... أعجبتني فيه كلمة «بجدية»... لماذا؟
ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع لأكثر الناس تأثيرا تطرق لعادة الاستماع... إنها عادة شكلت جزءا من أركان بحث الدكتوراه متوافقا ضمنيا مع الركن الرئيسي الذي استخدمته في الدراسة والخاص بأرسطو «مثلث الإقناع وسائل الإقناع» !
إن الاستماع الجيد يتطلب توافر أركان المثلث الثلاثة على حد تعبير كوفي وهي:
- الإلمام بالموضوع المطروح للنقاش.
- القدرة على الاستماع.
- الرغبة في الاستماع.
والشاهد من ملامح طريقة العرض والنقاش التي يعمل بها أحبتنا في الحراك السياسي أنها تتضمن في العادة الإلمام بالموضوع والقدرة على الاستماع لكنها تفتقر إلى الرغبة في الاستماع وهو ما يجعل كل جلسة نقاش تنتهي من حيث بدأت!
أما الركن الرئيسي الخاص بأرسطو فنجد أول ركن من أركان المثلث الثلاثة يتفق مع الركن الأول جزئيا لكن بطريقة مختلفة كونها تبحث في الأنفس أكثر من أي جانب القدرات الآخرى.
يقول أرسطو، إن أي قيادي يجب عليه أن تكون عباراته منطقية تحاكي الحدث/ الموضوع، وأن يفهم نفسية متلقي رسالته التي يريد إيصالها ويراعي عامل العمر والثقافة والدين لدى الجمهور الذي يخاطبه، والركن الثالث والأهم، أن يكون محل ثقة من قبل متلقي عباراته... ومتى ما اجتمعت هذه الاركان الثلاثة في شخص ما قياديا كان أو أي متحدث حسب اختصاصه وثقافته فإنه يكون حينئذ مؤثرا في الجموع وبالتالي يجد آذانا صاغية بجدية كما طالب بها الشيخ الدكتور محمد الصباح!
شبابنا «أغلبهم» متميز وبعضهم «مع الخيل يا شقرا» ولذلك ينبغي أن نمنح الفرصة للمتميزين لتشكيل مجموعة تستطيع إقناع أصحاب القرار بوجهة نظرهم!
ليكن مبدأ العمل من خلال مقارعة الحجة بالحجة... والاستماع الجيد... ومراعاة عامل السن والثقافة والمكانة الاجتماعية عند توجيه الخطاب وهو ما يعني «الاحترام والأدب» في الطرح!
وعليه، بإمكاننا تفادي المعضلات السياسية التي غربلت واقعنا السياسي، فالعناد والمكابرة لا تزيد من قدرك أمام الطرف الآخر، ومن باب الحلم والموضوعية شريطة توافر عادة الاستماع في أصحاب القرار بجدية يستطيع الشباب قيادة الحراك بأكثر فعالية ناهيك عن وجوب سبل إقناع مبرمجة سلفا قبل البدء بالحوار، وأعتقد أن الأدوار بين الشباب بالإمكان تقاسمها ففي حال خروج أحدهم أو استرساله في الحديث يستطيع الآخرون إعادة توجيهه إلى الخط المرسوم مسبقا!
مشكلتنا تكمن في بقاء الادوار محتلة من قبل بعض الرموز، وأظن أن تراكمات الأحداث قد أثرت في نفسيتها ما دفعها إلى توجيه خطاب استفزازي نوعا ما وهو ما أثر سلبا على الوسائل المتاحة لمعالجة قضايانا السياسية!
مختصر القول، نريد عهدا جديدا... شبابا لا يحمل أجندة محددة ولا يتبع تيارا معينا، شبابا حرا في ما يطرحه قد تكون له وجهة نظر مطابقة لبعض التيارات والكتل السياسية لكنه يبقى مستقلا... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك