'غير موضوعية'.. سليمان الخضاري واصفاً الحلول المطروحة للأزمة السياسية
زاوية الكتابكتب فبراير 13, 2013, 12:49 ص 611 مشاهدات 0
الراي
فكر وسياسة / الآفاق الواقعية للحل!
د. سليمان الخضاري
مع ازدياد الواقع السياسي في الكويت تشنجا، ومع تصاعد حدة الخطاب السياسي واستمرار التوجهات الواضحة للحكومة في المضي قدما في خياراتها القانونية ضد رموز المعارضة وبعض المغردين، تبرز الأصوات الداعية للتفكير في إيجاد مخرج من هذا الوضع المتأزم وتداعياته.
إلا أن الحلول المطروحة لا تعدو كونها محاولات إنشائية تفتقر لقراءة واضحة لما قد يترتب على حل الأزمة من آثار تمس واقعنا الاجتماعي والسياسي والقانوني المهترئ أصلا، فمن دعوة للتصعيد الإضافي عل الحكومة تصل لقناعة معها أن التهدئة أقل كلفة لها، أو دعوة للاستعطاف والاسترحام تخرج بنا من دائرة الحكم والقانون وسيادتهما وتعود بنا لمفهوم المجتمع العشائري والذي من المفترض أننا نمضي قدما للأمام بعيدا عنه.
كلا الحلين يفتقدان للموضوعية، في زعمي، فهما لا يعالجان الأسباب الواقعية للأزمة بل يكتفيان بالأعراض الظاهرة، وهو ما قد ينتج عنه ترحيل أزماتنا للأمام، لتعود مستقبلا في أشكال جديدة، وبدرجة أشد من الخطورة والحدة.
إن الأزمة في حقيقتها هي أزمة دولة، بكل تجلياتها ومفاصلها، دولة فاقدة للمشروع الواضح الذي يرشّد الممارسة السياسية فيها، ففقدان المشروع الواضح، إضافة للشكل الفريد للنظام البرلماني المعتمد والذي يخلق فرصة لبروز نماذج بارزة للمعارضة، باعتبار عدم وجود فرصة من خلال النظام الحالي لبروز قيادة منتخبة للسلطة التنفيذية، كل هذا نتج عنه واقعنا الحالي، من دون التقليل من شأن الكثير من الممارسات التفصيلية التي أخطأ فيها الطرفان، وبعضها كارثي بالطبع!
الحل أيها السادة لا يكمن في تغليب مفهوم «عفا الله عما سلف»، و«هات خشمك أبوسه»، بل بمراجعة شاملة من الطرفين لأسباب الأزمة، مع تخفيف ولو على سبيل الهدنة، لحدة الخطاب الحالي، والذي وصل في بعض الأحيان إلى التحريض على العنف والاعتداء على رجال الأمن وغيرها من الأمور التي توضح درجة الجموح الخطيرة التي وصلنا لها حاليا.
يجب أن تعي الحكومة وبمنتهى الجدية أن الكثير مما يشعر به المواطن البسيط يمثل استحقاقا واقعيا، يجب عليها احتواؤه والاهتمام به، ويجب أن تعي المعارضة أن الواقع في الكويت مهما بلغ من السوء فلم يشكل أرضية فعلية تستوعب شعاراتهم وصراخهم وتحريضهم وكأننا نتعامل مع أسوأ الحكومات فسادا أو ظلما على وجه الأرض.
ليس كل هذا تبريرا لهذا الطرف أو ذاك... هو فعلا ما يحس به الكثيرون... وأنا منهم!
تعليقات