الدول لا تسير بنظام البركة.. محمد الرويحل مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 460 مشاهدات 0


عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  لم نعد بزمن على البركة

محمد الرويحل

 

يبدو أننا كنا نعيش وهماً حين اعتقدنا بأن لدينا رجالات دولة محنكين وذوي خبرة ودهاء سياسي كانوا يديرون شؤون البلاد والعباد ، ويبدو أننا صدقنا أنفسنا حين اعتقدنا بأن لدينا تيارات سياسية تعمل وفق مبادئها وأهدافها المعلنة ، ويبدو أننا كنا نحلم بأننا في دولة الحريات والديمقراطية التي كنا نتباهى بها أمام نظرائنا العرب المحرومين أصلاً منها ، وكنا نعتقد بأن لدينا صحافة حرة لا دخل لمصالح ملاكها بتوجهاتها ، وكنا نظن بأننا شعب متساوٍ بالحقوق والواجبات وفقاً للدستورلا فرق بين سني وشيعي وحضري وبدوي وعربي وأعجمي الا بالكفاءة والخبرة ، وكنا نسخر ممن يقول بأننا دولة تسير على البركة ..

من يشاهد ما نمر به اليوم من تخلف على جميع الأصعدة يتيقن بأنه كان واهماً وكان جاهلاً بواقعنا المرير خاصة بعد أن ذهبت البركة التي كنا نعيشها مع الأولين لتنكشف لنا الأمور وتتضح لنا طريقة العبث والتخبط التي تسود البلاد حالياً ، فلا يمكن لعاقل أن يقر بواقعنا على أنه واقع طبيعي ومدروس ولا يمكن لمنطق أن يتقبل كل هذا العبث اللامسؤول بل وأتحدى أن يخرج لنا رجل رشيد ليقنعنا بأن ما حصل ويحصل قد جرى في دولة ما على هذه الأرض الكروية ..

لذلك من قال في السابق بأننا على البركة نسير فهو محق بعد أن اتضح عدم وجود رجالات تدير الدولة وفق مفاهيم وأسس الدول فلا حكومة تسير وفق نهجٍ وبرنامج واضح ومحدد ولا معارضة لديها أجندة وبرنامج متفق عليه وكل يسبح وفق هواه ومصلحته بينما ضاع الشعب بين عبث الحكومة وتخبط المعارضة ..

وأعتقد بأننا اليوم بأمس الحاجة للهدوء والتفكير لدراسة هذه الحالة المعقدة التي لا يقرها عاقل في إدارة شؤون البلاد والعباد وأن نتحمل مسؤولياتنا الوطنية لنضع برنامجا وأهدافا واضحة وجلية تكمن في ترسيخ المبادئ الوطنية ومفهومها وبعيدة كل البعد عن الاهواء والمزاجية والمصالح الخاصة لكي نستطيع الخروج من هذه الحالة العبثية التي لا يمكن استمرارها  لبناء دولة الدستور والقانون ..

يعني بالعربي المشرمح البركة التي كانت تسير أمورنا وتخرجنا من أزماتنا ذهبت مع أهل البركة الأولين ولم تعد موجودة في هذا الزمن لذلك لا يمكن الاعتماد عليها كما كان وعلينا أن نعي بأن الدول لا تسير بنظام البركة والشعوب لا تدار شؤونها وفق مبدأ الهون أبرك ما يكون وعلى الحكومة والمعارضة تحمل مسؤولياتهم الوطنية وتحديد برامجهم وتوجهاتهم ووضع الحلول المنطقية لما نمر به أو الاعتزال من الساحة السياسية.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك