بلدنا صارت السرقة فيه «حلّالي»!.. عواطف العلوي متعجبة

زاوية الكتاب

كتب 1191 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  كلٌ من فيه خير لبلده نقول له.. كفو

عواطف العلوي

 

وسط ظلمات، غاب عنها الضوء هاربا من قتمة الغبار الثائر تحت أقدام المتصارعين سياسيا وضجيج المشاحنات على المستوى الأفقي والعمودي، وسموم التلوث السمعي والذوقي بين الحكومة والشعب، تظهر هنا وهناك بقع ضوء مشرقة ومشرّفة بمشاعل تحملها أيدي كويتية آلت على نفسها أن تخدم بلدها وترفع شأنه وصيته إقليميا ودوليا غير آبهة بالمطبات الصناعية بفعل الحسّاد وأعداء النجاح، والمعيقات البيروقراطية التي شلت كثيرا من مفاصل البلد وعطلت حتى الجمود العديد من المشاريع والخطط والتطلعات.
سيطرَت عليَّ فكرة هذا المقال، وأنا أتجول بناظريَّ بين متاجر ومقاهي التوسعة الجديدة في مجمع الأفنيوز، مأخوذة بذلك التصميم العمراني الذي جعلني أعيش أجواء الأسواق العالمية الشهيرة في أوروبا وأميركا، بكل روعتها ومتعتها وإبهارها الهندسي واللوني والضوئي، طراز جمع بين الفخامة والبساطة، بين التنوع والتخصص، بين العصري والتقليدي، تجارب تسوق فريدة هي الأولى من نوعها في الكويت عبر أكثر من 50 علامة تجارية عالمية من أنشط وأسرع الشركات نموا وتوسعا، بعد أن كان الكويتي يسافر إليها خصيصا ليتباهى بعد عودته بما اقتناه منها، باتت الآن على بعد خطوات فقط من الجميع تحت سقف واحد متوازية مع أنشطة وفعاليات ترفيهية عائلية وثقافية ووطنية بديعة ينظمها المجمع على مدى العام وفي كل المناسبات، حتى بات المجمع معلما رئيسا جاذبا لا يستقطب الكويتيين فحسب، بل كل الشعوب المجاورة بما فيها تلك التي أنشئت في بلدانها مجمعات تجارية يشار إيها بالبنان، لكن الأفنيوز وبشهادة الزائرين من تلك البلدان يتمتع بأجواء متميزة ونكهة مختلفة لم يلمسوها هناك.
سرحت بتفكيري لأقارن بين العمل التنموي الفاشل للحكومة بجيوشها الجرارة من الموظفين و«المستشارين» والميزانيات الضخمة المرصودة أو بالأصح المهدورة، إلا أنها لم تنجح في إنجاز عمل تنموي واحد، عدا الاختلاسات والسرقات ودعم الفساد و«تربيط العصاعص»، وبين صاحب مشروع الأفنيوز السيد محمد الشايع، التاجر الشاب الذي استطاع من خلال مشروعه هذا نقل شوارع أوروبا وأميركا برمتها إلى الكويت (تذكرت مشروع حسين في درب الزلق حين عزم على نقل الأهرام إلى ساحة الصفاة.. ليتنا شجعناه!).
أفلا يحق لنا نحن الكويتيين أن نفخر بهذه الشخصية الاقتصادية الفذة ومجموعته التي يترأسها وما حققه من إنجازات تغلّب فيها على أصعب الظروف التي مرت على المنطقة، بدءا بالأزمة المالية العالمية، مرورا بأزمة الديون الأوروبية، وانتهاءً بأزمات المنطقة التي أصابت الاقتصاد بمقتل، وفي الوقت الذي تراجع فيه عمل الكثير من الشركات وأعلنت إفلاسها، فإنه استمر ومجموعته بالتوسع والنمو وتقديم الأفضل والأرقى والأعلى جودة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم!
لا يكفي الفخر والاعتزاز به، بل يستحق منا هذا الرجل كل التقدير والشكر، فيكفي أنه أصر على استثمار تلك الأموال داخل الكويت، متحديا كل المعيقات، بينما كان بوسعه تشغيلها في دبي مثلا حيث التسهيلات والدروب الخضراء الميسرة!
أما من يريد خدش عمل الشايع بالإيجار الرمزي الذي يدفعه سنويا للدولة على أملاكها التي بنى الأفنيوز عليها، فأقول، في بلد صارت السرقة فيه «حلّالي» دون تقديم أي خدمة للبلد بالمقابل، ولو بربع ما سرقه منها، لا يمكننا إلا أن نصنف الشايع ضمن «الأفاضل» النادرين! 

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك