التحالف: مطلوب نظام تعليمي تفتخر به الكويت لتأمين المستقبل

محليات وبرلمان

829 مشاهدات 0


أعلن التحالف الوطني الديموقراطي  امس الاول عن رؤيته الإصلاحية لتطوير النظام التعليمي في البلاد والتي تأتي من ضمن برنامجه للمرحلة المقبلة ولانتخابات مجلس الأمة 2008 والتي يخوضها تحت إسم التحالف ثمانية مرشحين في الدوائر الأولى والثانية والثالثة. وتأتي رؤية التحالف في النظام التعليمي تحت شعار 'نظام تعليمي نفتخر به'.
وقال مرشحو التحالف الدكتور عبدالمحسن المدعج وعبدالرحمن العنجري والدكتورة أسيل العوضي في مؤتمر صحافي عقد أمس أن قضايا التعليم والصحة والإصلاح الاقتصادي تأتي من ضمن أولوياته في المرحلة المقبلة في إطار برنامج متكامل يحمل رؤيته للسنوات الأربع المقبلة، مبيناً أن الرؤى والأفكار التي حملها البرنامج أتت من تلمس التحالف لواقع الحال وتحمل آمال وتطلعات المواطنين لمستقبل البلاد ، وأضاف مرشحوا التحالف خلال المؤتمر 'ان مرشحي التحالف يرون في المرحلة المقبلة مرحلة تحد مع الزمن لتعزيز ثقة المواطن الكويتي في مؤسساته الدستورية إذ كثر التنظير في الفترة الماضية وقل العمل'، مبينين بأن أوضاع النظام التعليمي التي آلت إليها البلاد تستدعي وقفة جادة لتصحيحها خصوصاً بعد أن كانت الكويت سباقة في هذا القطاع الحيوي والهام والمرتبط ببناء الأجيال والمستقبل.
وقالت مرشحة التحالف الوطني الديموقراطي في الدائرة الثالثة الدكتورة أسيل عبدالرحمن العوضي أن النظام التعليمي بدأ يرى بريقاً من النور نحو نظام تعليمي متطور مع تولي وزيرة التربية والتعليم العالي الحالية الأستاذة نورية الصبيح دفة قيادة القطاع التربوي إذ لاحظ المختصون بهذا المجال مدى الإصلاحات التي أدخلتها الوزيرة الصبيح للوزارة في تطوير العملية التربوية والتعليمية وهي التي لامست مشاكل هذا القطاع عن قرب عبر تدرجها في العديد من المناصب في الوزارة إلى أن تولت الآن قيادتها، مضيفة بأن الصبيح تحمل رؤية واضحة لإصلاح هذا القطاع مما يتطلب من المجلس المقبل توفير الدعم التشريعي والسياسي لها في هذا المجال، وهو ما تحمله بالضبط رؤية التحالف الوطني الديموقراطي الإصلاحية لتحقيق نظام تعليمي تفتخر فيه الكويت ويؤمن مستقبلها ، وأشارت العوضي إلى أنه 'لا ترتقي أمة إلا بارتقاء تعليمها، لذلك وضع التحالف الوطني الديموقراطي الحلول التي تكفل لأبناءنا أفضل تعليم ليساهموا كما ساهم آباءهم وأجدادهم في بناء كويت المستقبل، فما نطمح له هو نظام تعليمي نفخر به ويرتقي بالكويت في مصاف الدول المتقدمة'. وبينت أن هنالك قضايا رئيسية في النظام التعليمي رأى التحالف التطرق لها بحلول محددة ومباشرة، مشيرة إلى ضرورة إيجاد الكفاءة في الإنفاق على التعليم إذ أن الكويت تقع في الترتيب الثالث عالمياً من حيث الإنفاق على التعليم وهو أمر جيد إذا ما وجد كفاءة بمستوى الإنفاق، إلا أنها تقع في المركز الـ 80 عالمياً من حيث جودة الخدمات التعليمية المقدمة لأبناءنا. وقالت العوضي أن العالم يتجه إلى إيجاد الكفاءة بالحصول على أفضل النتائج من خلال أقل التكاليف وذلك في كافة القطاعات سواء كانت في القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص، مشيرة إلى أن رؤية التحالف في هذا المجال تتلخص في ضرورة زيادة الكفاءة في الإنفاق على التعليم ليوافق مركز الكويت في جودة التعليم مركزها في الإنفاق عليه وذلك عبر التأكيد على الجودة في اختيار المعلمين الاكفاء والمناهج التدريسية وطرق التدريس الحديثة ومراجعة أوجه الإنفاق في الوزارة لتتركز في مثلث التعليم الأساسي وهو الطالب والمعلم والمنهج لتحقيق أفضل كفاءة ممكنة يمكنها أن تضع الكويت في المقدمة ، وتطرقت العوضي إلى ضرورة تطوير المناهج الأساسية كالرياضيات والعلوم والتي تعد العماد الأساسي للعملية التعليمية، مبينة أن أبناؤنا وبناتنا باتوا يواجهون صعوبات في مواكبة حداثة وغنى المواد الدراسية في الجامعات والمعاهد بعد تخرجهم من المدرسة نظراً لتأخر المناهج الدراسية الأساسية كالرياضيات والعلوم وطرق تدريسها عن الركب العالمي إضافة إلى التطور الذي يشهده العالم في طرق التدريس الحديثة والمبتكرة الغير موجودة في الكويت حتى الآن وتسعى الوزارة إلى إدخالها، مشيرة إلى أن أي قصور في تلبية احتياجات الوزارة لإدخال طرق التدريس الحديثة والمناهج الحديثة يجب أن يواجهه مجلس الأمة المقبل بتوفير الميزانيات المطلوبة ودعم جهود الوزارة بهذا الصدد. وقالت العوضي أن رؤية التحالف في هذا المجال ترى ضرورة الاستثمار في تطوير مناهج التعليم، لا سيما مناهج الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا بما يتماشى مع التطور العالمي في هذه المجالات وبما يعزز روح المنافسة العلمية الشريفة بين الطلبة وتأهيلهم كذلك للتميز بين أقرانهم من الطلبة في العالم.

من جانبه قال النائب والوزير الأسبق ومرشح الدائرة الأولى الدكتور عبدالمحسن المدعج خلال المؤتمر 'لقد كان لي شرف تمثيل الأمة في مجالس سابقة كانت خلالها قضايا التعليم من أولوياتي، إذ حظيت بعضوية لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في مجلس الأمة ولامست عن كثب هموم القطاع التعليمي والتربوي علاوة على عملي اليومي في تدريس أبناءنا وبناتنا الطلبة كدكتور في جامعة الكويت'، مشيراً إلى أن رؤية التحالف في تطوير القطاع التعليمي تحمل العديد من المواضيع الهامة منها ضرورة الاستثمار في تطوير المعلمين 'خصوصاً وأن المعلم هو الرافد الأساسي للعملية التعليمية فهو حلقة الوصل بين المنهج الدراسي والطالب فإذا لم نهتم بحلقة الوصل سنجد قصوراً في إيصال المعلومة مما يؤثر بالتالي على التحصيل العلمي لأبناءنا وبناتنا الطلبة والطالبات'. وقال المدعج أن المعلم في ذلك لا يختلف عن المهندس أو الطبيب في حاجته المستمرة لتطوير نفسه مما ينعكس على تطوير مستوى الطلبة، مشيراً إلى أن رؤية التحالف تتركز على ضرورة الاستثمار في برامج تأهيل المعلمين وتطويرهم خصوصاً العناصر الوطنية للمساهمة في الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم المهنية والتربوية وذلك عبر توفير الميزانية اللازمة ودعم الجهود في هذا المجال إضافة إلى خلق برنامج تطويري للمعلمين من الكفاءات الوطنية لضمان مستوى عال من الكفاءة والتطور، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة تحسين أوضاع المعلمين غير الكويتيين بما يكفل استقطاب الكفاءات منهم بدلاً من توجههم لدول الخليج التي باتت تنافس على استقطاب الكفاءات التعليمية بتوفير الحوافز المادية والمعنوية فيما تبقى الكويت من البلدان الطاردة للمعلمين المتميزين.

بدوره قال مرشح الدائرة الثانية عبدالرحمن العنجري أن التعليم هو أساس الارتقاء بأي أمة، مبيناً أن القضايا التعليمية وبناء الإنسان الكويتي قضايا تحضى بأولوية في برنامج التحالف الوطني الديموقراطي ، وأشار العنجري إلى أمثلة من دول استطاعت من خلال تطوير برامجها التعليمية إلى الارتقاء بمجتمعاتها لتصل ضمن مصاف الدول المتقدمة إذ كان التعليم هو الأساس في بناء أوطانهم، قائلاً أنه بات من الضروري تغيير النمط التقليدي في التعليم والقائم على التلقين وضرورة تحفيز الطالب على تلقي المعلومة بدلاً من اعتماد أساليب عفى عليها الزمن كالحفظ والتكرار. وبين العنجري أنه لم يعد مقبولاً اليوم أن يبقى التعليم الإلزامي في مراحل متأخرة كالابتدائية أو المتوسطة، مشيراً إلى أن ذلك يحمل تحدياً كبيراً للكويت إذ يشهد سوق العمل منافسة محتدمة بين مخرجات التعليم مما يضع الشباب الكويتي أمام تحد للحصول على أعلى الشهادات العلمية الممكنة لضمان فرصة أفضل للمنافسة. وأضاف 'لقد كان بإمكان آباؤنا وأجدادنا الاكتفاء بالشهادة المتوسطة والثانوية لتأمين حياة كريمة لأبنائهم، إلا أنه لم يعد بإمكان أبنائنا وبناتنا تكرار تجربة الآباء والأجداد نظراً لتغير ظروف العصر وزيادة التحديات المعيشية' مشيراً إلى أن طوابير شبابنا في ديوان الخدمة المدنية تشهد بذلك إذ أن غالبية العاطلين عن العمل هم من حملة الشهادات الدنيا مما يتطلب مساعدة هؤلاء الشباب والقضاء على ظواهر شبيهة بحالات البطالة التي نعيشها حالياً وتفاديها في المستقبل، وقال 'ان رؤية التحالف لبناء نظام تعليمي تفتخر به الكويت تستلزم رفع إلزامية التعليم الإجباري إلى المرحلة الثانوية للارتقاء بالمستوى التعليمي لأبنائنا وبناتنا والمساهمة في القضاء على الأمية والبطالة المقنعة، فالمطلوب من أبناءنا وبناتنا اليوم أن يكونوا منافسين في سوق العمل وذلك لا يأتي إلا بتطوير التعليم ورفع السقف المطلوب'.
وتحدث العنجري عن ضرورة إيجاد دور تربوي لمدارسنا يواكب الجانب التعليمي، قائلاً 'ان التربية والتعليم جناحان مكملان لبضعهما في بناء الإنسان، إلا أنه خلال الخمس وعشرين عام الماضية اقتصر دور المدرسة على التعليم ولم يتم الاهتمام بالجانب التربوي فيها كما يجب، فلم يعد هناك وجود للأنشطة المدرسية التي تقام خارج الفصل الدراسي وتكمل ما يتلقاه الطالب داخله'. وقال العنجري أن هناك حقيقة يجب عدم إغفالها وهي أن الطالب يقضي ثلث يومه في المدرسة، ما يجعل المدرسة شريكاً أساسياً للأسرة في تنشئة الطالب وتربيته على قيم المجتمع والقيم الإنسانية إضافة إلى تنمية مهارات الطلبة، مشيراً إلى أن رؤية التحالف في إيجاد نظام تعليمي تفتخر به الكويت تستلزم التوسع في الأنشطة المدرسية أثناء الدوام وبعده لتنمية شخصية الطالب وغرس القيم الإنسانية ولتكون المدرسة عنصراً محبباً وجاذباً غير طارد للطلبة، ويستلزم ذلك تعليم الطلبة أسس الحوار والتفكير النقدي وتعزيز ثقافة قبول الرأي الآخر من خلال إيجاد مناهج إضافية تستهدف بناء الشخصية السوية والقيم الإنسانية في طلبتنا.

يذكر أن التحالف الوطني الديموقراطي يمثله خلال الانتخابات الحالية في الدائرة الأولى الوزير والنائب السابق الدكتور عبدالمحسن المدعج، وفي الدائرة الثانية النائبين السابقين محمد الصقر وعلي الراشد والمرشحان محمد العبدالجادر وعبدالرحمن العنجري، فيما يمثله في الدائرة الثالثة النائب السابق فيصل الشايع والدكتورة أسيل العوضي وعضو المجلس البلدي خالد عبدالرزاق الخالد.

 

( بين الصحافة والمرشحين )
ردا على سؤال حول مخرجات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي ومدى تطابقها مع احتياجات السوق، قال المدعج أن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أصبح عمرها أكثر من 25 سنة وهي تخرج بالآلاف سنويا، مشيرا أن الاشكالية عدم وجود احصائية حول توجه الطلية المتخصصين وأيت يعملون، مضيفا أن ما نعرفه في الكويت وجود خلل في توظيف هؤلاء الشباب ، وأضاف المدعج أننا نجد في كثير من الأحيان أن متخصص في الكهرباء يعمل في ادارة لا علاقة لها بالكهرباء، ويعمل في موقع اداري آخر، وقليل منهم الذين يعملون في مجال تخصصاتهم ، وذكر المدعج أن ما يحزن في هذا أن العدد أصبح متزايد لدرجة أن الشخص يوضع مع مجموعة من الموظفين ويصبحون مجمدين عن عملهم، ومجرد موظف يأخذ راتب وبعدها تتبخر كل المعلومات التي حصل عليها ، وبين المدعج الى انعدام التوجيه السليم للمخرجات، وغياب الخطط ما بين الوزارات والهيئة العامة للتعليم التطبيقي الا ما ندر في تخصصات تطلبها الادارات الحكومية ، وقال المدعج 'بشكل عام هناك ضياع، والمخرجات ليست بمستوى المطلوب في القطاعات ومنها على سبيل المثال القطاع النفطي'.

وفي سؤال آخر حول اختزال التحالف لقضايا التعليم في المطالبة بالتعليم المشترك، قالت المرشحة د. أسيل العوضي 'أننا في التحالف لا نطرح التعليم المشترك كقضية رئيسية'، مضيفة 'أننا نتبنى مبدأ معين ندافع عنه وهذا المبدأ يكفله الدستور وهو الذي يتيح حرية الاختيار للأسرة توعية تعليم أبنائها' ، وأشارت العوضي أن الدستور الكويتي كفل للآباء والأمهات حرية اختيار شكل واسلوب التعليم الذي يرونه مناسب لأبنائهم، ومن هذا المنطلق نحن نطالب بتعدد خيارات التعليم منها التعليم المشترك أو المنفصل ، وبينت العوضي أن تبني تلك القضية حماية لحق الأسر في اختيار نوع التعليم، وتلك القضية ما كانت لتطرح لولا مطالبة البعض بالتعدي على حق الآباء والمطالبة بفصل الطلبة عن الطالبات في التعليم الخاص ، وأكدت العوضي أن التعليم المشترك ليس القضية الرئيسية ولكنها احدى القضايا من جملة قضايا في برنامج التحالف.
من جانبه، قال المرشح عبدالرحمن العنجري 'نحن في دولة مدنية بمرجعية دستورية، ولا وصاية لأحد في دولة القانون على المجتمع المدني، والأختيار يعق على عاتق الأسرة، واذ أرادوا التعليم المشترك فهو موجود، ومن أراد التعليم المنفصل فهو موجود كذك، مؤكدا أن حرية الاختيار للفرد وليس لأي جهة أخرى.


 

الآن: فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك