شملان العيسى لنواب 'الصوت الواحد': كفاكم مزايدات شعبية!!

زاوية الكتاب

كتب 1050 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  مجلس شحاذين 'طراروة'

د. شملان يوسف العيسى

 

لقد استبشرنا خيرا عندما تم انتخاب مجلس جديد واعضاء جدد بعد تطبيق الصوت الواحد، كنا نتوقع ان نرى منظوراً جديداً للعمل ورؤية وعقلانية في الطرح تختلف عما كنا نعيشه من مهاترات مجالس الامة السابقة، لكن مجلس امتنا الجديد مع الاسف لا يختلف كثيرا عما سبقه بطرح القضايا الشعبوية المكلفة للمال العام.. فمنذ اليوم الاول من وصول بعض النواب وهم يطالبون باسقاط القروض واسقاط الفوائد ومنح المواطنين منحة مالية سخية.
الآن فوجئنا بلجنة الشؤون المالية بعد اجتماعها الاخير تقترح اسقاط فوائد القروض عن المواطنين في الفترة من الاول من يناير 2002 حتى الاول من ابريل 2008 بالاضافة الى منح الف دينار لكل مواطن لم يقترض لسداد التزاماته المالية للدولة وفتح باب الاقتراض للمتقاعدين بنسبة %40 من رواتبهم.
نواب آخرون منهم الدكتورة معصومة مبارك طالبوا بدفع رواتب شهرية لربات البيوت.. ونائب آخر طالب بمنح رواتب للبدون.. وغيرها من المطالب اللامعقولة.
لست متخصصا في الاقتصاد لكن كل الاقتصاديين يحذرون من الغاء القروض او الفوائد او منح المواطنين اموالاً بدون أي مبرر لذلك، لان الاوضاع الاقتصادية في العالم تسير نحو الركود وقلة الطلب على النفط بعد اكتشاف او استخراج النفط من الاحجار الرملية في الولايات المتحدة، وقد اكد الرئيس الامريكي بان الولايات المتحدة ستصبح المصدر الاول للنفط في عام 2017 والمصدر الاول للغاز في نهاية عام 2014.. هذا يعني قلة الطلب على نفط الخليج واحتمال انخفاض اسعار النفط الى اقل من 100 دولار، سؤالنا للنواب: هل لديكم تصور ما الذي يمكن عمله.. لتفادي الازمة القادمة عندما تنخفض اسعار النفط؟!
نود ان نسأل النواب في اللجنة المالية هل الغاء الفوائد ومنح 1000 دينار للمواطنين ستغير وجهة نظر المواطنين والمعارضة بالاخص تجاه الحكومة والمجلس الحالي ام ستبقى الامور كما هي عليه بدون تغير؟
ثانيا: هل المنحة المالية السابقة اتت بالنتائج المرجوة بتعزيز شعور المواطن تجاه بلده ورموز الحكم فيه؟ وهل زادت من عطاء وانتاج المواطن تجاه وطنه؟ وهل تحسنت اوضاع المواطن المالية باستثمار هذه المنحة او استخدامها لسداد بعض الديون عليه؟ كنا نتوقع من المجلس او الحكومة اجراء دراسة ميدانية علمية لمعرفة اثار المنحة الاميرية السابقة على المواطن من جميع النواحي المالية والاجتماعية وغيرها، واقع الحال يخبرنا ان مثل هذه الدراسة لم تحصل، من خبرتي واحتكاكي وحديثي مع طلابي في الجامعة يمكن القول بان اكبر خطيئة ارتكبتها الحكومة هي منح الاموال للشعب لاننا بذلك عززنا ورسخنا عقلية المجتمع الاستهلاكي والدليل على ذلك ان معظم المواطنين، اشتروا اخر الصرعات من الاجهزة الالكترونية من تلفونات وغيره او استخدموا المنحة للسفر، الاهم من كل ذلك هو ان نظرة المواطن تجاه الرموز الوطنية اصبحت نظرة مختلفة عما كانت عليه في السابق اذ كان ينظر لهم كقادة للبلد، لكن الآن اصبحوا في نظر البعض من المواطنين كمصدر للعطايا والهبات والمنح وتم ربط الولاء بكمية العطايا والمنح واصبح البعض ينظر لها وكأنها حق مكتسب له تدفع كلما تأزمت الامور.
ما هدف نواب مجلس الامة.. عندما طرحوا مثل هذه المشاريع المكلفة؟ نحن نعي ونفهم رغبة النواب لكسب الشعبية حتى يعاد انتخابهم.. أليس افضل للبلد انفاق هذه الاموال في بناء المستشفيات والمدارس؟! كفانا مزايدات شعبية.. انظروا ماذا يحدث في الوطن العربي.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك