الحوار العقلاني والمسؤول كما يراه محمد الرويحل هو الحل لأزمتنا

زاوية الكتاب

كتب 779 مشاهدات 0


عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /   لا حل إلا بالحوار

محمد الرويحل

 

قد يعتقد البعض أن ما نمر به من أحداث وحراك هو مجرد خصومة سياسية وأهداف انتخابية ومصالح شخصية وقد يراهن من يعتقد ذلك بأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الأزمة دون أن يتفهم نتائجها على المستقبل القريب بل يراهن على الانقسامات التاريخية بين التيارات السياسية وخلافاتها الايدلوجية وهذا لعمري هو السبب في ما نمر به من حالة إن استمرت بهذه الطريقة لن يكون هناك استقرار سياسي الامر الذي سيعرقل التنمية وغيرها من المشاريع التي من شأنها أن تحقق الأمن والاستقرار والرفاهية للمجتمع وللنظام سويا.

ولعل غياب بعض التيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والكثير من الشخصيات السياسية والرموز الوطنية جعل البعض يراهن على فشل الحراك وأن الوقت كفيل بالقضاء عليه دون أن يحدد المدة التي يعتقد بأنها كفيلة لتحقيق الاستقرار وإنهاء هذا الحراك وهو الأمر الغائب عن عقول البعض وهو السبب فيما نحن نمر به..

والمصيبة أننا نقر بوجود المشكلة وتفاقمها بل واستمرارها بشكل مخيف ولكننا في ذات الوقت ننتظر الوقت لإنهائها والقدر لتلاشيها دون أن يبادر أحد لطرح أسبابها ووضع الحلول المناسبة لها متناسين بأننا دولة وشعب وأن ما يحدث قد يتسبب بضعف الدولة وهدم أركانها وتشتت الشعب وتفكك وحدته الوطنية..

لذلك لا يمكن معالجة الأزمة التي نمر بها دون مبادرة جادة ومسؤولة تكمن في انطلاق مؤتمر للحوار يجمع كل التيارات السياسية والشبابية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني لطرح الأزمة بشكل واضح ومدروس ووضع الحلول الناجعة لها ومن ثم عرضها على السلطة التي من واجبها تفهم وإدراك ما سيخرج عنه هذا الحوار الوطني وتنفيذ توصياته والا فإن البلد يسير الى طريق مجهول وخطر والرهان على عامل الوقت دون تحديد مدته هو رهان فاشل وغير منطقي وقد تكون نتائجه وخيمة وغير متوقعة..

يعني بالعربي المشرمح المخرج لأزمتنا يكمن بالحوار العقلاني والمسؤول وطرح المشاكل على طاولة المتحاورين لوضع الحلول المنطقية والمقبولة لنخرج من هذه الازمة ونتفرق للتنمية وبناء الوطن وإلا فالقادم من الايام سيشهد المزيد من التعقيد والمشاكل التي لا يتوقعها من يراهن على عامل الوقت والملل فالمجتمع بدأ يعيش حالة من الخوف والاضطراب من المستقبل وبدأ يفقد ثقته بمؤسساته الدستورية ومع الوقت قد يكفر بكل الوسائل المتاحة له الأمر الذي لا يمكن لمن يراهن على الوقت أن يعيد النصاب لوضعه أو حتى يبادر بحلول قد يرفضها المجتمع وأدعو لمبادرة صريحة وجادة للعمل وبسرعة على انطلاق مؤتمر للحوار يجمعنا على كلمة سواء لننهي بها حقبة هي الأسوأ بتاريخنا ونفتح صفحة جديدة لإنقاذ الوطن وبنائه من جديد.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك