الدعيج يعترض على الاحتفال بذكرى تولي الأمير،

زاوية الكتاب

بدعة على الكويت والكويتيين وعلى الأسرة وعلى تقاليد النظام الديمقراطي الكويتي

كتب 6003 مشاهدات 0


كتب عبداللطيف الدعيج مقالاً حول نية وزارة الإعلام الاحتفال بذكرى تولي الأمير مقاليد الحكم حيث اعتبر ذلك إن تم 'بدعة' على الكويت وأسرة الحكم لأن مثل هذه الاحتفالات لا تتناسب والنظام الديمقراطي ، لذا استحق أن يكون مقال اليوم والتعليق لكم :

لو دامت لغيرك..!

عبد اللطيف الدعيج

 

عائلة الصباح هي التي اخترعت أو بالاحرى آمنت بحكمة «لو دامت لغيرك.. ما اتصلت إليك» نقشوها على قصر الحكم منذ قرون ولا تزال. لكي يراها الحاكم في دخوله قصر الحكم، في كل يوم يمارس فيه سلطاته ويستعرض قوته وجبروته. لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك، تعني ان الحاكم أو حكمه زائل، وان البقاء للناس والأرض، الفرد زائل بزوال سلطته، والفرد زائل بنهاية حياته في هذا العالم.

عندما تولى حضرة صاحب السمو مقاليد الحكم، ظهرت مع الاسف «الجداريات» في الكويت. وقتها كنت في زيارة للكويت ورأيتها في كل مكان، كتبت منتقدا ذلك ورافضا له. خصوصا اننا كشعب ابتلينا بجداريات صدام حسين، لهذا فان الجداريات تعني خبرة سوداء لنا، كما هي بالفعل خبرة سوداء ودليل على التجبر والبطش عند بقية الشعوب التي ابتليت بها. تم على ما اظن بتعليمات من صاحب السمو ازالة تلك الجداريات، وعادت الكويت أجمل وصباح الأحمد في مكانه المناسب.. في قلوب الناس ومشاعرهم.

اليوم هناك اشاعات لا اعلم مدى صحتها عن نية وزارة الاعلام الاحتفال رسميا وبشكل غير عادي بمناسبة تولي حضرة صاحب السمو مقاليد الحكم. وهو تقليد مثل «الجداريات» السابقة بدعة على الكويت والكويتيين، وبدعة قبل ذلك على اسرة الحكم التي تؤمن بحكمة «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك». وهو تقليد لا تعرفه الدول الديموقراطية التي يحكم الشعب فيها نفسه. وحسب دستورنا - على الأقل - فنحن من هذه الدول، فالسيادة في الكويت للامة على الوجه المبين في الدستور. والدول الديموقراطية تحتفي بأنظمتها وانجازاتها، وتخلد أيامها التاريخية وتبتهج بانجازاتها ونجاحات المجاميع والفئات فيها. ولا مكان فيها لتخليد الفرد أو التغني بانجازاته.

لا شك ان للأمير، أي أمير، ادواراً وخدمات وانجازات للدولة وللوطن. وصاحب السمو لا يختلف عن أي أمير آخر، ويكفي انجاز قانون الانتخاب الاخير ورد الامور الى نصابها للتذكير بتاريخية دوره. لكن تبقى هذه انجازات مسؤول، وادواراً طبيعية ومتوقعة من القائد الذي يرى فيه الجميع القدوة والأمل. لهذا فان الاحتفال البدعة لا داعي له، لا يتفق مع تاريخ أسرة الحكم، ولا يتوافق وتقاليد النظام الديموقراطي الكويتي المطلوب ترسيخه وتأكيده وليس التشكيك فيه أو هزه.

القبس - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك