محمد الشيباني يكتب: هؤلاء هم الشيعة الذين نعرف؟!

القبس

الشيعة الذين نعرف!

د. محمد بن ابراهيم الشيباني

 

قضى أجدادنا وآباؤنا ونحن المخضرمين معهم، وعشنا فترة الكويت القديمة بحلوها ومرها أيام سفر الأولين وغوصهم جريا وراء الرزق ولقمة العيش، ومات من مات في ذلك النكد والضيم، وحيّ من حيّ اليوم يروون لأولادهم ما لاقوه من العسرة والحسرة والعنت.

لم ندرك أجدادنا وآباءنا يقولون هذا شيعي، لا نتعامل معه، لأن الشيعي لم يكن أصلا يفاخر بذلك ويتحدى، كذلك السني لم يكن كذلك، كانوا إخوة متآلفين في سفينة السفر والغوص. ارجع الى الكتب التي أُلفت عن السفر والغوص، ستجد ذلك، بل طبعة بهمن المشهورة التي أنا بصدد الانتهاء من إعداد كتاب عن «الطبعات في تاريخ الكويت»، نصف بحارة السفينة كانوا من السنّة والشيعة، وهم الآن في رحمة الله، وهكذا في كل مجال في الكويت القديمة وفي أيامنا (الأربعينات والخمسينات وما بعدها)، الزميل في المدرسة شيعي والصديق شيعي والجار شيعي، والذي كنا نسافر معه في دورات أو سياحة أو دراسة شيعي، ومازال الى اليوم لنا صداقات مع الكثير من الشيعة، ولكنهم شيعة الصفاء والإخلاص والمحبة، ظاهرهم مثل باطنهم اي مثل ما عهدناهم في القديم، لم تؤثر فيهم العصبيات الجديدة، وأرجو هنا من إخواني السنّة ألا يخلطوا الحابل بالنابل والماء باللبن، ويشملوا الجميع بذلك التوجّه، فما أعرف منهم ويعرف غيري اكثر ليس عندهم اي ميول للخارج، لا أريد أن أغير قناعتي تجاه ربعي وأصدقائي وزملائي في الدراسة منذ الابتدائي في المثنى في حي القبلة، وحتى الدراسة العالية داخل الكويت وخارجها، فكنا في كل المراحل التعليمية إخوة متآلفين يعين بعضنا بعضا، بل ويدافع بعضنا عن بعض اذا اصيب احدنا بمكروه او ضرر او حزبه شيء.

هؤلاء هم الشيعة الذين نعرف، وهم في كل مكان في هذا الوطن الذي يحتوينا جميعا.. والله المستعان.

* * *

• سيظهر.

«زرع المجانين يطلعه رب العالمين»!