هل الشيوخ مسؤولون عن تخلف الكويت؟.. خليفة الخرافي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 25, 2013, 12:33 ص 2184 مشاهدات 0
القبس
من المسؤولون؟ هل هم الشيوخ أم غيرهم؟!
خليفة مساعد الخرافي
نادراً ما نجد بين قادة دول العالم أجمع من هم بطيبة شيوخ الكويت وتواضعهم، وحبابتهم ورحمتهم، فهم مع الشعب في أفراحه وأتراحه، وأبوابهم مفتوحة لعامة الشعب.
نرفض بشدة صراعات بعض أبناء شيوخ أسرة الصباح الكريمة التي نقدِّم لها الولاء الكامل والطاعة والحب والاحترام.
ولأننا نفديهم بأرواحنا، علينا نصح المحب لمن هو غال وعزيز، فيجعلنا نتساءل: هل بعض الشيوخ أبرياء مما يحصل، أم هم سبب كل ما يحصل؟ إذا كانوا هم من يديرون البلد، فهم مسؤولون عن تخلف الكويت؟
أغلب أبناء الأسرة أغناهم الله من خير الكويت، بعضهم لم يتعود على رفض أوامره، والبعض منهم لم يكن مقتنعاً بدستور 1962، لأنهم رأوا فيه تقييداً لسلطاتهم، وحاول هذا البعض أن ينفرد بالسلطة، وحارب الديموقراطية، واستخدم جميع الوسائل المباشرة وغير المباشرة، لكن عقلاء الأسرة رفضوا هذا الموقف، ووقفوا مع شعب الكويت وأقروا الدستور.
في يناير 1965 كانت هناك مكيدة دبرت بليل، وتم استبعاد من كان قادراً من رجالات الكويت على إصلاح الكويت وتطويرها، من كفاءات وطنية لديها القدرة والخبرة والكفاءة والاستقلالية كوزراء والذين ساهموا في إيصال الكويت إلى الريادة في جميع المجالات.
ومنذ ذلك اليوم، يحاول بعض أبناء الأسرة الحاكمة الهيمنة على إدارة أمور الدولة عن طريق وزراء وقياديين غالبيتهم يطلبون الرضا لمصالحهم الخاصة. كما مارس بعض أبناء الشيوخ التجارة ونافسوا غيرهم بنفوذهم بعقد الصفقات، مخالفين مقولة «يا شيخة يا تجارة». وأصبح من يتقرب من الشيوخ هو المتملق الذي لا يكترث، سواء إن صلحت البلاد أو خربت، فلا يهمه إلا مصالحه ورضا معازيبه، فازداد الشق أكثر.
تبع خطيئة استبعاد بعض رجال الكويت الأفذاذ تعيين قياديين كبار في الدولة ممن ليست لديهم القدرة الكافية والعلم للقيام بواجبهم، فأدى ذلك إلى فساد لا تتمكن «البعارين القوية من حمله»، بداية من تجنيس من لم يمض في الكويت سوى سنوات معدودة لغايات ومآرب ثبت خطأها.
ولمحاولة بعض الشيوخ إرضاء الجميع لاتباعهم المثل المعروف «إذا عطاك الشيخ مرق حطه بشليلك»، سعى هؤلاء البعض وما زالوا لقرارات شعبوية مكلفة جداً، فأصبح الشق أكبر، وأفلت زمام الأمور بإعطاء دعم مكلف جداً من خلال إعفاءات من دفع رسوم عديدة أدت إلى عبء كبير على ميزانية الدولة، حيث أصبح العالم يتندر بالتخبط في القرارات التي تؤدي إلى ثقافة مخربة في عادات الشعب، بدلاً من أن يكون المواطن الكويتي منتجاً معطاء بجده واجتهاده، ومثابرته، كما كان قبل النفط وفي مرحلة الستينات، فقد أصبح اليوم الموظف الكويتي كسولاً خاملاً متمرداً يطمع في المزيد من العطايا والمنح والامتيازات إلا من رحم ربي منهم.
فالمجتمع الواعي هو الذي يهتم بمستقبل أطفاله وبلده ولا يركز على العطايا والمنح. ومما زاد الطين بلة إهدار أموال الشعب والدولة على أمور يكثر فيها البذخ بطريقة لم تتعودها الكويت، لا أهلها ولا شيوخها، زامنه تضخم في ميزانيات بعض الوزارات والمؤسسات لا مبرر له، ففتح شهية البعض على أن يوزع الأموال الطائلة يميناً وشمالاً، ولغايات ومآرب خاصة بسبب صراع بعض الطامحين من أبناء شيوخ الأسرة، وأصبح كل لديه محازبوه وشلته، وتتبع له مجموعة من قيادات الدولة ومن نواب فاسدين ومن متنفذين يتمصلحون ويستفيدون من هذا الصراع ويتمنون استمراره. فقد شجّع صراع بعض الشيوخ على خراب الأنفس والضمائر لتحقيق مآربهم. إن هذا الصراع هو الطامة الكبرى، وهو من الأسباب الرئيسية لتردي أحوال الوطن، فساءت أموره وتعطلت تنميته لإهمال مقترحات في مصلحة الوطن وتجاهل دراسات مهمة أعدها خبراء لإصلاح الكويت وتطويرها.
وكلما طال أمد صراع بعض الشيوخ ازداد الشق اتساعاً.
إن تدخل بعض الشيوخ في كل كبيرة وصغيرة، حتى في الهامشي من المعاملات، وتمريرها بوساطات جائرة مخالفة للوائح والقوانين، أدى إلى وصول أوضاع الكويت إلى هذا المستوى من الضياع في مختلف القطاعات الصحية والاجتماعية والتعليمية والأمنية والإعلامية والرياضية والثقافية والفنية، ووقف حال البلد وضاعت هيبة القانون وهيبة الدولة وهيبة السلطة، وتبعتها هيبة الشيوخ، فأصبح كل من هب ودب يتهور بالتطاول.
• • •
مشكلتنا الرئيسية ندرة رجال الدولة، سواء من أبناء الأسرة الحاكمة، أو من يختارونهم كوزراء أو قيادات عليا، فهم لا يملكون ابداعا، ولا مبادرة، ولا كاريزما، ولا قيادة، ولا نزاهة.
• • •
مشكلة بعض شيوخنا أنهم يحاولون إرضاء الجميع، ألا يعلمون «أن إرضاء الناس غاية لا تدرك»؟
• • •
من المسؤول عن التخبط في دورة الخليج الأخيرة لكرة القدم، وتذبذب مستوى فريقنا الوطني؟ وقيل إذا تدهورت أحوال البلد تدهور كل شيء فيه، وانعكس ذلك على جميع القطاعات، لا نجد جواباً لمن تصدى لتطوير الرياضة سوى تبريرات مكررة وبتحمله المسؤولية، وذلك لأنهم فهموا المسؤولية خطأ.
• • •
إن قيادة الأمم أمر ليس بالسهل ولا بالهين، ولا يتم ذلك إلا بمكافأة المجد المجتهد ومعاقبة ومجازاة المهمل المقصر الفاسد، وتطبيق القانون على ابن الشيخ قبل ابن الفقير، كما طالبَنا بذلك رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم.
سبب ما نعانيه من تسيب وفوضى ولامبالاة يرجع إلى عدم تطبيق القانون بحذافيره، فأصبح لا يأمن المتسوق على روحه.
• • •
إن وطناً حباه الله بخير كثير وشعب قليل، لو وجد حسن الإدارة، لكان مستقبلنا أفضل من يومنا، فبسبب تخبطنا أصبح مستقبل أطفالنا مجهولاً، وأصبح اقتصادنا ريشة في مهب الريح، لعدم التخطيط الجيد، ولتفشي الفساد.
فهل من قادر على إرجاع الثقة إلى نفوسنا، وأن تعم حالة الأمن والاستقرار والطمأنينة على قلوبنا؟
ندعو الله أن يسدد خطى كل من يعمر الكويت ويبنيها ويصلحها، كما ندعو الله أن يرد كيد الحاقدين والمخربين والفاسدين إلى نحورهم، فليس لنا إلا الدعاء دائماً أن يصلح الحال، والله المستعان.
• • •
مجموعة شباب وشابات الحراك السياسي الذين قابلتهم جريدة القبس يتميز طرحهم بالوضوح والشجاعة والرقي والعقلانية، بارك الله فيكم، فأنتم أمل الكويت المشرق.
• • •
نهنئ فريق الإمارات على فوزه ببطولة دورة الخليج «تستاهلون الفوز، فمن خطط وصل». كما نهنئ مملكة البحرين، حكومة وشعباً، على حسن تنظيم البطولة وحسن ضيافتهم لضيوف البحرين من جماهير الخليج، اللهم اجعل أيام الخليج أفراحاً دائمة.
• • •
رحم الله أمير القلوب جابر الأحمد، فقد كان لا مثيل له بين قادة العرب صلاحاً وعفة، وعدلاً، وعقلاً راجحاً، وتواضعاً، اللهم أسكن عبدك جابر الأحمد في فردوسك الأعلى، واغفر له واعف عنه، اللهم أعن عبدك صباح الأحمد على حمله عبئاً ثقيلاً وهو إصلاح الكويت وتطويرها، وأتمم عليه نعمة الصحة والسعادة.
• • •
لقد وصل تخبط بعض الشيوخ الى درجة انهم خلقوا شيوخا جددا حين يتمكن احدهم من نواب معارضة او نواب بصامة من ابتعاث المئات للعلاج في الخارج او ترقية العشرات او غيرها من اعطاء جواخير او امور تخليص معاملات غير قانونية بموافقة ورضا ومباركة، بعدها توضع لافتات امام مدخل المنطقة تثني وتشكر وتمدح النائب المعارض او البصام وتزداد شعبيته وينسى ان من وقعها شيخ او رجال الشيخ من وزراء وقيادات.
• • •
اضاع بعض الشيوخ فرصة بعد التحرير مباشرة بإصلاح الكويت وتطويرها، نتمنى ألا يتكرر فقدان فرصة جديدة مع وجود مجلس امة جديد يبدو ان فيه مجموعة طيبة راغبة بإصلاح وتطوير الوطن.
• • •
نهنئ شعب الكويت وقيادتنا الكريمة وأمتنا الإسلامية بمناسبة مولد نبي الأمة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، أعاد الله علينا هذه الذكرى بالخير والبركة.
تعليقات