مخاطباً الدول الكبرى عبر سفرائها
زاوية الكتابالسمكة يدوّل موقف الموالاة : الحراك تخريب وابتزاز وجرائم يعاقب عليها القانون فخاطبوا حكوماتكم بذلك
كتب يناير 24, 2013, 1:52 م 1607 مشاهدات 0
كتب سعود السمكة مقالاً وجهه لسفراء الدول الخمس العظمى يصف فيه الحراك بأعمال الشغب والتخريب ويؤكد أن حزب الاخوان المسلمين وبعض العناصر الانتهازية من النواب السابقين هم من يقود هذا الحراك حسب وصفه ، رأت أن مقال السمكة أدناه يستحق أن يكون مقال اليوم والتعليق لكم :
لا أريد ان أؤكد لكم ان امتنان الكويتيين لبلدكم ولشعبكم الصديق على وقفته التاريخية منذ الساعات الأولى التي بدأ فيها الغزو العراقي للكويت، حتى الساعات الأخيرة للتحرير ودحر العدوان، انه سوف يبقى مدى الحياة تتناقله الأجيال، هذه حقيقة لا يمكن نكرانها أو نسيانها، بل لقد بنيت على أثر هذا الامتنان أواصر عميقة في الوجدان تعبر عن مدى قوة الصداقة التي يكنها الشعب الكويتي لشعوبكم العظيمة.
سعادة السفراء، لعلكم أول العارفين ان الكويت على اثر حصولها على الاستقلال (يونيو) حزيران 1961 دخلت مرحلة الدولة الحديثة التي من أولى مقتضياتها ان تكون دولة مؤسسات، وبالضرورة ان يصبح لها نظام سياسي جديد قائم على دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ويجعل صناعة القرار قائمة على مبدأ المشاركة الشعبية في الحكم من خلال برلمان يأتي على اثر انتخابات حرة مباشرة يقوم بدور المشاركة مع الحكومة في إدارة البلاد نيابة عن الأمة في اجواء من الحرية والديموقراطية.
لم يكن طريق الدولة الحديثة مفروشاً بالزهور، بل تعرقلت وتوقفت وتعرضت لكثير من الاخفاقات بسبب بعض السياسات الخاطئة التي كانت تسير عليها الحكومات في العهود السابقة، لكن المسيرة الديموقراطية استمرت الا انها اصيبت بالاعياء نتيجة تلك السياسات الخاطئة السابقة، حيث عملت ضمن اخطائها على اضعاف البرلمان عبر تدخلاتها السافرة المباشرة التي افسدت العمل النيابي، ومع هذا ورغم كل المثالب والسلبيات التي شابت العمل النيابي فان الكويت مقارنة بكثير من الدول ما زالت تتمتع بسقف عال من الحرية والديموقراطية وبمساحة اعلامية واسعة متاحة للجميع في اجواء ديموقراطية كاملة الدسم.
سعادة السفراء، لا شك ان أولى مهامكم متابعة الحراك السياسي الذي استجد أخيراً بالبلد، ولا شك أيضاً كما تمليه عليكم تقاليد الدبلوماسية المسؤولة ان تكون لديكم القراءة الصحيحة والمتوازنة والعادلة للمشهد لتنقلوا الصورة، كما هي على أرض الواقع لحكوماتكم ومن دون زيادة أو نقصان.
سعادة السفراء أنا لست معنيا بالدفاع عن الحكومة، بل لعل زملاءكم الذين توافدوا كسفراء لبلدانكم هنا في الكويت يعلمون جيداً انني من أشد المعارضين للحكومة، حين كانت تحاول عرقلة واضعاف نظامنا الدستوري القائم على الديموقراطية، في الوقت الذي كانت فيه القوى التي تقود حراك الشارع اليوم «الاخوان المسلمون» ومعهم بعض العناصر الانتهازية من النواب السابقين يتحالفون مع الحكومة ويغضون الطرف عن كل أفعالها التي كانت معادية للنظام الديموقراطي مقابل ما يحصلون عليه من خدمات غير مشروعة!
الآن العهد الحالي، وعلى رأسه صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، يؤكد على مدار الساعة تمسكه بنظام الدستور والقائم على المبادئ الديموقراطية وعلى تطبيق القوانين بكل عدالة من دون استثناء، ويؤكد حرصه على الدور المؤسسي للدولة من خلال السلطات الدستورية الثلاث: الحكومة والبرلمان والقضاء، ويؤكد كذلك على مدنية الدولة.. في الجانب الآخر هناك حراك يقوده الاخوان المسلمون مع بعض العناصر الانتهازية من النواب السابقين الذين تاريخهم مشحون بالتعاون مع الحكومات السابقة من اجل اضعاف دور البرلمان، وتم تهميش دور المشاركة الشعبية التي ناضل من اجلها الشعب الكويتي منذ القدم، فتجده يحرض على الدولة ويحض على التمرد ورفض الالتزام بالقانون، ويقوم بالاعتداء على رجال الامن، ويهدد بالتالي السلم الاجتماعي، وهو الآن في طريقه، كما يدعي، الى تدويل ما يقوم به من فوضى على انها حراك سلمي يبتغي من ورائه الاصلاح السياسي، بيد انه يقوم بمسيرات غير مرخصة في انتهاك صارخ للقانون!
لعلكم يا سعادة السفراء تسألونني عن مناسبة هذه الرسالة اليكم وما هو المطلوب منكم فأجيبكم: بأن قادة من يقوم بدفع هذا الحراك ويشحنه بالعنف على الدولة ونظامها وقوانينها ومؤسساتها، انما يبتغون من وراء ذلك محاولة ابتزاز الدولة لكي ترضخ لشروطهم، وفي مقدمة هذه الشروط اسقاط جميع القضايا التي على البعض من قادة هذا الحراك وهي قضايا امن دولة وجرائم يعاقب عليها القانون!
لذلك اتمنى عليكم وانتم سفراء لدول عظمى تنادي دائما بالقيم الاخلاقية الرفيعة وبأهمية ارساء دعائم الاستقرار القائمة على العدل والمبادئ الديموقراطية لدى الشعوب أن تقرأوا جيداً طبيعة هذا الحراك الذي يقوده اليوم حزب الاخوان المسلمين وبعض العناصر الانتهازية من النواب السابقين، لتعرفوا اهدافه ومراميه قبل ان ترسلوا تقاريركم الى حكوماتكم الموقرة، فأنا على يقين اذا ما تمعنتم جيداً بطبيعة النظام السياسي بالذات على يد الحكم الحالي ومدى التزامه بالدستور والمبادئ الديموقراطية، واذا ما تجولتم في المساحة الواسعة العالية الافق في الحرية والتي تعبر عنها على مدار الساعة وسائل الاعلام المختلفة، مرئية ومسموعة ومقروءة، ناهيك عن اجهزة التواصل الاجتماعي، ويتقدم هذا كله برلمان منتخب بطريق الانتخاب الحر المباشر وقضاء شامخ يتمتع باستقلالية السلطة وسلطة تنفيذية تحكم بحدود الدستور.. هذا ناهيك عن ان الفرد الكويتي يتمتع بأعلى دخل فرد في العالم من دون ان يتحمل ادنى مسؤولية ازاء الخدمات التي يتلقاها من الدولة!
انا متأكد يا سعادة السفراء بعد ان تنزلوا الميدان وتشاهدوا كل هذه الحقائق على ارض الواقع، والتي يحاول من يقودون الحراك ضد الدولة طمسها، بأنكم سوف تنصفون الكويت، حيث سيتبين لكم ان ما يدور اليوم في الكويت ليس اكثر من شغب يتطلب ردعه بقوة القانون.. والا بالله عليكم يا سعادة السفراء ما جزاء من يقوم بمسيرات في بلدانكم في ضواحي السكن الخاص ويرعب النساء والاطفال ويمارس شغب اغلاق الطرق والاعتداء على رجال الامن بالضرب والدهس ويقتحم مؤسسات الدولة؟!.. هل تسمونهم يمارسون حرياتهم ام يطبق عليهم جانب الشدة البالغة في القانون كما نراه في التلفاز عند شتى الدول الديموقراطية بما فيها بلدانكم حين يتم الاعتداء على النظام؟!
هذا وتقبلوا تحياتي.
تعليقات