فريحة الأحمد بنظر عواطف العلوي صانعة للكراهية!!

زاوية الكتاب

كتب 1422 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  للكراهية.. طهاة!

عواطف العلوي

 

في الوقت الذي نعمل فيه على برمجة عقولنا لتنبذ كل صور الكراهية، ونسعى فيه جاهدين للتصدي لأي إساءة لعناصر المجتمع المكوَّن منها نسيجه أو أي إثارة للنعرات الطائفية والقبلية والعنصرية، ونرفع شعارات وشعارات بتعزيز الوحدة الوطنية.. وندعو إلى التعايش بسلام وانسجام وتناغم مع كل من يختلف عنا، وننادي باحتواء الرأي والرأي الآخر.. و.. و.. و...
وفي غمرة الأوضاع الراهنة غير المستقرة محليًا، والانقسام الحاد والنفوس المحتقنة والقلوب المشحونة والألسنة الجاهزة للقذف بإشارة أصبع، برعاية التراخي في تنفيذ وتطبيق القانون بمسطرة واحدة على الخارجين عليه.
في خضم كل ذلك، ينشط آخرون في صناعة الكراهية وتسويقها، بتخطيط أو من دون تخطيط، عامدين أو من دون قصد، فرادى أو مدعومين، ليؤججوا بها نار الفتنة التي ندرك جميعا أن جحيمها سيحرق الأخضر واليابس، ولن تذر على الأرض لنا ديارا!
أنا لا أدّعي المثالية، ولن أنادي بمسح مفردة «كراهية» من قواميسنا، فهي شعور فطري فينا لا نملك إنكاره أو خنقه، لكننا يا ناس نملك تهذيبه، أو على الأقل ترويضه على عدم الجموح إلى أقوال وتصريحات عنصرية وأفعال تسيء إلى الطرف الآخر بشكل يضر في النهاية استقرارنا وأماننا ووحدتنا، ويوسع الثقوب في قاع السفينة التي تقلّنا جميعا، لنَغرق بحصائد ألسنتنا!
وطهاة الكراهية حولنا كثر، فالمواطن الذي يستمرئ مفردات عنصرية مثل «طراثيث، هيلق، لفو»، وكذلك «أذناب إيران، الصفويين، المجوس...» في كل حوار ومجلس ومنبر، هو صانع للكراهية..!
والنائب الذي يظل يهاجم نائبا من جماعة أخرى أو طائفة أخرى ويشكك بولائه لوطنه، لا لشيء إلا كي يلقَى الاستحسان من قاعدته الشعبية التي مكّنت له هذا الحضور السياسي، وليرضيها بتلك المسرحيات والاستعراضات الحمقاء، هو صانع للكراهية!
والصحافي الذي يسخّر قلمه لإقناع فئة من الشعب بأن فئة أخرى - شريكة لها في الأرض والمصير - تشكّل خطرا على البلد وأمنه واستقراره، غير مبالِ بما يزرعه بكتاباته تلك من ألغام جاهزة للانفجار في أي لحظة، هو صانع للكراهية..!
والشيخة التي تسيء إلى شباب الحراك والمشاركين في مسيرات وطنية خرجوا فيها ليمارسوا حقهم الطبيعي في التعبير عن رأيهم ومطالبهم، وتصفهم بأنهم مزدوجون و«لفو» وغير أصيلين، وهي تدرك -أو لا تدرك- أن تصريحا ملغما مثل هذا من شخصية لها مركزها الحساس في البلد، يمكن أن يهدم الكثير والكثير جدا مما بناه الدستور ورُعاته في سنوات وسنوات، هي صانعة للكراهية..!
هم طهاة الكراهية.. من ذكرتهم، ومَن لم أذكرهم، وإن لم نطفئ مواقدهم ونكفئ قدورهم على وجوهها، فسنتجرع ما يطبخونه لنا من سموم، ولن نجد ترياقا يشفينا منها أو يصلح الجسد الذي تفشت الفتنة في خلاياه، حتى باتت كل خلية من خلاياه لا تنتظر أن ترسل إليها جاراتها شيئا سوى الدمار.. والموت..!
فإن تركناهم هلكنا جميعا، وإن أخذنا على أيديهم نجونا جميعًا..!
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك