لا مناص لرئيس الوزراء الا إعادة تشكيل وزارته فوراً.. برأي حسن كرم
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2013, 12:25 ص 688 مشاهدات 0
الوطن
على رئيس الوزراء أن يعيد النظر فوراً بتشكيل وزارته
حسن علي كرم
أية حكومة مهما صغرت أو كبرت في أية دولة في العالم اذا لم تتوافر بين اعضائها شروط الانسجام والتضامن والتعاون والكفاءة فلا امل لهذه الحكومة ان تنجز وتحقق آمال وطموحات الشعب وتنجح في رعاية مصالح الدولة، ففي كل البلدان التي تحترم حكوماتها مسؤولياتها اذا وجد وزير انه عاجز عن تحقيق الانسجام والتضامن مع بقية الوزراء سارع الى الاستقالة، مفسحا المجال لمن هو اقدر منه على العمل والانسجام..
والحكومات الكويتية، ليست استثناء، ولكن الاستثناء ان الوزراء يختارون للمنصب ليس على اساس توافر الانسجام والتضامن، ولكن اغلب الظن يختارون لملء المنصب وحسب.. وآخر ما يبحثون عنه في الوزير هو شرط الكفاءة..
وزارة جابر المبارك الحالية، مثلها مثل الوزارة التي سبقتها والوزارة التي قبلها وقبل قبلها، فمنذ ازمة (1964) الوزارية والحكومات الكويتية المتعاقبة يختار وزراؤها على نمط واحد وهو ملء الفراغ وعلى اساس المحاصصة والمناطقية..!!
لو كان عندنا مجلس امة يحترم اعضاؤه قسمهم ولا يضعفون امام المغريات والمصالح الدنيوية الزائلة لما بقيت أية حكومة في مقعدها دقيقة واحدة، ففشل الدولة من فشل حكوماتها أي سلطتها التنفيذية التي «تهيمن على مصالح الدولة وترسم السياسة العامة وتتابع تنفيذها وتشرف على سير العمل في الادارات الحكومية» (المادة 123 من الدستور) فهل حقيقة هيمنت الحكومات الكويتية المتعاقبة على مصالح الدولة وتابعت تنفيذها واشرفت على سير العمل في الادارات الحكومية بما يرضي الله، ويرضي الشعب، ويحقق المزيد من الرفاه.. والنماء للدولة..؟!!
فلو كان ذلك صحيحا، فما اسباب تخلفنا عن ركب التقدم ولماذا كل أو غالبية مشاريع الدولة الكبيرة والمتوسطة، والصغيرة متعثرة، ولماذا تفشل خطط التنمية السنوية والخمسية والعشرية والفصلية وتظل مجرد مشاريع على الورق، واذا كان صحيحا لماذا يتفشى الفساد وتتراكم الاخطاء ويتأخر تنفيذ المشاريع عن المواعيد المقررة، ولماذا ترتفع اكلاف المشاريع بميزانيات اضافية، واذا كان صحيحا، فلماذا تخلف التعليم على الرغم من الميزانيات المليارية الضخمة ولماذا تخلف الصحة ولماذا الازمة المرورية الطاحنة ولماذا تزايد الجرائم ولماذا هيمنة المتشددين والتكفيريين واحزاب الاسلام السياسي على مفاصل التعليم والاعلام والمساجد والاوقاف، واذا كان صحيحا فلماذا الشكوى وعدم الرضا..؟!!!
ان الدولة الناجحة ليست بوجود مؤسسات دستورية فما قيمة هذه المؤسسات الدستورية اذا كانت عاجزة وفاشلة وغير قادرة على تحقيق اهدافها وتوفير الامن والاستقرار والرفاه للشعب..؟!!
لا اريد ان اذهب ابعد من هذا في التشاؤم واليأس، لكنني ازعم ان الوزارة الحالية هي من الوزارات الفاشلة التي تعاقبت على الكويت، فهي وزارة لا تتوافر بين اعضائها شروط التضامن والانسجام، كما هي العلة ذاتها في الوزارات السابقة، فهل نتفاءل بأن الوزارة قادرة على تحقيق متطلبات شروط الدولة الناجحة..؟!!
اعلم جيدا ان رئيس الوزراء المكلف يكون بين المطرقة والسندان اثناء تشكيل وزارته أو بعدها، واعلم جيدا ان اختيار الوزراء ليس بخيار سهل في دولة صار المنصب الوزاري فيها طاردا وغير مغرٍ، ولكن كل ذلك لا يعفي ان تأتينا وزارة لا تتوافر لديها شروط الانسجام والتضامن والكفاءة والقدرة على ادارة شؤون الدولة بكل جدارة واقتدار..
لا مناص لرئيس الوزراء الا ان يعيد النظر بتشكيل وزارته فورا، فإدارة الدولة لا تستقيم بالعاجزين والفاشلين والفاقدين لأهلية الكفاءة، فالزمن لا يقف بانتظار العاجزين أو المتخلفين، ولا الدولة الناجحة تقوم على اكتاف الفاشلين والعاجزين.
تعليقات