إلى متى سيبقى حال 'البدون' على ما هو عليه؟.. تركي العازمي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 20, 2013, 12:31 ص 2789 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / انتحار 'بدون' والله المستعان..!!
د. تركي العازمي
بين خبر انتحار بدون والله المستعان حكايات بعضها منشورة في الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية وبعضها قصص عن أوضاع عوائل متعففة ابتلاها الله كما يبتلي عز شأنه المؤمنين في شتى بقاع الارض... والمؤمن مبتلى وهو اختبار رباني عظيم يحتسب المؤمن الأجر منه عند الله عبر صبره على ما حل به!
البدون قضية إنسانية سقطت تفاصيلها في الكويت وظلت متداولة لعدة عقود و«مالهم إلا الصبر» وفرج الله قريب إن شاء الله.
وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علم رجلا من الأنصار دعاء يزيل الهم ويقضي به الدين، قال له: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»!
وقد تسلمنا رسائل كثيرة عبر الإيميل من إخواننا البدون يروون لنا مأساتهم فقد روى أحدهم «انه يتقاضى راتب 400 دينار وإيجار الشقة 300 دينار ويتبقى له 100 للمعيشة... فماذا عن كسوة الأولاد والبنات تحديدا والمصاريف الآخرى... نذهب للجان الخيرية فيقولون لنا إن المساعدات تذهب لسورية هذا إن استقبلوهم بشكل حسن».
نحن نعلم أن كثيرا منهم قد ظلم ولا ذنب له... فهو من مواليد الكويت ولا يعرف عن ماضي والده إلا مسمى «بدون» وبعضهم يقول «لماذا لا ينهون الملف ويغلقونه ويحترمون آدميتنا؟!
شعورهم بقهر الرجال وغلبة الدين ماثل أمامهم ولا يستطيعون فعل شيء على الإطلاق وحتى إن وجدوا وظائف لأبنائهم فالرواتب لا تتجاوز 200 دينار والأسعار في ارتفاع... وندعو المولى عز شأنه أن ينهي مأساتهم بأسرع وقت ممكن!
لم تكن الأحلام محصورة في وضع البدون فلدينا كويتيون ويحملون الجنسية الكويتية بالتأسيس يعانون من قهر الرجال وغلبة الدين حينما نرى حكاية القروض قيد البحث منذ سنوات وتبقى الأحلام قائمة ومن حقنا أن نترك البدون يعبرون عن الظلم الذي يواجهونه وأن نترك «ربعنا» في خط بحثهم عن مخرج لما يعانون منه!
إننا نبحث عن إنشاء لجان تطوعية ترصد في مسح عادل حالات البدون التي تعاني من تدني مستوى المعيشة... والكويتيون كذلك بحاجة لمعاينة الجانب الآخر من المجتمع فبعض أحبتنا يذهب «معاشه» في الأقساط ويعاني من ضيق في الإيرادات لدرجة انه لا يستطيع فتح ترخيص تجاري «يسترزق» من ورائه ولا يمكن له الجمع بين وظيفتين!
لذلك، تستدعي الضرورة إلى حل مشكلة البدون والكويتيين حيث الكثير منهم «ينتحر» معنويا وبشكل يومي ولا يجد من المسؤولين آذانا صاغية وكل ما نسمع عنه لا يتجاوز ظاهرة «تشكيل لجنة» و«قيد الدراسة» و«تبحث الحكومة»... فإلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه...
والله المستعان!
تعليقات