بوعزيزي البدون ظهر .. فصبراً جميلا

زاوية الكتاب

كتب دويع العجمي 3093 مشاهدات 0

دويع العجمي

يسيرون على درب الأمل المزروع بأوهام السلطة وأكاذيب ذوي النفوذ وهم صابرين وتُدمى أقدامهم من شوك العنصرية وعلى مسامعهم تحوم رذالة الالفاظ ولازالوا عازمين على نيل حقوقهم التي سُلبت قهراً وجوراً طوال خمسين عاماً ليفيقوا من كوابيس الوهم ويكتشفوا أنهم على حلقةٍ مغلقةٍ كانوا يدورون فالبداية هي النهاية هي المسير وعند الله تجتمع الخصوم.

البدون الذين يعيشون حياتهم في ليل السلطة التي خطفت شمسهم وجعلتهم في الظلام يهيمون
لتهديهم في رمق مطالبهم شمعة تضيء وجوههم ولسان حال ذي المقام الرفيع يقول
هذا عليهم كثير وماذا يحتاج أولئك القوم أكثر من ذلك؟
فنحن سمحنا لهم بتنفس الأوكسجين واستخدام الحروف الأبجدية منقوصة من حرف العين فمثلهم يجب أن يسير بلا رؤيى وفي كنف بشوتنا يستظلون.
ولايعلم أن الذل لايرتضيه إلا العبيد وان العرب تموت من دون كرامتها فالحر لا يتنفس الا الحرية ولو سُجن من أجلها والكرم تمده يده ولو كان برغيف خبزٍ يُشبع جاره وبطنه يصرخ من كفر الجوع ولعنة الفقر والتجديف في بحر المستحيل
حتى مراسيم الضرورة لم تجد ضرورة لحل مأساة البدون ليقر مرسوم الرياضة وشرعيتها ويُرد مرسوم تجنيسهم ليهدموا الأمل في قلوبهم ويقتلوا التفاؤل في حياتهم بل وأطعموهم من ضرب المطاعات عندما تظاهروا للتعبير عن حقوقهم المسلوبة وكأنه كتب عليهم أن يتحدثوا بلا صوت !!

متى تعي السلطة أن المعادلة تغيرت والشعوب اليوم تحررت من مخاوفها فهاهو بوعزيزي البدون ظهر وأشعل النار بنفسه لينتحر تاركاً يأس الحياة وظلمها ليدق ناقوس الخطر وأن هناك ألف بوعزيزي سيشعل النار في جسد الظالمين ويحرق بشوتهم التي تسلطت عليهم وقتلت فيهم شعورهم بالإنسانية وأنهم بشر
والاعتقالات والتعسف لا تزيد الاحرار الا اصراراً لإكمال المسير فليس لديهم مايخسرونه فحياة بلا حقوق يقابلها ظلمٌ بلا قيود وفي قمعهم يتنافس المتنافسون
والحلقة المغلقة التي كانوا يدورون عليها واهمين كسرها قهرهم وهاهم في طريق مطالبهم يتقدمون ولايغريك سيرهم حفاة على دروب السعير فكل قطرة دم من أجسادهم يخرج منها ثائر وعلى قدر الظلم تأتي العزائمُ

آن الأوان لحل مشكلة قومٍ افترشوا القهر وسادةً ومن الظلم والعنصرية كان لحافهم وعلى موائد الحرمان تناولوا رغيف العزة والكرامة ففتات خبزٍ يسد جوعهم ولا تُمد أيديهم سائلةً أموال المحسنين والمبكي والمحزن ياسيدي أنهم رغم كل مانالهم .. مازالوا لهذه الارض مخلصين ولجلال سلطانك محبين فهل تمد يدك لتمسح بمنديل عدلك دموع المظلومين !

إضاءة:
ليس العيب أن تعيش فقيراً
فالعيب في غناك ولايدل بابك أحد

آخر السطر:
أبكيك يافهيد .. أجل حنا لفو وطراثيث !!

دويع العجمي

الآن - رأي : دويع العجمي

تعليقات

اكتب تعليقك