السلطة التنفيذية مفكّكة ومتخبّطة.. هذا ما يراه خليفة الخرافي
زاوية الكتابكتب يناير 18, 2013, 12:25 ص 815 مشاهدات 0
القبس
كلُ يغني على ليلاه
خليفة مساعد الخرافي
أنا شخصياً، غاسل ايدي من السلطة التنفيذية، لأنها ضعيفة مفكّكة متخبّطة تبحث عن مصالحها، وايضا غاسل ايدي من المعارضة، لانها تعاني الأمراض نفسها. أملنا الوحيد هو في شبابنا، وللأسف شبابنا مشوّشون جدّاً، ضاعت بوصلتهم، ويتخبطون ويحتاجون الى ان يعيدوا ترتيب افكارهم ويحرصوا اول ما يحرصون على احترام القانون والدستور. يحتاج الشباب تغيير تكتيكهم واستراتيجيتهم، فالحل ليس بمسيرات سلمية غير مرخّصة عبارة عن «كرّ وفرّ»، انما يجب على الشباب ان ينهضوا ويعيدوا صفوفهم ويعيدوا حساباتهم. لديهم هدف نبيل وسامٍ، هو محاربة الفساد وإصلاح الكويت وتطويرها، توفير سكن كريم ورعاية طبية متطورة وتعليم راقٍ وتنمية الكويت للافضل والتجهيز لمستقبل آمن لاطفالنا.. على شبابنا ان يأخذوا ويطالبوا، وليس بالتمرد والفوضى سيصلون الى النتيجة، بل سيسهلون أجندات مخربين من بعض شيوخ ومن غيرهم.
هناك مهمات عظيمة مطلوب من الشباب القيام بها، فعليهم ان يبدأوا بتفعيل قانون الذمة المالية، لكشف كل قيادي فاسد وكل نائب فاسد وكل تاجر فاسد، كل قاضٍ فاسد وكل وزير فاسد، وكل وزير شيخ فاسد..
ومهمة الشباب الثانية متابعة وعود رئيس الوزراء وحكومته ووزرائه وخطتهم وبرنامجهم ورصد اي انحراف للخطة زمنيا او لادائهم.
ثالثا، الآلية لِيُفَعّل ذلك عن طريق اختيار خمسين نائباً منهم، و16 وزيراً يقوم خلالها الشباب بتقديم كتب ورسائل لرئيس الحكومة ولرئيس مجلس الامة، تحتوي افكارا لتصحيح الاوضاع التي يرون انها خاطئة، ويقدم الشباب ما لديهم من اصلاح الاعوجاج لرئيس مجلس الأمة وحتى إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى، الذي سيرحِّب بهذه الخطوة، لإبداء وجهات نظرهم. فالشباب الكويتيون لديهم مؤهلات عُليا في جميع المجالات، كلٌّ وفق تخصصه: إنْ في مجال الهندسة أو القانون أو الاقتصاد أو البترول أو البيئة أو الإدارة.. نحتاج هذه الخبرات والتخصصات، لتقديم برنامج واضح لنهضة الكويت، ومن رغب في مساندتهم بمعلومات أو خبرات أو نصائح أو استشارات.. فليتقدم.
يتساءل البعض عن سبب مقاطعتي الانتخابات!
لأنني ضد ممارسات السلطة التنفيذية وتخبطها، ولأنني - أيضا - ضد تخبّط المعارضة وضياعها، لم أرغب في الترشح لمجلس الصوت الواحد، لعلمي انه سيخلق خلافات وانشقاقات وصدامات وتأزيماً ومقاطعة، يتبعها تخوين وتجريح وتسفيه وتطاول وعناد، تصل إلى مسيرات سلمية غير مرخّصة، تحاول السلطة فضّها، فيؤدي ذلك إلى تصادم وشغب!
فمع يقيني أن من حق سمو الأمير الدستوري إصدار مرسوم ضرورة لصوت واحد، كما أنني لست معترضاً على مرسوم ضرورة الصوت الواحد أو صوتين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، فأنا معروف رأيي منذ سنوات طويلة ان الديموقراطية الكويتية قاصرة، وهي تشجع على الخراب أكثر من الإصلاح، بل إنني طالبت بأن يوضع دستور 62 في متحف الكويت الوطني لانتهاء صلاحيته منذ فترة طويلة، ولهذا قاطعت الانتخابات، حيث قبل اصدار مرسوم ضرورة لصوت واحد بفترة كانت لدي الرغبة للترشح بعد مشاورات بين مقربين من الأهل والأصدقاء ومروري على مجاميع من الديوانيات في الدائرة الثانية، أبديت فيها نيتي بالترشح للانتخابات، إلا أنه بعد إصدار مرسوم الضرورة لصوت واحد اخترت خيار المقاطعة، وأجد أنها خِيرة.
إنما لا تعني مقاطعتي للانتخابات وضياع فرصة ثمينة لي كنائب في مجلس أمة، ان أخرّب وطني وأثير الأزمات، بل أحمد ربي وأتعاون لخير وطني وما فيه خير أهل الكويت الكرام. ان تخبُّط المعارضة في ردود أفعالها التي وصلت الى درجة أصبحت المعارضة فيها تخلق مشاكل بدلاً من ان تحلها، وهذا هو الإفلاس السياسي. الحقيقة المُرة التي لم تتقبلها المعارضة، وهي ان السلطة كسبت دستورياً وشعبياً في مرسوم الصوت الواحد، حيث قاربت نسبة المشاركة %40 وهي نسبة مقبولة.
لم تستطع المعارضة ان تتقبل الهزيمة المنكرة، لقد خاب ظنهم ولم تصدق توقعاتهم وحساباتهم، حيث تعدت المشاركة في الدوائر الأولى والثانية والثالثة %50، بينما تركزت المقاطعة في الدائرتين الرابعة والخامسة اللتين يقطنهما أبناء القبائل الكرام، حيث لم تشمل المقاطعة جميع المناطق.
أصبح التخبط والعناد استراتيجية سلطة ومعارضة ستؤدي الى خراب الوطن ومستقبل أبنائه، وخير دليل على ذلك كيف ان زعيم المعارضة الأخ أحمد السعدون يصرح في وسائل الإعلام بان هناك نيةً وتوجهاً واجتهاداً، للقيام بحوار وتنسيق مع بقية الجماعات السياسية المؤثرة والفاعلة وزعامات أطراف شعبية، والتي تختلف مع ممارسات المعارضة، بينما نجد في الوقت نفسه زعيماً آخر للمعارضة، وهو الأخ مسلم البراك، يتقدم المشاركين بمسيرة غير مرخّصة في منطقة صباح الناصر.
ما هو الإنجاز في شحن شباب منطقة صباح الناصر وتهييجهم؟ ومن يناصرهم بالتصادم مع إخوانهم رجال الأمن الكويتيين؟!
لا، بل وصل امر التمادي في الاعتداء والتطاول على رجال الامن الذين سيردون عليهم بالمثل، وتحصل ممارسات وشغب، لا تسر أي كويتي، بل تثير الاسى والحزن والضيق والخوف من هاجس الانفلات الامني.. أين التنسيق؟! لا يجوز شحن الشباب بالكراهية ضد رجال الامن فأصبح الشباب يستفزون رجال الامن بطرق غير قانونية.
كل يقبل نائب سابق ان يخالف القانون بدل ان يكون هو من يحرص على تطبيق القانون وان ينصح الشباب باحترامه؟!
ما الحكمة والبطولة في قيادة شباب غر في مسيرة غير مرخصة للتصادم مع رجال الامن؟!
***
قد تجرنا الصراعات الى امور، لا تحمد عقباها، مثلما نرفض استخدام رجال الامن وسائل القمع والبطش مع مسيرات سلمية، الا اننا - ايضا - نرفض اكثر ونستنكر سلوكيات شباب غر يتعدى على رجال الامن برميهم بالحجارة وتوجيه ألعاب نارية خطرة لضرب رجال الامن من ابناء الكويت، وكأننا في حرب عصابات!
***
أشكر عناصر قيادتنا الامنية على تحليهم بضبط النفس، وهو دليل الخبرة والوطنية، كما نشكر شباب الكويت على التزامهم السلمي بالمسيرة وتحليهم بالاخلاق الطيبة، ونحمد الله على مرور مسيرة «كرامة وطن 6» في منطقة صباح الناصر على خير وسلام، وان كدرها شغب مخرّبين في الدائري السادس، فكيف يقوم شباب بهذه الافعال المشينة؟! إنها سلوكيات مجرمة بالقانون، هل هم لا يعلمون ذلك، هل يظنون ان ما يقومون به «مرجلة وشطارة»؟! يجب الحزم مع هذه الطغمة المارقة بحزم وشدة.
***
نعاني خلط الاوراق، اما ان نقبل بان نحكِّم الدستور بيننا، واما نرجع الى شريعة الغاب والفوضى والتخبُّط والضياع! ما يحصل من تحدٍّ واستفزاز وعناد جريمة بحق استقرار الوطن وامانه، يسبب انفلات أمن، عواقبه وخيمة وسيخسر الجميع سلطة وشعبا، وهناك من يتمنى انفجار الاوضاع في الكويت، وان يزداد الشغب والفوضى التي ستجلب لنا الشرور والمآسي، فنحن نحتاج الحكمة وضبط النفس.
***
الى متى ونحن في هذه الدوامة، صيحة ولجة ونجرة، وصراع وتصريحات نارية وخطب حماسية ودغدغة مشاعر الشعب بقضايا يقل فيها الحق ويكثر فيها الباطل؟! ان طريق الاصلاح سهل جدا وواضح، الدراسات والتوصيات التي اعدها الخبراء لإصلاح الكويت وتطويرها جاهزة منذ سنوات، انما مهملة، معطلة، لان الجميع يصد عنها: سلطة تنفيذية ومعارضة!
***
واحسرتاه على شبابنا! فقد ضاعت بوصلتهم، نفهم ان نوابا أسكرتهم نشوة شعبيتهم فأصبحوا يتخبطون.
نفهم ان وزراء ومستشارين وبعض شيوخ أعمتهم مصالحهم الشخصية فماثلوا النواب تخبطاً.
نفهم ان الشعب الكويتي الطيب، المغلوب على امره، تضيع الحسبة عنده، اما ان يتخبط شباب في ثورتهم ضد الفساد ويظنوا انهم القادرون على انقاذ كويتنا من عثرتها، وايقاف انتشار الفساد فيها، ويتخبطوا وتضيع بوصلتهم.. فهذا لا نقبله، ولا اظن ان شبابنا يقبلون به.
تعليقات