عن 'بلطجية العصر'!.. يكتب سعد الهاجري
زاوية الكتابكتب يناير 17, 2013, 12:44 ص 897 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام / بلطجية العصر
سعد بن حوفان الهاجري
قرأت للرئيس السابق «نيكولاى ساركوزي» تصريحا أثناء انتخابات الرئاسة والتسابق الرئاسي بينه وبين “ هولاند «يهاجم» جماعة الأخوان المسلمين “ باعتبارها أحد أسباب تدني شعبيته في المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة، وباعتبارها – أي الجماعة – مهددة لنجاحه في المرحلة الأخيرة، ذلك أن د.طارق رمضان المفكر الإسلامي المعروف شعبيا في أوروبا، وحفيد حسن البنا، دعا المسلمين في فرنسا للتصويت ضد «ساركوزي» وأخذ أنصاره – أي ساركوزي – يروجون لوجود تحالف إخواني اشتراكي ضده.
رغم أن المسلمين الفرنسيين تعودوا التصويت لليسار ومرشحيه لأنه الأقرب للدفاع عن حقوقهم الإنسانية المحرومين منها، لكن تبقى النظرية الملعونة تلعب في رأس كل أصحاب السلطة والسلطان وهي نظرية “ المؤامرة “ والتي تأخذ منها كيل الاتهامات لكل طرف وليس مع السلطة أو السلطان لأنك بمجرد اختلافك في وجهات نظر أو ضد توجه أي طرف في السلطة، فتبدأ ضدك كيل كل تهمة وأصبحت في ليلة وضحاها، خائنا لبلدك أو أمتك وأنك متآمرا على نظام بلدك، وأن هناك أطرافا خارجية تسعى معها لتقويض نظام الحكم في بلدك.
في حقيقة الواقع عندما قرأت لـ «ساركوزي» هذا التصريح فقلت الحمد لله أن هناك قائدا أو رئيسا لدولة أوروبية استفاد من تجارب بعض حكام العرب لكنه استفاد من أسوأ تجربة حيث لكل سلطة في بلد من البلدان العربية «بلاطجة سياسيون» تسخرهم الدولة للهجوم علي خصومها والقوي الإصلاحية التي تخالفهم في التوجه والرأي.
في بلد كالكويت فيها حياة برلمانية قديمة وحراك سياسي قوي ليست بعيدة للأمانة عن نظرية «ساركوزي» أقصد نظرية «المؤامرة» حيث شوهد في الفترة الأخيرة هجوم من «بلطجية السياسة» و«شبيحه الإعلام» في توجيه سهام التخوين لكتلة المعارضة من قوى سياسية وشبابية وطلابية، لدرجة إيهامهم أن كل تخلف وتراجع في البلد من جراء هذه المعارضة فحال «ساركوزي» الذي يتهم أن الأخوان أصبحوا يسيطرون على صوت الناخب الفرنسي، هو حال «بلاطجة» السياسة لدينا الذين أفلسوا وأصيبوا بجنون سياسي مفاده أن الشعب لفظكم، خصوصا في مجلس 2012 المبطل بحكم محكمة عندما شاهدوا انحسار شعبيتهم، وأتى مجلس 2012 الذي تمت مقاطعته ليوصل رسالة أخري لهم أنكم خارج حسبة الشعب، وذلك عندما أحجمت شريحة من المجتمع عن المشاركة في الانتخابات فاقت 60 % فكانت الصفعة الساخنة على خدهم وعلى أثر هذه النتيجة استمرت “هجمة” بلاطجة السياسة “ و” شبيحة الإعلام “ في كيل الاتهامات، فتارة هؤلاء مدعومين من قطر وتمويل خارجي، وقبلها مجرد غوغائيين مخربين، والآن الشماعة الأخيرة التي استخدمها حتى “ساركوزي” وهي “تنظيم الأخوان “ وأن الهدف هو السلطة والحكم وليست أهدافهم الإصلاح، وللأسف أن “ الحكومة “ لدينا ركبت السكة معهم وأصبحت شريكة لهم في تخوين الشعب، وهم لم يفطنوا أن الشعب لم يعد يصدقهم ولا يتقبل منهم أي إدعاء، لعلمهم مسبقا بالكذب والتلفيق في كل ما يدعون عندما تقوم وسيلة إعلامية معروفة بالهجوم المستمر على القوى الإصلاحية في المجتمع لدينا، وتسخر كل كتابها المأجورين بشن أنواع التهم والفبركة والتلفيق ضد شباب غيور على وطنه، حتى تعتقد أن سبب خروج “منتخب الكويت” من كأس الخليج سببه القوى الإصلاحية وغيرها من بعض الصحف التي التقت مصالحها في الحكومة مع تكميم أفواه أي معارض لها من قنوات إعلامية كما حدث مع قناة «اليوم » ولم يتوقف الأمر على ذلك بل خلقوا لهم “” ساسة بلطجيه جددا” أدخلوهم البرلمان وأخذ هؤلاء بتنفيذ أجندتهم الخاصة، مقدمين مصالحهم على مصلحة الوطن، والدليل أن هؤلاء النواب ليس لديهم برنامج سوى ضرب القوى الإصلاحية من غير تقديم ما يفيد البلد.
ما أشرت إليه عينة من حالة “ البلطجة “ السياسية والإعلامية، ولو كان النشر يسمح لذكرت أكثر وبالأسماء التي نعيشها في الكويت، في محاولة من الحكومة وشبيحتها في إنهاء المخلصين من أبناء وطننا بفتح باب المحاكم لهم وإدخال “ شباب الكويت “ السجون في سابقة في تاريخ الكويت
«اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين»
تعليقات