لماذا جابر الأحمد أبونا كلنا؟.. سؤال يطرحه ويجيب عنه ذعار الرشيدي
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2013, 12:43 ص 893 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / مقالة تعيد كتابة.. نفسها لأمير القلوب
ذعار الرشيدي
توطئة: بعض المقالات تعيد كتابة نفسها دون تدخل من كاتبها.
***
في 18 يناير 2006 نشرت لي مقالة في الصفحة الأخيرة بعنوان «لماذا جابر الأحمد أبونا كلنا» وذلك بعد رحيل أمير القلوب بثلاثة أيام.
***
واليوم أعيد نشرها كما كتبت قبل 8 سنوات، لأنني أرى أنها واحدة من المقالات التي تكتب نفسها لأن الشخصية التي تناولتها هي التي فرضت ذلك.. وليس الكاتب.
***
الجميع يردد «مات أبونا»، هكذا يقول كل كويتي عندما يريد اختصار تعريفه لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وربما كان يتساءل البعض ـ خاصة ممن هم من خارج الكويت ـ عن حقيقة اطلاق هذا اللقب الذي يسبق لقبه كحاكم.
ألقابه بين أبناء شعبه هي «العود» و«الأب» أو «أبونا» وربما كان اكثرها استخداما «الوالد».
«الوالد» هذه الكلمة «اللقب» التي يطلقها الجميع بشكل عفوي غير مقصود لم تأت من فراغ ولم يطلقها سموه على نفسه ولم تسع اي جهة اعلامية حكومية لإشاعتها بين الناس، بل ان ما اسهم في إشاعتها هو واقع 28 عاما من الحكم العادل في ظل سموه.
بدأ حكمه ـ رحمه الله ـ في العام 1977 وكان عدد المواطنين يزيد قليلا على 305 آلاف نسمة (تعداد 1975) ورحل إلى بارئه في 2006 وعدد المواطنين قد أصبح 881 ألفا، اي ان اكثر من نصف مليون مواطن ولدوا إبان حكمه وهو ما يشكل اكثر من 65% من تعداد شعب الكويت اليوم والذين اعتبروه بحكم الزمن ولي امرهم ووالدهم.
65% من الشعب فتحوا أعينهم على الدنيا ليجدوه حاكما وأبا وقائدا لم يعرفوا غيره، على الرغم من انه رفض لقب «الأمير المعظم» وطلب طباعة العملة من دون صورته، كما انه غير مسمى السلام الاميري الى السلام الوطني في بداية حكمه، ولكن إشاعته للعدل وإرساءه لدعائم الحكم رفعاه الى اعلى مقام في عيون شعبه.
وتذهب الإحصائيات الى أكثر من هذا ـ والأرقام لا تكذب ـ بحيث تدل على ان اكثر من 6 ملايين وافد دخلوا البلاد وعملوا فيها منذ العام 1975 حتى العام 2005 لم يعرفوا غيره حاكما، ولهذا لم يستغرب احد عندما غص دوار دسمان بمواطنين وآسيويين وغربيين جاءوا يحملون صوره تعبيرا منهم عن حزنهم يوم إعلان وفاته، حتى ان كثيرا من العرب والأجانب توافدوا الى مقبرة الصليبخات ليشاركوا في التشييع.
بكى كل الكويتيين لأن الذي مات لم يكن حاكمهم فقط، بل والدهم، أباهم الذي ولدوا في ظله وفتحوا أعينهم عاما بعام على عدله.
وإذا كان «العدل أساس الملك» فقد اصبحت «الأبوة أساس الحب».
تعليقات