رائد الإلكترونيات يجعل الهواتف الذكية ممكنة بقلم كريس نوتال

الاقتصاد الآن

736 مشاهدات 0


 

اعتلى بول جاكوبز المنصة في مدينة لاس فيجاس الأمريكية هذا الأسبوع، لإلقاء خطاب حول مستقبل الهواتف المحمولة، الذي يعرض الأفلام والموسيقى ونجوم الرياضة. حتى الطائر الكبير في برنامج ''شارع السمسم'' قد تم عرضه.

بطريقة هادئة وعجيبة استولى جاكوبز وشركته، ''كوالكوم''، على أمسية العرض الرئيسية التي طالما احتلتها شركة مايكروسوفت لصاحبها بيل جيتس في معرض إلكترونيات المستهلك السنوي، أهم حدث في التقويم التكنولوجي.

المستهلكون أنفسهم بالكاد يعرفون أن شرائح شركة كوالكوم اللاسلكية هي المحرك لحياتهم اليومية وأن جاكوبز قد أنهى عمله بالنسبة للهواتف الذكية مثلما فعل الراحل ستيف جوبز. ولكن هذا الأسبوع خرجت شركة سان دييجو وقائدها بثقة من الظلال.

إن هدفه في تأسيس شركة كوالكوم- الذي نما من خلال تجميع القوة اللاسلكية وقوة الإعداد والصور في شريحة واحدة- في الرأي العام كقائدة لصناعة الهاتف المحمول، على نفس المنوال، فشركة إنتل معروفة بشركة أجهزة الحاسوب المتلاشية.

حتى ''لاس فيجاس'' كانت سعيدة بإخفاء علامتها التجارية ومنتجاتها داخل الهواتف. الآن، خلط الصناعات الترفيهية بشرائح الهاتف المحمول يبدو مناسبا جدا، وبعد كل شيء، فان نجاح ''كوالكوم'' مبني على التكنولوجيا التي أسستها هادي لامار، نجمة الشاشة والمخترعة.

في عام 1942، بينما كانت تعمل كممثلة في هوليوود، قدمت براءة اختراع نظام راديو متبدل الترددات لتوجيه الطوربيدات. بعد 70 عاما تفوقت شركة كوالكوم على القيمة السوقية لشركة إنتل، التي ما زلت أكبر مصنعي الشرائح في العالم من حيث العائدات، حيث رأى المستثمرون مزيدا من النمو في الهواتف الذكية وأجهزة الهواتف الأخرى عن صناعة أجهزة الحاسوب الشخصي.

لقد تبصر جاكوبز بفائدة الهواتف للأنشطة بخلاف المكالمات الصوتية في وقت مبكر- بينما كان جالسا على شاطئ ماوي في ولاية هاواي في التسعينيات. لقد قال إنه جاءه إلهام عميق عندما كان يكتب طلب بحث عن مطعم سوشي قريب على هاتف ''كوالكوم'' البدائي المتصل بالإنترنت، وقد جاءته الإجابة.

''وفجأة، أصبح العالم مكانا مختلفا بالنسبة لي من خلال الهواتف المحمولة وأدركت حينها أن الهواتف الذكية يمكن صنعها'' وفق ما قاله. ومع ذلك فإن أول حلوله لهذا الهاتف كان سيصيب مصمم أجهزة أيفون في شركة أبل بالرعب.

لقد كان عصر أجهزة المساعد الشخصي الرقمي من شركة بالم وكنا نقوم بصنع هواتفنا المحمولة الخاصة وكنا في اجتماع وأخرجنا كل ما لدينا'' وفق ما تذكره السيد بيجي جونسون، من قدامى العاملين في شركة كوالكوم ورئيس تنمية السوق العالمية.

قال بول: ''هذا ما أريد فعله وقام بالتقاط هاتف خليوي وجهاز بالم وقام بتوصيلهما ببعض. وانتهى بنا الأمر فاعلين ذلك ولسوء الحظ فقد كان غليظا مثل الذي قدمه''.

عندما ينظر المرء إلى اللوحات المعلقة على حائط مكتبه في مقر شركة كوالكوم يتأكد من أن جاكوبز كان رجلا ذا بصيرة- إنها تصف 40 براءة الاختراع التي قام بها كمهندس. ''من الداخل يبدو كأنه أحد المراهقين المعجبين بفيلم ''ستار تريك'' الذي يحب أن يلعب بأدوات التشغيل- وإذا ذهبت إلى مكتبه، ستجدها في كل مكان، وفق ما قاله مات جروب رئيس قسم التكنولوجيا في شركة كوالكوم.

قام جاكوبز، الابن الثالث في إخوته، البالغ من العمر 50 عاما بدراسة الهندسة الإلكترونية في جامعة كاليفورنيا، بركلي، وكتب رسالة الدكتوراه الخاصة به حول علم الإنسان الآلي ''روبوتيكس''

التحق بشركة كوالكوم كمهندس عام 1990 وارتقى في المناصب حتى قام بخلافة والده كرئيس تنفيذي للشركة عام 2005. يعد الدكتور لروين جاكوبز، المؤسس المساعد لشركة كوالكوم، البالغ من العمر 79 عاما، مثالا على المعلم النشط المتأنق. وعلى النقيض منه، حضر ابنه أول لقاء له كمدير تنفيذي مع مجلس الإدارة مرتديا سراويل قصيرة. والآن سياسته مع الشركة حازت استحسان والده: ''أعتقد أنه سعيد، وفخور برؤيتنا ونحن نبني فوق الأساس الذي وضعه وأصبحنا شركة أكبر بكثير مما كانت عليه''، وفق ما قاله الابن.

يبدو أن حب التكنولوجيا تتوارثه الأجيال في العائلة. بدأ أحد أطفال بول جاكوبز الثلاثة دراسته في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: أصغر أبنائه يبلغ 13 عاما، الذي يقول عنه إنه محب اختبار الأدوات، الذي يسعد بإبداء الملاحظات لوالده.لم تنعكس أي من مخاوف المستثمرين من المحسوبية جراء تعيينه في هذا المنصب، داخل الشركة ''داخليا، كان من الواضح أنه خيار ممتاز وقد بحثت الشركة عن بدائل، ولم يحصل أحد منهم على موافقة أو تأييد'' وفق ما قاله جروب، الذي يصف جاكوبز كشخصية قيادية جاذبة. ومع ذلك، متطلبة جدا، ''إنه قادر على العمل بكثافة عالية جدا حيث يمكنه إمضاء النهار والليل كله دون طعام أو نوم''، والاسترخاء الذي يحصل عليه يأتي من خلال رحلات التزلج في جبال كولورادو.

أدى الانبهار بالأفكار الجديدة بجاكوبز للإقدام على المخاطر- وكانت النتائج مختلطة. وكانت تجربة صنع الهاتف في التسعينيات، خاسرة، ولكنها بيعت في نهاية المطاف. لاحقا كرئيس تنفيذي، ضخ أكثر من مليار دولار في صنع نظام ميديافلو، خدمات تليفزيونية متعددة القنوات للهواتف المحمولة التي ألغيت بعد ذلك بسبب ضعف الطلب. إن التوسع في مجالات مثل تكنولوجيا العرض، الشحن اللاسلكي للسيارات والهواتف المحمولة، لم تحمل التكنولوجيا الجيدة حتى الآن أي نتائج حقيقية.

ومع ذلك ما زال متفائلا. وقال معلقا: ''في بعض الأحيان، من الواضح، أنني مبكر جدا، لا أعلم تحديدا متى سيحدث ذلك''، وأضاف: ''مثلما اعتدت ارتياد الحفلات وإخبار الناس كيف سيستخدمون الإنترنت على هواتفهم وكانوا ينظرون لي كما لو أنني مجنون''.

هذه الأيام من المحتمل أن تتضمن محادثات حفلاته الثرثرة عن ''الحاسة السادسة الرقمية'' التي من خلالها تراقب هواتفنا أجسادنا، وتزيد من رؤيتنا من خلال أجهزة الاستشعار والكاميرات. المايكروتكنولوجي التي بداخل مجرى الدم سترسل تنبيهات إلى الهواتف قبل أسبوعين من حدوث أزمة قلبية على سبيل المثال. طريقة تحقيق هذه الرؤيا هي عن طريق رقائق كوالكوم التي تشحنها ''كوالكوم'' كل موسم. ويقول: ''عمل الشرائح بالنسبة لي هو طريقة توزيع للأفكار وهذه الصيغة التي أقدمها بها إلى فريق الموظفين''، ويضيف: ''إذا كانت لديك فكرة، يمكن أن تصل إلى حياة 150 مليون شخص في ثلاثة أشهر''.

في الوقت الذي لم تصبح فيه كل رؤاه حقيقة، فإن جاكوبز وفقا لأدائه الرائع في لاس فيجاس، يبشر بمستقبل جيد لصناعة الهواتف المحمولة.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك