إصلاحات الملك وصلاحيات «الشورى» بقلم سلمان الدوسري

الاقتصاد الآن

433 مشاهدات 0


ليست المرة الأولى التي يفاجئنا فيها الملك عبد الله، فمنذ توليه الحكم عام ٢٠٠٥ والسعوديون، بل مَن هم خارج السعودية، مراقبون ومهتمون بالخطوات الإصلاحية التي يقوم بها ''أبو متعب''، إضافة إلى أنها كل مرة تشكل مفاجأة للمتابعين، وبالتأكيد هي مفاجآت جميلة وتنبئ بأن هذا البلد لا يتوقف عن الخطو للأمام بصورة متوازنة، ولعل آخرها مفاجأة إقرار مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية وتعيينها عضوة في مجلس الشورى، عندها لم يذهب أشد المتفائلين إلى أن يكون نصيب المرأة من عضوية المجلس، كما أعلن أمس، وهو خُمس عدد الأعضاء، أي 30 عضوة من ضمن الأعضاء الـ150 الذين يُعيِّنهم الملك، وهو ما يسجل للعاهل السعودي استمراره في تمكين المرأة وبقوة، دون القفز على ثوابت ما أُسِّست عليه الدولة السعودية وطبيعتها، ما يضمن نجاح أي خطوات إصلاحية.

ولعل السؤال الأكثر طرحاً: ما الذي ستفعله المرأة في مجلس الشورى ولَم يفعله الرجل؟ وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من العودة إلى خطوات مشاركة المرأة في جميع خطوات حراك المجتمع السعودي، فقبل أعوام قليلة كان الحاجز بين عمل ومشاركة المرأة وبين حاجتها الفعلية كبيراً جداً، واليوم يمكن القول إنه يتلاشى شيئاً فشيئاً، بعد وصول المرأة إلى وظائف قيادية في الحكومة السعودية ومنها نائبة وزير، وهو ما لم يكن أحد يتوقعه حتى قبل عقد من الآن، وننتظر اليوم الذي تكون فيه المرأة السعودية وزيرة وأيضاً سفيرة لبلادها، فلا أقل من مساندتها للقيام بواجباتها في وطنها الذي له حق عليها كما أن لها حقاً عليه.

للأمانة والإنصاف هناك الكثير مما يمكن للرجل والمرأة فعله، كما أن المجلس ذاته في حاجة إلى تعزيز صلاحياته في المراحل المقبلة، ليتحول من مجلس استشاري إلى مجلس ذي دور رقابي فعلي، وهو ما يظهر أحياناً، كما في حضور وزير التربية والتعليم ومناقشة الأعضاء له تحت قبة الشورى، ومثل هذا الحضور العلني للوزراء سيرفع من مستوى أداء المجلس، وحقيقة لا أعلم لماذا يتحفظ وزراؤنا على المساهمة في تعزيز صلاحية المجلس بحضورهم شخصياً وبشكل دائم، بدلاً من اعتبار المسألة وكأنها اختيارية؟

مستقبلاً مجلس الشورى يحتاج إلى وضوح دوره في القضايا المصيرية التي تخرج منه، فما أعلمه شخصياً أن كثيرا من القرارات الرئيسة التي تتخذها الحكومة يكون مصدرها مجلس الشورى، لكن لا يتم كشف ذلك للشارع السعودي، وفي ظني أن في هذا تحجيماً لدور المجلس وقدرته على لعب دور أكبر في المرحلة المقبلة، فالمجلس يقوم بدور كبير، لكنه شبه مخفٍ، فما بالك لو أعطي صلاحيات أوسع لتتوافق هذه الصلاحيات مع الإصلاحات التي يقوم بها الملك؟

بقي أن نشير إلى أن الثقة المطلقة التي ينظر بها المواطنون لإصلاحات الملك عبد الله لا سقف لها، وأمنياتهم بأن يكون لهم دور في بنيان وطنهم، يعيه خادم الحرمين جيداً ولا يزايد عليه أحد، حتى مع حالة الفوضى العظيمة التي تجتاح المنطقة، فقد استطاعت السفينة السعودية، بفضل قيادتها وشعبها، المضي بثبات في بحر متلاطم الأمواج، وأثبتت أن الدول التي تتمتع بعلاقة قوية بين قيادتها وشعبها هي التي تصمد أمام تلك الرياح .. مهما كانت شدته

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك