الحكومة ستمضي في زيادة جرعة القمع.. وليد الرجيب متوقعاً
زاوية الكتابكتب يناير 12, 2013, 12:08 ص 758 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / من أجل وطن حر وشعب سعيد
وليد الرجيب
لا أعلم ماذا حققت وزارة الداخلية من خلال نهجها القمعي العنيف ضد شباب الكويت، ولا أعلم إن كان من ضمن تدريبات رجال الأمن الشتائم والإهانات لأبناء الشعب الكويتي، ولا أعلم إن كانت الوزارة تشعر بالرضا وهي تأمر بالتعسف في معاملة المعتقلين من شباب الحراك، ولا أعلم أصلاً إن كانت وزارة الداخلية تعي أنها تعيش في القرن الحادي والعشرين.
لقد خلقت الحكومة من خلال قلة حكمتها من الشباب أبطالاً شعبيين، وبدلاً من أن تحقق الأمن والاستقرار كما تدعي، زادت من غضب الناس وسخطهم من التعامل المهين لهم، وزادت من عناد وإصرار الشباب على المضي في الحراك السلمي من أجل وطن حر وشعب سعيد.
ألم تدرك الحكومة بعد أن النهج البوليسي والقمع الوحشي ليس حلاً للسلم الأهلي أو حتى للتنمية؟ ألم تدرك أن هذا النهج يدمر الأوطان ولا يبنيها؟ ويفتت الشعوب ولا يوحدها؟ وهل يعقل أن الحكومة لا تعرف طبيعة الشعب الكويتي وكأنها تتعامل مع شعب مستورد دخيل؟
هل هي حكومة لأقلية فاسدة متنفذة تريد الاستحواذ على خيرات الشعب وثرواته؟ أم هي حكومة تدير مصالح أغلبية الشعب الكويتي وترمي لعزته ورفعته وتقدمه؟ فإلى من يلوذ أبناء الشعب لإنصافهم إذا لم تكن الحكومة حكومتهم وإن كان مجلس الأمة لا يمثلهم ورجال الأمن خطراً عليهم؟!
ولأن الخوف هو مجرد حالة غير ثابتة أو أبدية، هي حالة نفسية تتغير تبعاً للقناعة وللظروف الحاسمة والتجارب المتكررة في حياة الإنسان، فالحالات النفسية والذهنية تنكسر وتتحول كما تنكسر العادات، فإن كانت الحكومة تعَول على خوف الناس من البطش فإن استمراره والإيغال به يفعل عكس ذلك، فينكسر الخوف ويزيد الإصرار وهذا يثبته العلم والتجربة البشرية، فاستمرار القمع يخلق موقفاً إنسانياً يصعب تغييره مع مرور عشرات السنين، ويضعف موقف المؤيدين لممارسيه إضافة إلى أن التاريخ يصعب محوه.
فللمرة الأولى في تاريخ الديموقراطية في الكويت -حسبما أذكر- يُقمع شعب تحت سمع وأنظار ممثليه من أعضاء مجلس الأمة، وللمرة الأولى في تاريخ الكويتيين يشيد أعضاء مجلس الأمة بالقمع الوحشي ويطالب الحكومة بمزيد من القمع لأبناء شعبهم، ويبدو أن هذه هي فضيلة «مجلس الصوت الواحد» فبدلاً من محاسبة الحكومة على تصرفها العنيف ضد الشعب يطالبها بأن تستخدم وحشية أكثر مما استخدمت، وتلك حالة لا تتم إلا إذا كان البرلمان لايمثل الشعب أو إذا كان أعضاؤه غارقين بالفساد ولهم مصلحة في قمع الناس.
لا أحد يعرف أو يتنبأ بردود فعل الناس إن استمر مثل هذا النهج الخطر على مستقبل وطننا، ونتمنى أن تسود الحكمة والتعقل والمنطق، أما من يعَول على الولايات المتحدة وبريطانيا لإنصاف الشعب الكويتي، نقول له ان هاتين الدولتين وغيرهما لن يهمهما مصلحة الكويتيين مطلقاً، وكل همهما هو ثروة الشعب وصفقات المعاهدات الأمنية والتسلح، همهما هو حلب الشعب الكويتي وحكومته، وكل إدانة منهما للنهج القمعي وانتهاك حقوق الإنسان هي محاولات معروفة للابتزاز ولمزيد من مليارات الدنانير لشركاتهم الرأسمالية ونظامهم الاقتصادي المتدهور والآيل للسقوط.
وفي ظني أن الحكومة ستمضي في اختبار صلابة الشعب من خلال زيادة جرعة القمع وأن الشعب الكويتي سيمضي في مطالبه المشروعة والنبيلة والسلمية من أجل وطن حر وشعب سعيد.
تعليقات