هل أصبح الطعن ظاهرة كويتية؟!.. عصام الفليج متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1991 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  هل أصبح الطعن ظاهرة كويتية؟

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

تكررت حالات الطعن بالآلات الحادة في الكويت، خصوصا بين فئة الشباب، وراح ضحيتها أكثر من حالة قتلا، وبعضها تأثر بجروح خطيرة، وتكرار مثل هذه الحوادث في مجتمع صغير كالكويت، يجعلها تتحول من حالات عارضة، الى ظاهرة واقعة وثابتة في المجتمع، خصوصا مع تكرار 8 حالات اعتداء بالآلات الحادة والطعن في أسبوع واحد!
وعندما تطل أي ظاهرة سلبية برأسها في أي مجتمع، تتسابق المؤسسات الحكومية والمدنية لتدارس أسباب هذه الظاهرة، وتتظافر الجهود من أجل علاجها بأسرع وقت ممكن، ووضع وسائل الوقاية منها مستقبلا.
وهذه الظاهرة تناولتها وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بتفاصيلها – مع شيء من البهارات - أكثر من أي جهة رسمية، وليس الهدف من تناولها هو التبرير، بل تحليل نفسي وعلمي وتربوي وسلوكي واجتماعي، وانعكاس ذلك الى برامج عملية في مؤسسات الدولة تجاه المجتمع بكافة أطيافه وفئاته الاجتماعية.
لقد اشترك في هذه الجريمة – طاعن ومطعون - المواطن والوافد، الكويتي والبدون، الموظف والطالب، الفقير والغني، العسكري والمدني، المتعلم والجاهل.اذا..هي قضية مشتركة بين الجميع، فأين الخلل؟!
هل هو عدم تطبيق القانون؟ أم التأخر في اصدار الأحكام القضائية؟ أم استغلال الطب النفسي بادعاء المرض النفسي للجاني؟ أم هي التربية الأسرية؟ أم أصدقاء السوء؟ أم أثر وسائل الاعلام؟ أم افتقاد القدوة الايجابية؟ أم افتقاد القيم؟ أم هي حماسة الشباب بلا حدود؟ أم ماذا..؟!
وما هو التحليل اذا كان الجاني سوياً عقليا وذهنيا، ومستقراً اجتماعيا واقتصاديا، وذا تربية عالية وأخلاق رفيعة؟! أذكر ذلك حتى لا يظن أحد أنه – أو ابنه - بعيد عن هذه التهمة في أي وقت لما يعيشه من ايجابيات، أو كما يظن هو، فكم من حالة انحراف حصلت لشباب مستقيمين وخلوقين، وكان مصيرهم الأحداث أو السجن!
أعتقد أننا بحاجة لتجديد وتطوير عمل «غراس» و«نفائس» الغائبين عن الساحة، خصوصا وأنهما ينالان دعما حكوميا جيدا، ولابد من عمل نقلة نوعية في مشروع «ركاز» التطوعي الذي ركز على نشر الفكرة لا على تطويرها وتوسيع دائرة الاستهداف، ويجري الأمر على «درر» و«سبائك» و«وصال» و«بيت الجامعةBE».. وغيرها من المشاريع التطوعية التي يفترض ان تدعمها الدولة والقطاع الخاص بكل شيء..المال والاعلام والمكان، لأنها تؤدي دورا تنمويا ايجابيا في المجتمع، وتخفف عن كاهل المؤسسات الحكومية هذه المسؤولية وهذا الجهد.
التربية وحدها لا تكفي، والنصح المباشر للشباب قد لا يجدي، والأهم منها جميعا زرع الثقة بالنفس، والرفقة الصالحة، والابتعاد عن أصدقاء السوء، فكم من أب أعرفه أبعد ابنه عن الشباب الصالح، بحجة أنه لا يرغب ان يكون ابنه متدينا أو يصلي في المسجد، وبالغ في العناد بأن رافقه مع أصدقاء مش ولابد بقصد التجربة، فكان مصير ذلك الابن الانحراف السلوكي والقيمي.
أسأل الله عز وجل ان يهدي الشباب، فالدعاء سلاح لا ينبغي ان نغفله، وأن يحفظنا جميعا من الطعن والغدر من أمامنا ومن خلفنا، وعن يميننا وعن شمالنا، ومن فوقنا ومن أسفل منا، وأن يشافي ويعافي كل مصاب من الطعن والضرب والصدم، اللهم آمين.
٭٭٭
قيل لرجل: فلان قد شتمك في أحد المجالس!
فرد: هو رماني بسهم لكنه سقط ولم يصبني، وأما أنت فحملت السهم وغرسته في قلبي!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك