شعارات الحكومة تفوق ما يقال في خطب الجمعة.. وليد الغانم مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 853 مشاهدات 0


القبس

'الفال' لباقي القيادات الفاسدة

وليد عبد الله الغانم

 

قضت محكمة الجنح بحبس قيادي في وزارة الكهرباء ثلاثة أشهر مع الشغل والنفاذ، وتغريمه عشرين ألف دينار، وعزله من وظيفته، بتهمة إلحاق ضرر جسيم بأموال ومصالح الجهة التي يعمل فيها، وذلك على اثر قضية شراء مواد ومعدات مخالفة لما هو مطلوب، مما كبّد الوزارة خسائر مالية فادحة (صحف محلية).

ما أسهل رفع شعار تطبيق القانون وحمل لواء الإصلاح ومكافحة الفساد، وما أصعب تطبيق هذه الشعارات على أرض الواقع! الحقيقة أن شعارات الحكومة تفوق ما يقال في خطب الجمعة، لكن تنفيذ هذه الشعارات يساوي ما تقوم به بلدية الكويت، فالعبرة ليست بالشعارات الجميلة، وإنما بالجدية في تطبيقها على الجميع، وضع 16 ألف خط على موضوع الجميع هذا.

لدينا مكامن فساد حكومية واضحة، ولدينا جهات متخصصة في كشف هذا الفساد، وعلى رأسها إدارة الرقابة المالية في وزارة المالية، وديوان المحاسبة ومراقبة شؤون التوظف في ديوان الخدمة المدنية، فهم يعدون تقارير مجانية للحكومة عن مواقع الفساد في كل مرافقها، ولو أراد مجلس الوزراء الموقر أن يقيّم أداء أي جهة حكومية، فما أسهل أن يطلب آخر تقرير كُتب عنهم من هذه الجهات لوجد العجب العجاب!

يقول البعض إن أولى خطوات الإصلاح تتمثل في عدم التجديد لقدامى القياديين، وهذا تحايل على الحقيقة، فأولى خطوات الإصلاح محاسبة الفاسدين من القياديين، سواء كانوا قدامى أو جددا، فبعض قدامى القياديين يقومون بعملهم بكفاءة وإخلاص، وبعض الجدد منهم «مو ملحّق» على اللعب بيده ورجليه، العبرة ليست بمدة الخدمة وسن القيادي، وإنما بالالتزام بالقانون والامانة والقدرة على تطوير الادارة الحكومية، وهي معايير لا اعتبار لها -للأسف- عند تعيين القياديين أو عند التجديد لهم، إلا فيما ندر!

هذا قيادي في «الكهرباء» صدر ضده حكم بالسجن والعزل ودفع الغرامة. طيب، ماذا عن باقي وزارات الدولة ومؤسساتها؟! متى يتم تنظيفها وتطهيرها من قادة الفساد الذين اكتنزوا من أموال الدولة ومصالحها وقوانينها لهم ولعوائلهم ولعشائرهم ولجماعاتهم وطوائفهم ما الله به عليم، متى يحاسبون ويوقفون عند حدهم؟! الجواب عند مجلس الوزراء الموقر، فماذا هو فاعل؟!.. والله الموفِّق.

* * *

• إضاءة تاريخية «الكويتي هادئ الطبع، موزون الكلام، يصعب استفزازه أو التأثير فيه ليكون عصبياً، وتنعدم الخصومات والسبّ والشتم بين الكويتيين» - الممرضة التركية بلكه كونكور، عملت في الكويت 1953.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك