سامي خليفة ناصحاً: المحبة والمودة أفضل لاستقرار الكويت!
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2013, 12:11 ص 681 مشاهدات 0
الكويتية
للمختلفين هنا.. نصيحة
د. سامي ناصر خليفة
للإنسان مع أخيه الإنسان في بلدنا إضافة للرابط الإنساني رابط عقائدي، كوننا جميعا مسلمين بالفطرة، وبالتالي فإن المسلم مرتبط بأخيه المسلم بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه معه بالرأي ، لأن الاتفاق أو الاختلاف إذا جاءا نتيجة علم وإدراك فهذا مرحب به كونه يستند إلى الحجة والدليل. أما الخلاف الذي يمليه هوى النفس الأمارة بالسوء ويغذيه التعصب للمعتقد دون علم أو إدراك، فبالرغم من كون مقدماته لا تنسجم وفطرة الإنسان وهو أمر منبوذ ويخالف المسار الصحيح والقويم لسلوك البشر، إلا أنه لا ينبغي أن يكون قادحا ومثيرا لأحد، ذلك لأن الإنسان ليس ملكا أو معصوما عن الخطأ، بل يمكن القول إن الإنسان لديه من أمراض الدنيا وعوالقها الكثير، كالغيرة والحسد والأنانية وحب التفرد بالكمال، وبتفاوت. لذا فجميعنا مطالب اليوم بأن يحمل بعضه الآخر على محمل حسن، خيرا كان طرحه وفكره ومعتقده أو شرا، وذلك لإنجاح مبدأ التعايش بيننا الذي ارتضيناه خيارا اجتماعيا لا غنى عنه.
وما دام المختلف هو إنسان يشهد بالشهادتين، فمن الواجب علينا جميعا- ومن منطلق التزامات العقيدة الإسلامية لا أعراف المسلمين اليوم- النظر إليه بروح إيجابية تحكمها رابطة الأخوة في العقيدة. ومن الواجب أن نحفظ غيبته وحضوره وأن نستر عورته، بل وحتى المشورة معه بالرأي الناصح وتسديده. وتلك القاعدة ليست من صنع البشر، بل أسس إليها ديننا الحنيف مذ صدر الإسلام، ولكن ما يؤسف أن التطبيقات الحالية على أرض الواقع تتناقض تماما مع تلك المبادئ الرسالية العبقة ونظرياتها وتبعث مخرجاتها على اتخاذ المواقف السلبية تجاه بعضهم البعض بصورة تتألق فيها بعض المفردات غير المحبذة كالإلغاء والإقصاء والإنهاء والكراهية وما شابه. لذلك أصبح واقعنا من المرارة بحيث لا يمكن التفاؤل بمخرجاته ونتائجه على جميع الأصعدة ما دامت تلك النظرة التي تحكم البعض تجاه البعض الآخر.
وبالتالي لا يجب لأي مسلم منطلق من مبدأ «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، أن يعيش التعصب ضد كل من يختلف معهم في المذهب أو الفكر أو الرؤى، بل عليه تأسيس ثقافة تحكم شخصيته وكيانه شعارها: إن دم أخي هو دمي وأصله أصلي وعرضه عرضي مهما اختلف معي أو كنت مختلفا معه، حينها ستغلب قيم الموضوعية والاحترام والتقدير كل مفردة أخرى بين أبناء المجتمع الواحد.
فرابطة العقيدة التي منّ الله سبحانه وتعالى علينا بها تفرض على الناس في تعاملهم مع بعضهم البعض جملة من الالتزامات، كالأخوة والاحترام والتقدير وتكافؤ الحقوق وحرمة الدم والمال والعرض، وتلك رابطة في صميم منطوق النظريات الإسلامية ومدلولاتها ولا يمكن تجاهلها لما لها من أثر كبير على المجتمع المسلم بكل تقسيماته وملله، لذلك فكل إنسان لديه غيرة على وطنه وأهله ويسعى إلى تصحيح المسار الاجتماعي والسياسي في بلده ويجد نفسه مختلفا مع غيره من بني جلدته وشريكه في الوطن، ينبغي أن يعرف أن هناك معينا واحدا ينهل منه الجميع هو كتاب الله تعالى، ومهما تعددت الإناءات التي نشرب منها جميعا فلا يمكن أن يغير وحدة المنبع والمصدر.
لذا ننصح إخواننا المتصدين لإصلاح الشأن العام في الكويت أن يمتثلوا إلى أخلاق الإسلام في تعاملاتهم ومواقفهم وينظروا إلى بعضهم البعض بمنظار المحبة والمودة سواء كانوا في موقع المعارضة أم الموالاة، كونها السبيل الأنجع- في حال تم توظيفها بالصورة الصحيحة- لتماسك أمن واستقرار بلادنا. والله من وراء القصد.
تعليقات