هل أصبحنا أبناء شوارع لمطالبتنا بالديموقراطية والكرامة؟.. الرجيب متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 988 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  الكويتيون ليسوا أطفال شوارع

وليد الرجيب

 

لم اعتد الرد على أي كاتب داخل أو خارج الكويت مهما اختلف مع وجهة نظري، هكذا تقتضي الديموقراطية التي اعتاد عليها الشعب الكويتي، وترفعت كثيراً عن الرد على إساءات موجهة لي شخصياً وليس إلى رأيي، لكن أن توجه الإساءة إلى أبناء شعبي أو إلى وطني فهذا موضوع مختلف ورقبتي هي السقف.
لقد وصف أحد الصحافيين المأجورين شعب الكويت بأن نصفهم أبناء شوارع، وادعى أن أبناء هذا الشعب الأبي هربوا أثناء غزو جيش صدام للأراضي الكويتية، ولم يكن هناك من دور للمعارضة الكويتية في مقاومة الاحتلال، بل انتظروا كسياح في بلدان أخرى أن تحررهم دول العالم ومن بينها مصر حسني مبارك وسورية حافظ الأسد.
وعادة تدفع الأنظمة المستبدة والديكتاتوريات لكتاب مأجورين للدفاع عنها وعن شخوص حكامها، وهناك أسماء معروفة عاشت على ما كان يدفعه الحكام العرب لها لتلميعهم والهجوم على معارضيهم، بل كان صدام والقذافي المقبوران من أكثر الحكام الذين استأجروا كتاباً للهجوم على الشعب الكويتي وتبرير غزو صدام للكويت وتنكيله بأبناء وبنات الشعب الكويتي، والكويتيون يعرفونهم جيداً ويعرفون دورهم المشبوه.
ولكن حكومة الكويت بدلاً من أن تدفع لكتاب يشيدون بديموقراطيتها ومشروعاتها التنموية وحكمها الرشيد ويرفعون من شأن شعبها، استأجرت من يشتم شعبها ويصفهم بأبناء الشوارع، فهل هذا يفسر أين ذهبت ملايين التحويلات الخارجية التي رفضت السفارات الافصاح عن المستفيدين منها؟
أما مشاركة حسني مبارك وحافظ الأسد بوجود رمزي مع جيوش التحرير، فكل الكويتيين يعرفون كم دفعت الحكومة الكويتية لهما وكيف وافقا على المشاركة، ولا ينسون أن حافظ الأسد الذي عرض عليه الوفد المفاوض اسقاط الديون عن سورية مقابل المشاركة رد: «أي ديون؟ كان هناك ديون عندما كانت هناك كويت، الآن لم يعد هناك ذاك البلد فـ «بدنا مصاري بدنا كاش»، وبالفعل تم دفع ملايين الدنانير له ولحسني مبارك وغيرهما من الحكام العرب، الذين لم يكونوا كجمال عبد الناصر الذي هب وجيَّش الجيوش العربية للدفاع عن الكويت ضد تهديدات عبد الكريم قاسم.
كان يجب على الحكومة أن تستأجر من يعرف الواقع الكويتي وتاريخ هذا الشعب الأبي، فما حرر الكويت هو صمود أبنائها وتمسكهم بالشرعية وبنظامهم الديموقراطي، فرغم قلة أعدادهم شكلت فرق المقاومة المسلحة الباسلة ومن بينها المعارضة إرباكاً للمحتل وكبدته خسائر فادحة في جنوده وعتاده، وقاد الشعب الكويتي أكبر عملية عصيان مدني في تاريخه برفضه التعاون بأي شكل من الأشكال مع المحتل، وقدم هذا الشعب الباسل العديد من الشهيدات والشهداء والأسرى، وعانى من الاعتقال والتعذيب الوحشي والاغتصاب والاعدامات، وعمل شباب الكويت في كل المهن حتى يضمنوا عيش شعبهم تحت هذا الظرف العصيب.
كان صمود الشعب الكويتي الأبي ومقاومته للمحتل أحد أسباب اقتناع الأمم المتحدة ودول العالم بعدم شرعية الاحتلال رغم ادعاءاته الفارغة بأن الغزو جاء نتيجة لنداء الكويتيين له وطلبهم الوحدة مع العراق، وادعاءاته بأن تحرير فلسطين يمر عبر الكويت.
أما الحراك الشعبي غير المسبوق في الأشهر الأخيرة، فلم يكن للمطالبة بإسقاط النظام الذي ارتضاه منذ مئات السنين، وإنما مطالبه المشروعة بدأت منذ العام 1921م، فلم يكن تاريخ الشعب الكويتي الناصع يصنعه «الغوغائيون أبناء الشوارع»، بل ساهم أبناؤه الكرام بنضالاتهم مع حكامهم وأسرة الصباح الكريمة في بناء كويت سبقت بديموقراطيتها ودستورها بلدانا كثيرة، وأرسوا أجواء حرية لم تنعم بها الدول العربية الأخرى، فهل يصبحون غوغائيين وأبناء شوارع لأنهم طالبوا بالديموقراطية والحرية والكرامة؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك