'عراب الحراك'

زاوية الكتاب

كتب 2589 مشاهدات 0

 المحامي مهند الساير

الحراك سياسي هو عبارة عن مجموعة أشخاص إتفقوا على فكرة معينة وهدف واحد يريدون تحقيقه وهو كالجسد مكون من عقل وقلب وأرجل ويدين ولكل منها دور تقوم به فلا يتصور أن تقوم جميعها بنفس الحركة فحركة اليد ومهامها ليست كحركة ومهمة الرجل وهو مايغييب عن البعض عندما يستنكر تصرف أحد أقطاب الحراك بتصرف يختلف عن تصرف شخص آخر فنحن اليوم كفريق كرة قدم لايتصور فينا جميعاً نلعب في المقدمة أو جميعاً في الدفاع لكل شخص موقعه و دوره فيجب أن لاننتقد شخص لم يقم بذات التصرف الذي قمنا به فقط بحجة أن حركتنا يجب أن تكون نسخة مكررة لكل شخص نراه في الحراك المعارض لنهج السلطة الحالي .
والأهم من بين كل ماسبق ذكره هو أن نتفق على تحديد أهم عضو في جسد أي حراك وهو بوجهة نظري العقل والذي تقع عليه أخطر مهمة وأكثرها حساسية ولايخلو أي حراك من عراب له لذلك وأنا أستمتع بإجازتي كان السؤال الذي يدور في جوفي من هو عراب حراكنا ..!!
وهل هو أخيرنا أم إنه أسوأ من ذلك ..!!
ماذا لو قام هذا العراب إذا كان سيء بعقد صفقه مع الحكومة ليست من صالحنا ..!!
هذه أسئلة مشروعة لي ولغيري وليس فيها من سوء النية شيء لأنني لا أتحدث عن مستقبل شخص أو إثنين أو ألف إنما وطن إما أن ننجوا به أو نغرقه بحماقاتنا ..
أياً كانت إجابات أسئلتي إلا إنني أوجه رسالة لهذا العراب قد تكون أنت ذكي إلى حد أنك توهم السلطة أنك تسيطر على الشباب ولكني أجزم لك أنك إن كنت قارئ جيد للتاريخ إلا إنك لاتعلم أن شباب اليوم ليس كشباب الأمس وإن حاولوا كسرنا مراراً وتكراراً لن يزيدنا إلا قوة ومهما بلغت من الذكاء أو استغليت غباء السلطة بإيهامهم بأنك المسيطر الوحيد إلا أن هذا الأمر سوف يتحطم عندما يعلم الشباب عنه ..!!
قد تكون الإنتخابات القادمة قريبة خلال أشهر قليلة وبعودة الأربع أصوات وأنا على يقين أن هناك من سوف ينسب بعض هذا الإنجاز أو جميعه لنفسه وهو يعتقد أن الآن الوقت المناسب لتلميع البعض لخوض تلك الإنتخابات لكي يقول للسلطة أنا مازلت المسيطر على كل شيء ولكننا لن نسمح لأي شخص أن يختزل مجهود شباب ضحى بالكثير من حياته من أجل قلة ..
فإذا علمنا أن عرابنا سيء يجب مراجعة أنفسنا حتى لا نندم بعد أن يفوت الندم وإن كان حسن فل نشد من أزره فصاحب التاريخ المشرق لن يضيعه بسهوله وصاحب التاريخ الأسود لن يخاف أن يكمله سوءاً
فأسوأ الناس من يستغل صدق نوايا الآخرين لتحقيق كذب مآربه ..
وبالتأكيد أنا هنا لا أقصد حساب كرامة وطن أو حوارات التغيير أو قاطع أو من يديرها لأن الحراك أكبر وأعمق أن يختزل في هذه الحسابات رغم كونهم من أهم أدوات حراكنا وأنا مازلت أتبعهم رغم جهلي بأشخاص القائمين عليهم ولكني أتحدث عن حراك كامل ماظهر منه وما خفي وأتمنى أن يكون الحضور غداً كبير لأنني مازلت أؤمن ببياض الكثير رغم سواد القله ..
وكما أن الكثير يتداول كلمة لاتنتقد ولاتتكلم من أجل أن لانفترق إلى آخر هذا الكلام ولكن نحن لسنا في رحلة سياحة حتى نجامل من أجل إستمرار متعتنا نحن نبني وطن وإذا لم نكن صادقين في كل كلمة ونحسن محاسبة أنفسنا قبل الآخرين لن نبني حتى حائط والحراك الذي يتأثر من رأي وموقف خيرٌ له أن يقتل في مهده وأنا أعلم أن كلامي لن يعجب البعض وقد يكونوا من المقربين لدي ولكن الذي لايقول كلمة مقتنع بها لكي يرضي الآخرين يجب أن لايرتقي ويصف نفسه بإنسان ..!!

المحامي مهند الساير
من عاصمة الحريات لندن

الآن: رأي- المحامي مهند الساير

تعليقات

اكتب تعليقك