«طيران الاتحاد» .. شراكات في صفقات قادمة بقلم كاميلا هال
الاقتصاد الآنيناير 4, 2013, 10:06 ص 827 مشاهدات 0
شركة ''طيران الاتحاد'' المملوكة لحكومة أبو ظبي، تستثمر في شركات الطيران في أنحاء العالم، حيث تنتهج استراتيجية مميزة من أجل التوسع العالمي السريع، في ظل سوق الملاحة الخليجية المزدحمة. وفي حين نما تأثير المنافسين لها مثل جارتها القريبة ''طيران الإمارات'' في دبي بإنشاء مساراتهم الجويّة الجديدة الخاصّة، فإن شركة الاتحاد تركز على بناء شراكة دولية عن طريق تأسيس شراكة مع رموز في الصناعة، وأخذ حصص قليلة في شركات طيران أخرى، في دول من ألمانيا إلى أستراليا. قالت شركة ''طيران الاتحاد'' الشهر الماضي إنها كانت تنظر بعين الاعتبار لاستثمار محتمل في شركة طيران هنديّة، مؤكدةً على نهج في النمو يرى المحللون أنه فعّال، لكن من الصعب الحكم عليه بشكل قاطع، لأن الشركة تكشف عن أمور ماليّة محدودة فقط. جيمس هوجان المدير التنفيذي لشركة ''طيران الاتحاد'' يشدد على أن الشركة ليست في ''فورة شراء'' لأسهم شركات الطيران الأجنبيّة – لكنها لا تزال تقدم احتمالات لمزيد من الصفقات القادمة. يقول في مقابلة معه بمكتبه بضواحي عاصمة الإمارات الغنية بالنفط أبو ظبي: ''قد نقترح على مجلس إدارتنا شراكة أو اثنتين إضافيتين. إنها مزيج من (الصفقات): مشاركة الرموز والأسهم''. ''طيران الاتحاد'' هي واحدة فقط من عدة شركات طيران خليجية، من بينها الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات التي تتحدى إرث شركات الطيران الأوروبية مثل الخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا. لا تتنافس شركات الطيران الخليجية مع الشركات الخارجية فحسب، بل مع بعضها البعض أيضاً لتجعل أنفسها قادة العالم، مدعومة في ذلك بطموح وبالحكومات الغنيّة، وقد تخفف عنهم حمل عقود من الالتزامات الماليّة مثل خطط المعاشات. تشغل ''طيران الاتحاد'' 71 طائرة (بنهاية العام)، مع وجود 86 وجهة و41 من شراكات الرموز، ما يجعل مجموعها 300 وجهة. وفي حين أن شركة طيران الإمارات لديها أسطول أكبر، إلا أن شراكة الاتحاد سمحت لها أن تتحدى مجال وصول منافستها الذي يمتد إلى 100 وجهة و300 مدينة أخرى عبر شراكتها. في كانون الأول (ديسمبر) 2011 اشترت ''طيران الاتحاد'' حصة تساوي 29.2 في المائة في ''آير برلين'' وقد استثمرت منذ ذلك الحين، وكان بينها 10 في المائة سندات في شركة ''فيرجين أستراليا''، وحصة 40 في المائة في ''آير سيشلز'' و2.987 في المائة في ''آير لينجاس''. المحطة التالية لشركة الطيران هذه قد تكون الهند، بعد أن أكد هوجان أن الشركة كانت تُعنى كما يجب بشركتي طيران هنديتين. وفي حين أنه رفض أن يدلي بأسماء، أصدرت شركة ''كينج فيشر'' التي تمر باضطرابات تصريحاً تقول فيه إنها كانت في محادثات مع شركة الطيران الخليجية. قال أشخاص لديهم علم بالخُطط، إن ''طيران الاتحاد'' كانت تتطلع إلى شركة ''جيت آيروايز'' الهندية، التي لديها بالفعل اتفاقية شراكة رموز معها. عدد المسافرين الهائل من الهند هو جرعة كبيرة لشركات الطيران الخليجية الجديدة، وقرب الهند من الخليج يجعلها سوقاً واضحة للتوسع فيها. يقول هوجان: ''لا تطير معظم الخطوط الجوية الأوروبية ولا الأمريكية إلى المدن الثانوية في الهند أو باكستان أو بنجلاديش''. لكن شركة الطيران كانت واضحة حول شيء واحد في الوقت الذي كانت توسّع فيه من حقيبتها؛ إنها لا تريد أن تصبح مالكة غالبية أسهم شركات الطيران الأخرى، كما يقول هوجان، المدير التنفيذي الأسبق في ''بي إم آي بريتيش ميدلاند'': ''ما لا أريد أن أتورط فيه هو الانخراط في إدارة هذه الشركات يوماً بعد يوم. لدينا ما يكفي في جعبتنا''. تمت مهاجمة توسعة ''''طيران الاتحاد'''' من نظرائها الأوروبيين، الذي قالوا إن ''''طيران الاتحاد'''' وشركات الطيران الخليجية الأخرى تتمتع بميّزة غير عادلة، بالاستفادة من الضرائب المنخفضة على الوقود، والرسوم المنخفضة على المطار، إضافة إلى إنفاق عالٍ في البنية الهيكلية من الحكومة. شركة ''يونايتيد كونتينينتال هولدينجز'' الأمريكية قالت في حزيران (يونيو)، إن الخطوط الجوية الخليجية مثلت تهديداً استراتيجياً ''مهّماً''. يقول كريس تاري، محلل الطيران من لندن: ''إنه جدل لن ينتهي. الحياة ليست عادلة.. وعليك أن تتعايش معها''. يقول هوجان إن ''طيران الاتحاد'' ليست مدعومة من حكومة أبو ظبي. يقول: ''إننا لا نحصل على وقود مجّاني؛ لا يوجد نوع من الدعم من الحكومة لشركة الطيران''. وفي إشارة إلى أن التوترات مع الخطوط الجوية الغربية قد تفسح الطريق لقدر من النفعيّة، أعلنت ''طيران الاتحاد'' عن اتفاقية بعيدة المدى من مشاركة الرموز في تشرين الأول (أكتوبر) مع شركة ''آير فرانس كي إل إم''. الأداء المالي لشركة ''طيران الاتحاد'' من الصعب قياسه؛ لأنها ليست شركة تداول عام، ما يعني أنها قادرة على أن تكون انتقائية بشأن البيانات التي تصرّح بها. قالت الشركة إنها نشرت أول أرباحها العام الماضي، حيث أفادت بأن صافي الدخل بلغ 14 مليون دولار. وبالنسبة للربع الثالث الأخير أفصحت الشركة فقط عن العائد، الذي ارتفع 19 في المائة عن عام مضى من 1.1 مليار دولار إلى 1.3 مليار دولار. تقول شركة طيران الاتحاد إنها اقترضت حتى الآن ستة مليارات دولار كتمويل خارجي، وتستخدم توليفة من التمويل مثل صفقات مصرف الاستيراد والتصدير الأمريكي، وتعمل مع وكالات ائتمان صادرات وحتى التمويل الإسلامي لتمويل مشتريات طائراتها. لكن حتى إن كان ''طيران الاتحاد'' يتوسع سريعاً، فهناك أسئلة تُثار حول ما إذا كانت هناك مساحة لكافة شركات الطيران في الخليج. يتساءل أحد المحللين في الملاحة قائلاً: ''هناك مساحة على الأرجح لشركات الطيران الخليجية الثلاث الرئيسة، لكن هل بإمكانها فعلها.. أن يجنوا أموالاً وألا يخسروا؟ بالنسبة للبعض، (نظراً لكمية المال التي يملكونها) هل هذا يهم؟''.
تعليقات