الدروس أمامنا لا تحتاج إلى خبير أجنبي!.. تركي العازمي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 816 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  تطوينا الأيام.. وما فهمنا!

د. تركي العازمي

 

يقولون « المجالس مدارس»... وهناك مدارس معتمدة تخرِّج جيلا ناضج الفكر طيب العطاء وهناك مدارس تشتري الفكر بثمن بخس وتسوق لمعلومات تهوي بفئات المجتمع إلى مصير بائس لا عطاء ولا فكر (عقول خاوية)!
مر عام 2012 ونحن في وضع نبحث فيه عن مجلس يرشدنا إلى طريق الصواب... وهكذا تطوينا الاعوام ... و«ما فهمنا» ما يدور في ذهن القائمين على رسم الخطوط العريضة لمستقبل جيل الحاضر وهو جهل بمعطيات الحياة الكريمة وصارت مجالسنا في حكم الماضي الذي لم نتعلم منه شيئا!
نعيش في الكويت على حد تعبير «شايب» كان يناظرني ويقول « يا تركي... ذبحتهم النعمة الزايدة» أي ان من يشارك في الحراك السياسي زادت عليهم النعمة،... وأردف قائلا «لقد مرت علينا أيام لم نكن نجد اللقمة» والنعمة بحاجة لمن يشكر!
كلام الشايب صحيح من منظوره... فالمثل يقول «لكل زمان دولة ورجال» وهذا حد تفكير البعض... يريدون أن يشعروك بأن «التخمة» التي «نفخت كروشهم» حق لهم لا يحاسبون عليه!
كان واجبا علينا أن نتأمل الوضع الذي يعاني منه إخواننا في سورية... كان الأوجب علينا معالجة وضع البدون «المساكين» ممن يستحقون «لقمة العيش الكريمة»... كان واجباً علينا أن نراجع مناهج مدارسنا في مجالسنا لا أن نترك الخصومة تهدم الثوابت الدستورية التي وضعها المشرع قبل توزيع الثروة بأعوام!
مر عام إثر عام والجهل بالمعطيات ماثل أمامنا... ولا نلوم الزمان فالعيب فينا!
وبما أن قول «لكل زمان دولة ورجال» قول صائب فحري بنا أن نسأل عن «الرجال» ولا يعنينا أشباه الرجال: فأين هم الآن؟
تعلموا من «الشياب» طيب القلب وحسن المعشر... وتعلموا من الشباب المشاركين في الحراك السياسي المفاهيم الدستورية التي يقال إنها انتهكت ولا تؤولوا على عامل الوقت... فأنتم من يحدد هوية الغد لأن عامل الزمان ثابت ونحن العوامل المتغيرة (من معلومات القياس)!
تعلموا من طفل ينهي المرحلة الابتدائية ولا يجيد كتابة اسمه... تعلموا من خريج ينهي دراسته الجامعية ومستوى تحصيله متواضع ولا يجد الوظيفة وإن وجدها في الخاص «سرحوه المعازيب»... تعلموا من مريض لا يجد تشخيصاً لحالته المرضية بينما البعض يجد الطريق ممهدة له من دون انتظار وعلى أيدي أمهر الأطباء... تعلموا من شاب يصل ابنه إلى سن البلوغ ولم يحصل على مسكن والأراضي محتكرة... تعلموا من موظف يصل متأخرا لمقر عمله بسبب الازدحام المروري (ولا تقولوا الازدحام نعمة)... تعلموا من البيروقراطية التي يعيشها كل مراجع للمؤسسات الخدماتية... تعلموا من العمالة السائبة والتركيبة السكانية المشوهة وبطلها تجار الإقامات... تعلموا من كهرباء تقطع... وتعلموا جزاكم الله خيرا فالدروس أمامكم لا تحتاج إلى خبير أجنبي!
هذا ما نريده من رجال الزمن الذي نعيشه بعد أن طوتنا الأعوام ... و«ما فهمنا»... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك