عن جمعيات النفع 'الخاص'!!.. يكتب سامي المانع
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2013, 11:50 م 719 مشاهدات 0
الكويتية
جمعيات النفع 'الخاص'
د. سامي عبد العزيز المانع
أقصد جمعيات النفع العام، البعيدة عن «النفع العام» والقريبة من كونها تجمعات بشرية «للنفع الخاص»، كان من أهداف تأسيسها خدمة المجتمع، أما الآن فالمجتمع حاضر وفي خدمتها، هي حاضنات لتيارات سياسية وهي وجاهة لمن يقودها شخصياً، رئيسها ونائب رئيسها وأمين سرها وباقي الجوقة.
المختصر المفيد لدورها غير المفيد: صور برّاقة للريس ونايبه في الصحف، واشتراكات أعضاء، وخصم مطاعم، ورحلة المدينة الترفيهية، وشاليهات الخيران، ودورة كرة قدم، وغبقة رمضانية وقرقيعان، ومسابقة أحلى كب كيك، ورحلة عمرة قبل انتخابات مجلس الإدارة الجديد، وإعادة انتخاب نفس النوابغ المحترمين.
وإن كانت جمعية مهنية فهي لا تدافع عن حقوق منتسبيها، حتى لا تزعج منام أحد من المسؤولين في الدولة، وبالتالي تضيع المصالح، لذا هي تتقمص شخصية «الشيطان الأخرس» باحتراف. ونذكركم ببعض هذه النماذج: جمعية الصحافيين صاحبة أقدم مجلس إدارة في التاريخ البشري المعاصر، يعتدى على الصحافيين كل يوم وهي نائمة كل يوم، جمعية الخريجين أفضل جمعية تقام فيها ندوة للتيار الليبرالي، جمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث والجمعية الثقافية الاجتماعية كل منها حصن حصين لطيف سياسي أحادي، ومصنع لتفريخ الكوادر العاملة في الانتخابات، وصدقوني عندما أقول لكم إن لدينا في الكويت جمعيات العلاقات العامة، وتنمية الديمقراطية والتضامن الاجتماعي والعمل الاجتماعي والسلامة المرورية، أسماء وفيرة ورؤساء ومؤسسون دون عمل أو إنجاز.
الشاهد، هي جزء من الفساد الشعبي الذي نعيشه، وشاهد زور على ما يدور في المجتمع، وبعضها لها رئيس وليس لها أعضاء، وبعضها مقراتها مهجورة، وبعضها ليس لها مقر، أي جمعية وهمية، وفي النهاية محسوبة علينا مؤسسات مجتمع مدني، يفترض فيها أن تكون مؤثرة في المجتمع، تلك الكيانات الشكلية تحتاج إلي «نفضة»، وإن لم نستطع فعل ذلك مع جمعيات فكيف سنقوم به مع حكومة، وكيف سنبني دولة؟!
تعليقات