الكويت أصبحت مصبغة كبيرة لغسيل الأموال!.. جعفر رجب متعجباً
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2013, 12:41 ص 1223 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / مصبغة الكويت
جعفر رجب
من منكم يتذكر ما أمنياته قبل سنوات أو السنة الفائتة، أنا القابع هنا في هذا العمود لا أتذكر، مثل غيري لا أتذكر ما أمنياتي، فكلنا نتمنى أن تكون سنة خير وأفضل من غيرها، وفي النهاية لا يتغير منها سوى الرقم، والأرقام لا تعني شيئا في هذا البلد سوى أرقام قياسية للفساد!
الارقام في بلادي لا تعني شيئا إلا إذا اقترنت بهدر مالي، وتسيب للميزانية النفطية، تعني أن نصرف مليارا على جسر يوصل بين لا شيء إلى لا شيء، في الوقت نفسه التي تعاني شوارعنا كالمراهقة من حب الشباب على وجهها...!
تعني أن نصرف خمسين، ومئة، ومئة وخمسين مليونا... على اشقائنا وأصدقائنا في الأردن وموريتانيا واليمن وبوتوسوانا وبورندي... وكل دولة لا نسمع باسمها حتى في الأحلام والكوابيس، ولا مكان لها حتى في الخرائط!
تعني أن البلد يمشي تجارته على حبل غسيل الأموال، والغريب ان كلنا نعرف ان هناك شبه غسيل وتشحيم للأموال، وان التجارة الوحيدة الماشية في البلد هي تجارة الغسيل، فاراضينا أسعارها أغلى من سعر المتر في «اكشخ» مكان في القمر، وعماراتنا القبيحة في الفروانية والسالمية وخيطان... أغلى سعرا من «امباير ستيت» و«برج خليفة» وحتى «برج ايفل»! وأسواقنا المليئة بالبضاعة الرخيصة مازالت تبيع بالخسارة، ومستمرة وحية ترزق رغم خسائرها، دون أن يسألها أحد كيف يمكن لسوق خسران أن يستمر كل هذه السنوات، ومن لا حيلة له، يبيع تيساً أجرب بسبعة آلاف دينار، وبعيراً أعرج بعشرين ألفاً، وحمامة مريضة بعشرة آلاف... وكلها ممارسات تقف خلفها فتاة غسيل الأموال العارية الكاسية المشبوهة...!
هذا باختصار وضعنا في هذه الدولة الفتية، تحولنا من بلد صغير يسعى إلى أن يصبح مركزاً مالياً، إلى مصبغة كبيرة لغسيل الأموال!
تعليقات